دشّنت الهيئة الشعبية لدعم الوحدة، بدارها بالخرطوم، بالتضامن مع اتحاد المهن الموسيقية أمس الحملة الكبرى لدعم متضرري الفيضانات بجنوب السودان بمشاركة أكثر من (30) مطرباً وموسيقياً ومجموعة من رموز المجتمع المدني . وأكدت نائبة رئيس الهيئة، الدكتورة تابيتا بطرس، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة أمس، أزلية الوحدة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وأبانت أن السودان جسم واحد لا يقبل القسمة مهما كانت الظروف، وقالت إن حضور فناني السودان الذين ظلوا يتغنون للمحبة والوطن دليل على إحساسهم بالظروف القاسية التي يعاني منها إخواننا في العديد من الولايات التي تأثرت بالسيول والفيضانات وكان الضرر الأكبر بولايتيْ شمال بحر الغزال وجونقلي تابيتا أكدت أن هؤلاء المطربين جاءوا طواعية وانضموا لركب الهيئة الشعبية لدعم الوحدة يتغنون للوطن والإنسانية دون مقابل من أجل كرامة الإنسان السوداني في مساحة مليون ميل مربع لن يفرط أحد في تقطيعها الى دويلات وذلك بجلب الدعم وتحريكه بما لهم من قيمة خاصة لدى المواطن حتى يجمع المال وتتحرك القافلة جنوباً لإعادة إعمار ما دمره الفيضان. واعتبرت هذا اليوم هو التدشين الحقيقي لمد جسور الوحدة والإخاء في أكبر صوره، حيث يتجه الجميع الى الجنوب ليس بملف الوحدة والانفصال ولكن بملف الإنسانية وقد جاء في وقته المناسب لتوطيد أواصر السلام، وأكدت أن نتيجة الاستفتاء إن جاء مؤيدة للوحدة فإن المهرجان والأهازيج والأناشيد لن تتوقف في كل السودان وإن كانت النتيجة لصالح الانفصال فإننا لن نتخلى عن إخواننا في الجنوب وسيظل الإخاء الصادق جسراً بيننا، وطالبت باستقطاب (10) مليارات جنيه لهذا الغرض. المدير التنفيذي للهيئة الشعبية لدعم الوحدة عبد الرحيم علي أحمد بدأ حديثه بترديد الشعار: (وحدة.. سلام.. محبة) وردده خلفه الحضور ثم قال إنهم أدركوا دور الفنانين في دعم الوحدة وفاعلية هذا الدور أكثر من كل الجهد الذي تقوم به الهيئة، وأضاف أن هذا العمل قُصد به التجرد من كل انتماء سياسي لتقديم الدعم والعون لمتأثري الفيضان بجنوبنا الحبيب. نائب رئيس اتحاد المهن الموسيقية المطرب زيدان إبراهيم قال إن أبسط ما يقدمونه كفنانين لهذا الشعب الطيب المغلوب على أمره هو الإسهام بكل جهدهم لدعم قواعد الوحدة الوطنية والسلام الشامل، وتمنى أن يظل السودان موحداً بمساحته المعهودة (مليون ميل مربع)، وأضاف أن كل مواطن إن ساهم بجنيه واحد سيصل الرقم الى أكثر من العشرة مليارات التي تستهدفها الحملة، وأردف أن هذه بمثابة ضربة البداية لعودة التآخي بين أهل السودان، وأكد أن اتحاد المهن الموسيقية يضع كل إمكاناته وموسيقييه ومطربيه في يد الهيئة الشعبية لدعم الوحدة حتى تحقق ما لم تستطع الآلية السياسية تحقيقه، وقال إن الأمر يهمه في المقام الأول لأن الدماء التي تجري في عروقه شمالية وجنوبية. أما المنسق بين اتحاد المهن الموسيقية والهيئة المطرب سيف الجامعة قال إن الانفصال إذا حدث فإن كل سوداني سينشطر الى نصفين، وأردف بعد كل هذا الاقتتال والحروب والاتفاقيات ومعاهدات السلام الذي نعيشه الآن نقر في أنفسنا بعيداً عن المسميات السياسية الضيقة أننا إخوان (وقلوبنا على بعض)، وأكد بقوله إن السودان آل الينا واحداً موحداً من أجدادنا وسنسلمه للأجيال القادمة كما تسلمناه، وأضاف أن هذه الاحتفالية هي إعلان للحملة والتدشين الفعلي سيكون في بداية أكتوبر القادم بعدد من الحفلات بالعاصمة والولايات وبالتحديد ولايات التماس مع الولايات الجنوبية ثم تنتظم الليالي مدن الجنوب الحبيب حتى يتم تحقيق الربط المقرر بمشاركة كل المطربين والموسيقيين باتحاد المهن الموسيقية. فيما بكت مديرة منظمة جون قرنق، الأستاذة إخلاص النور، وهي تلقي كلمتها وقالت إن الانفصال يجب ألا يحدث وعلينا أن نقف بقوة في وجهه لأن هذا السودان وطن واحد وسيظل هكذا، وأعلنت انضمام منظمتها لحملة درء آثار الفيضان بولايتيْ غرب بحر الغزال وجونقلي. وجاء إفادات المطربين مبارك البنا، جعفر السقيد، وليد زاكي الدين، طلال حلفا والدكتور الموسيقار الفاتح حسين تصب في ذات المنحى. عقب ذلك تحركت القافلة من دار الهيئة الشعبية لدعم الوحدة وقصدت سوق السجانة وفيه أعلن رئيس اتحاد تجار السجانة، عوض محمود، عن تسديد قيمة (40) بطاقة إكرامية بمبلغ أدناه ألف جنيه للبطاقة الواحدة حددته الدكتورة تابيتا بطرس وقال إنهم بسوق السجانة سيدعمون هذا العمل بأكثر مما توقعت الهيئة الشعبية لدعم الوحدة وأنهم سيكونون خير معين ومنقذ لمواطني الولايات الجنوبية التي تأثرت بالفيضانات. وواصلت القافلة سيرها إلى وزارتيْ الداخلية والدفاع لتلقي التبرعات. يذكر أن الفيضانات كانت قد ضربت معظم المدن والقرى بولايتيْ غرب بحر الغزال وجونقلي مما جعل العديد من السكان بلا مأوى.