في إطار توحيد الزي الجامعي الذي جاء بتوجيه من رئيس الجمهورية في أول خطاب جماهيري له عقب انتخابه رئيساً للجمهورية؛ بضرورة توحيده من أجل الحشمة والالتزام وفقاً للضوابط الشرعية؛ كانت جامعتا السودان والزعيم الأزهري من أوائل الجامعات الحكومية التي تبنت تنفيذ القرار. «الأهرام اليوم» استطلعت عدداً من الطلاب وأولياء الأمور والأساتذة الجامعيين بهذا الخصوص، فماذا قالوا؟ يقول يس عبد الرحمن (ولي أمر): «إن التزام الجامعات السودانية بزي موحد يبين هوية أية مؤسسة تعليمية هو قرار جيد تجب الإشادة به من قبل المؤسسات التعليمية». وأضاف «هو أيضاً من المظاهر الحضارية لشعبنا أسوة بالبلاد المتقدمة في مجال التعليم مثل بريطانيا التي لديها عدد كبير من جامعاتها التي تمتاز بالزي الموحد». وقال «هو بادرة لتقويم السلوك داخل الحرم الجامعي وتباين المستويات من خلال التزام جميع الطلاب بزي واحد يؤدي بدوره إلى تذليل الفوارق بين الطلاب فيصبح هناك اتزان وتعادل بين الطلاب من خلال التساوي في الملبوسات». أما نادر علي (تقنية معلومات) فيقول إن تنفيذ قرار توحيد الزي الجامعي جاء برداً وسلاماً على الأسر الفقيرة التي يثقل كاهلها رصد الميزانيات الضخمة لكسوة الطالب التي تأخذ من الأسر الكثير، بالإضافة إلى المصاريف الدراسية المقررة. وأبان أن الزي الموحد الجديد يقضي على ظاهرة اللبس الخليع الذي انتشر في جامعاتنا انتشار النار في الهشيم، واختلفت أسماؤه ومسمياته في الآونة الأخيرة، وأضاف أنه لا بد من توزيع الزي الجديد جاهزاً (مفصّلاً) للطالب بغية عدم تفصيل هذه الأقمشة التي توزع للطلاب على شاكلة بعض الأزياء الفاضحة في الجامعات، وأكد أنه لا بد من وجود لجنة لمراقبة تفصيل اللبس الجديد والتأكد من أنه موافق لمواصفات اللجنة المنوط بها مراقبته داخل الحرم الجامعي. وفي السياق أكد علي سليمان (دراسات تجارية) أن الزي «المرتقب» سوف يميز الطالب الجامعي من بقية فئات المجتمع الأخرى من خلال الزي الذي يميزه عمن سواه، واستطرد قائلاً: «لكن من الجهة الأخرى نرى أن الطالب كان في السابق يمضي أكثر من أسبوعين في استهلاك ملبوساته المعدة للدراسة»، وأضاف: «نجد أن الجامعة الآن تستطيع توفير أكثر من زي واحد أو اثنين لتمضية سنة دراسية كاملة». وتقول إسراء الفاضل (تجارة): «يجب أن يكون الإلزام بالزي الموحد من قبل إدارة الجامعة بغرض القضاء على ظاهرة اللبس الخليع والإتيان بلبس محتشم»، وقالت «هذا في الأساس قائم على التربية والتنشئة التي قام عليها الفرد»، وأضافت أن الجامعات لن تقضي بين ليلة وضحاها على هذه الظاهرة بإلزام الطلاب بالزي الموحد، وحذّرت أنه يمكن أيضاً تفصيل هذا الزي الجديد بنفس مواصفات الزي الخليع. وكانت أصوات الطلاب الجدد هي المرتفعة في هذا الجانب، إذ يقول الطيب أحمدان إن (قصة) الزي الموحد قرار غير موفق، بسبب توحيد الزي في المراحل التعليمية الأخرى من قبل «قبل المدرسي والأساس» وأخيراً المرحلة الثانوية، وأضاف لا يمكن أن تكون جميع المراحل التعليمية تكبت الطالب من خلال أزياء محددة طيلة المراحل الدراسية حتى الخروج منها، وأبان أن هذا القرار جاء من قبل إدارات الجامعات للقضاء على ظواهر محددة، وقال: «لكن ستنشأ ظواهر سلبية أخرى». وأوضح د. أحمد الحسن (أستاذ جامعي) أن الزي الجامعي الجديد غير مقيّد أو ملزم بالنسبة للألوان، وأضاف: «مثلاً جامعة السودان أتاحت اللون الأزرق، البني والبيجي»، بحيث يكون (البيجي) والبني يخصان القمصان، في الوقت الذي حددت فيه للإسكيرت اللون الأزرق، والبلوزة البني، أو العباءة السوداء مع الطرحة البنية أو البيجية للطالبات. وأبان أن هذا الكم من الألوان يضع الخيارات أمام الطلاب لاختيار الألوان التي تناسبهم، وأضاف: «وفي الوقت نفسه سوف تندثر تدريجياً ظاهرة اللبس الخليع الذي انتشر في الجامعات»، واختتم حديثه قائلاً «إن بعض الطلاب سيجدون غرابة في بادئ الأمر في التأقلم مع اللبس لكن سرعان ما سيندمجون معه في مقبل الأيام».