{ تحياتي لك أخي الحبيب الشاذلي المادح وأنت تقاتل من أجل قول الحق ونشر الحقيقة بالسيف (المدفع) والسنان سائلاً المولى أن يعينني وإياك وجميع المخلصين في الحركة الإسلامية، محلية وعالمية، أن نعيدها سيرتها الأولى، سيما وأنني ما زلت أختزن في ذاكرتي حركتك ونشاطك كالنحلة داخل ردهات دار اتحاد النيلين، وأؤكد لك أنني احتفظ في مكتبتي الخاصة جداً بجميع ما يخطه يراعك البارع التصوير من كتاباتك (المعلنة والمخفية) شأني شأن كل إخوانك الذين تهديهم بواكير قطوفك المعطاءة، وأسفي أن المخفي من كتاباتك أهم درجة وأعظم خطراً فلماذا «الحبس»؟؟ { ويشرفني ويسعدني أن أكون من المهتمين بكتاباتك اليومية مثل عمودك المقروء في الأهرام (رواية أخرى) وتمنيت لو كان اسمه (كتابتي لله) على وزن (شهادتي لله) لأن صاحب العمود لن يتنازل عنه لأنه عنيد وطموح منذ أن كان يافعاً في منطقتنا «مسيد عيسي»، آمل أن تقبلني وفق رسالتي هذه ناصحاً ومناقشاً، على تواضعي، فيما أنت فيه، زادك الله علماً على علمك وفقهاً على فقهك. (وإبقي نشوف جديدك) كما يقولون. أخوك عبد الباقي التهامي/ بشائر للطاقة { من المحرر: أخى العزيز عبد الباقى التهامى.. رسالتك أعادت اليّ تحفة أيامى وأنارت دروباً مشيناها على خطى سنوات، هى أجمل سنوات العمر شغلتنا عنها المشاغيل وتفرقت بنا سبل الحياة ولم نعد نتلاقى إلا حين تجمعنا المجاميع والصدف وتناثرت ملامح الصبا وأكلتها الأيام فلم يعد التعارف على بعض من الوهلة الأولى ممكناً بعد كل هذه السنوات إلا لصاحب بصيرة وذاكرة حية تقاوم وحل النسيان أو أن تسعفنا رائحة الإخوة الخالدة والإيمان فتقود الأخ لأخيه كما أبصرت نبياً حين اشتم رائحة ابنه وأخيه فى الدعوة لله الواحد القهار. { بدأتُ أخى ألملم ملامحك من بين كلماتك وعبارتك وأسترجع ماضياً قطع بنا عشرين عاماً حتى استجمعت ملامحك ملمحاً ملمحاً وكأنى أرسم بفرشاة اسمها جامعة القاهرة بالخرطوم وتنظيمها السياسى القوى واتحادها الدولة وكوادرها قوام دولة السودان والإيمان بإذن الله وتعرفت على تميزك وصلابة مواقفك وسلاسة حواراتك ونحن «نتونس» بعد ساعات العمل والنشاط بمكاتب الاتحاد، وأصدقك القول يا ود الجزيرة المفضال أنى قد تأخرت فى الرد على رسالتك حتى التقطت ماضينا معاً وأيامنا تلك تماماً دون أن أستعين بصديق من إخوة ذلك الزمان الجميل والآن أبثك تحياتى وسلامي وأخطرك بسعادة باهرة وأنا أستقبل حروف رسالتك وكلماتك وأسعد بها أيما سعادة. { عزيزى القارئ أود أن أقول لك أن الأخ عبد الباقى التهامى رفيق دراسة ومنهج وصديق داخل كيان، قضينا سنوات الجامعة معاً ومنذ ذلك الزمان «1991م» غاب اللقاء وعز ليجمعنا هذا العمود المبارك بإخوة الأمس واليوم والغد، افترقنا طلاباً وها قد صرنا والحمد لله آباء أو أسر وأولادنا على أعتاب الجامعة وهى سنة الحياة التي سرقت أيامنا ولكنها كل مرة تمنحنا بنفحة مثل هذه فتعود بنا الى أيامنا الجميلة فنحس صبانا ونستشعر ذكريات كنا فيها صغاراً وطلاباً، وقبل أيام وأنا أصعد بناية بأم درمان وعلى الدرج تصدمنى لافتة صغيرة لزميلة تعمل محامية لم أرها منذ عام تخرجنا (1991م) فطرقت باب مكتبها فلم أجدها وعاودت الحضور فى اليوم الثانى فوجدتها ولكن لم تعرفني وما هى إلا لحظات وقد تذكرتني تماماً وقد كان والدها مديراً لمدرسة النيل الأبيض الثانوية وهو من أبرز معلمي فالتحية لك أستاذة هند سيد طاهر والى معلم الأجيال والدك والتحية لك أخي عبد الباقى التهامى وبإذن الله سأكون عندك خلال أيام.