الأمومة غريزة وضعها الله في قلب كل أنثى، لذلك تعيشها بفعل غريزي وإن لم تنجب، من خلال احتضان الدمى الصغيرة التي تشبه الطفل الصغير، وتكبر هذه العاطفة تدريجياً من خلال محيط الأسرة الذي لا يخلو من الأطفال. فهل ما زالت الأمومة في خانة الغريزة أم تأثرت بخروج المرأة للعمل فأصبحت هي الأخرى وظيفة مقابل أجر مادي متفق عليه بين الأم والأب؟ «الأهرام اليوم» وقفت مع بعضهن لمعرفة دلالات هذا البوح فجاءت إجاباتهن متباينة. - إلهام أحمد «محامية» ترى أن الأمومة ليست وظيفة بقدر ما هي غريزة خلقها الله في قلب كل أنثى، فأنثى الحيوان وضع الله في قلبها تلك العاطفة، وأضافت «في ظل المتغيرات ومهددات الحياة المستقرة أصبحت الوظيفة بالنسبة للمرأة هي الضمان الاجتماعي وساعد على ذلك هروب بعض الأزواج من المسؤولية أو رحيل رب الأسرة»، وأشارت إلى أن الوظيفة سلاح المرأة الذي تجرده في وجه الزمن الصعب. أما فاطمة الحسن «معلمة بمرحلة الأساس» فأوضحت أنه قبل عدة سنوات كانت المرأة «تطلع معاش» عندما تضع مولودها الأول، هل لأنها تغلّب العاطفة على حساب الواجب أم الآن تغير الوضع؟ فالحياة أصبحت شراكة ومسؤولية مشتركة قائمة على التكافل بين الطرفين المرأة والرجل وأشارت إلى أن الزوج الآن أصبح لا يقدر على حمل تلك المسؤولية التي تعاظمت في ظل الظروف الحياتية والاقتصادية الصعبة من إيجار وماء وكهرباء، مضيفة أن عمل المرأة أصبح ضرورة أجبرتها على ترك الأمومة غير مدفوعة القيمة لتعمل في وظيفة بمقابل تسد به ما يعجز عنه الزوج. وفي السياق قالت فهيمة سعد «موظفة» إن المرأة أصبحت بين أمرين أحلاهما مر، فهي تريد أن تعيش كل تفاصيل الأمومة ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ في ظل حياة أصبحت في غاية الصعوبة حيث لا توجد مؤسسة زوجية دون تضافر وتفاهم طرفي المؤسسة. وأضافت أن اللهاث من قبل الطرفين من أجل توفير مستوى معيشي مناسب يكفل حياة كريمة للأسرة جعل المرأة في حالة نزاع داخلي مريع فهي تخرج للعمل وذلك بعد أن تذهب بصغيرها إلى إحدى رياض الأطفال التي تتعهد برعايته وتظل كل اليوم مقسمة بين الاطمئنان على طفلها والالتزام بمسؤولية عملها التي لا تعرف العواطف وإنما تعرف أن هناك واجباً يجب أن ينجز. أما هدى السر «مشرفة الأمومة» فتقول «الوظيفة لا غنى للمرأة عنها فالمرأة اليوم تواجه صعوبات جمة من إنجاب وعمل ومسؤولية أسرة كاملة تحملها من الألف إلى الياء دون أن تقول آه، وإن حدث وارتفع همسها يقابل بالاستنكار بحجة أن هذا عملها»، وأشارت إلى أن الأمومة التي تعني الزوج والاستقرار لم تعد كما كانت في السابق بفعل انعدام الاستقرار من جانب الزوج الذي تقلص دوره بغيابه عن المسؤولية والحماية الذكورية، وأضافت «لذا كان على المرأة البحث عن ضمان اجتماعي بعيداً عن شبح الزواج الفاشل فكان العمل هو ذلك الضمان الذي لا يتغير وإنما تتعاظم مسؤوليته كل يوم». ومن جانبها تحدثت بثينة رضوان «ربة بيت» بقولها إن العمل ضرورة وسند وكفاية واستقلال وكرامة للمرأة، مضيفة «بالرغم من عدم التحاقي بوظيفة نظامية إلا أنني أعمل داخل منزلي فالحياة صعبة وتحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لاكتساب دخل يحسن من مستوى الأسرة فالآن كل أفراد الأسرة يعملون فقط من أجل الأكل والشراب والكهرباء والماء والعلاج ومع ذلك فالغلاء طحن كثيراً من الأسر ولم يترك للمرأة فرصة حتى تفكر في أمومتها».