{ أخيراً نطق المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في اتفاقية السلام بالحق على لسان الأخ د. كمال العبيد بأن المواطن الجنوبي سوف يكون أجنبياً بالشمال بعد الانفصال. { أسئلة ظللنا نكتب عنها وواقع ظللنا نشير إليه عبر سلسلة كتابات في جريدة «الرائد» الصفحة الثانية (اليوم الثامن) وجريدة «آخر لحظة» وجريدة «الأهرام اليوم» في عمود ملاذات آمنة بعد استئذان الأخوين الكريمين أسامة والصائم. { حسناً فعلت، د. عبيد، بهذه الإشارة الواضحة لما يترتب على الحال بعد الانفصال، وهي في تقديرنا مسألة ذات أهمية قصوى يجب توضيحها بصورة لا تقبل اللبس والظن أن وجود الإخوة من جنوب السودان بعد الانفصال في شمال السودان أمر لا يتماشى مبدأً مع الدعوة للانفصال أو قيام الانفصال، وظننا أن الكثير من أبناء الجنوب بعيدون كل البعد عن دور خبيث يقوم به السياسيون في تنفيذ أجندة أجنبية تخدم مصالحهم الشخصية، وتلحق الضرر بهؤلاء البسطاء. { الواقع في جنوب السودان اليوم أسوأ مما كان عليه قبل اتفاقية السلام وخصوصاً في مدنه الرئيسية جوباملكال واو، حتى حق المواطنة صار في عنق زجاجة، فالمواطن الجنوبي الآن هو من ينتسب للحركة الشعبية، أما القوى الجنوبية الأخرى بما فيها من ينتسبون للمؤتمر الوطني فلا تتاح لهم حرية التعبير أو الحركة. { الواقع في الجنوب يقول: إن الفساد المالي والإداري لا مثيل له في التاريخ، أين هي مشروعات التنمية والخدمات في الجنوب من خلال حجم التدفقات المالية من البترول لمدة (5) أعوام؟! لا يوجد شيء يذكر باستثناء بعض المشروعات التي تمول مركزياً، عندما تسمح الحركة الشعبية بتوفير الأمن لها، وبهذه المناسبة إن تكلفة مشروعات التنمية في الجنوب أعلى تكلفة في العالم ولا أود الخوض في تفاصيلها، من أجل وحدة جاذبة ليتها تكون. { هناك قضايا حساسة من الضرورة بمكان أن يتناولها الكل من دعاة الوحدة وتمليكها لهذا المواطن الجنوبي الساكن، العامل والعائش والآمن في الوطن الحالي وهي مشاهد حقيقية: مشهد أول: حضورنا وآخرين وفاة أحد أبناء الوطن (الشمالي الجنوبي) أمس الأول وكيف كان أهل هذا البيت في عزائهم بفقيدهم، مشاعر عجيبة وغريبة ونحن نشهدهم يتعانقون ويبكون في حميمية سودانية أصيلة، فحدثتني نفسي هل يعلم باقان أموم ومجموعته هذه المشاعر؟! هل يستطيعون أن يفصلوا هذه المشاعر؟ لا وألف لا. 2 مشهد ثان: من المعلوم أن الإخوة في جنوب السودان ذوو سمعة طيبة، وأخلاق عالية يعتمدون على أنفسهم بالكسب الحلال فهم من أكثر الناس استفادة من الأعمال (الرجولية)، بنائين ونقاشين وميكانيكيين وسباكين، وهكذا، كل الأعمال التي تمثل نسبة عالية جداً من الكتلة المالية الضخمة التي تنفق في التشييد والبناء والصناعة والنهضة التنموية في مجالاتها المختلفة وبناء الطرق والجسور بكفاءة عالية. فالسؤال المهم هل أعدت حكومة الجنوب المزعومة بعد الانفصال العدة لاستقبال هذا الكم الهائل من القدرات؟ وتوفير سبل عيش كريم آمن مطمئن؟! الدلائل تقول لا وألف لا. مشهد ثالث: الوالي تعبان دينق وهو يحضر مجلساً لإدارة نادي الهلال وكيف تحدث بلسانه عن حبه لفريقه وقد دعمه بالوجود والمال وهو يعبر عن عدد ضخم من أبناء الجنوب يشجعون فريقي المريخ والهلال. هل يستطيع الانفصال والانفصاليون أن يوقفوا هذا الحب وهذا الولاء؟ وهكذا في الغناء الوطني والثقافي والاجتماعي؟ لا وألف لا. مشهد أخير: بعض الذين أتيحت لهم فرصة معاينة ما يسمى العودة الطوعية، فشهدتهم في شمال السودان يبكون وهم يودعون أهلهم من الشماليين، وشهدتهم بعد وصولهم للجنوب وهم يستظلون بالأشجار دون أية خدمة تقدم. راجعوا مستندات العودة الطوعية لتثبت لكم أنهم قد عادوا أدراجهم طوعاً حيث الحياة والتعليم والصحة والكسب الحلال. { أخيراً، إذا كانت «الديمقراطية» قاتلها الله تقودنا للانفصال وتجعل الحركة الشعبية جناحاً إسرائيلياً (الدعم المعلن) وتجعل دولة الجنوب الولاية الأمريكية الأفريقية رقم (51)، إذن فلتذهب الديمقراطية إلى الجحيم وليبق السودان واحداً موحداً، وإياك أعني. { والسلام. م. محمد أحمد محمد نور