{ رغماً عن تصريحات المسؤول الرفيع الذي أكد أنهم كجهات مسؤولة ومختصة قد قفلوا الباب (بالضبة والمفتاح) أمام سفر المغنيات الى نيجيريا، بعد أن تأكد لهم ومن خلال التحقيقات والمستندات والمعلومات المصورة عن الحفلات الراقصة والساهرة أن فيها ما يمس سمعة السودان. رغماً عن ذلك توجهت أمس الأول الى نيجيريا بعثة فنية مكونة من عشر فنانات هن: «مونيكا، شريفة النور، عوضية عذاب، آمال بابو، زهرة مدني، فاطمة الجعلي، نجاة عطية، فهيمة عبد الله، إنصاف مدني، منى الزينة»، إضافةً الى حسين شندي وسامي المغربي في (تشكيلة) لا تخلو من الذكاء الذي لا يفوت على فطنة من لم يفطم من الرضاعة بعد. { وبعيداً عن هذا وذاك دعوني أطرح حزمة تساؤلات، ورغم إيماني أنه لا أحد يستطيع أن يمنع مواطناًَ كامل الأهلية من ممارسة حقه في السفر طالما أنه غير مدان بجريمة أو تحوم حوله شبهة ما تحول دون مغادرته البلاد، فمن حقه أن يسافر الى حيث يشاء طالما أنه يغادر بصفة شخصية للعلاج أو السياحة أو حتى الهجرة، لكن أن تنتظم مجموعة من النساء للسفر الى دولة أخرى لإحياء حفلات يُقمنها والأنظار تتجه اليهن على أنهن فنانات سودانيات والوجهة التي قصدنها أصلاً قيل فيها وعنها ما قيل وبشهادة السلطات الرسمية نفسها، فمن الذي منح هؤلاء المغنيات التأشيرة على جوازاتهن؟ ومن ذلك اللاعب الخفي الذي تعاقد معهن ونسّق لسفرهن (بليل)؟ بل السؤال المهم هل سافر هذا الوفد بمباركة وإذن من اتحاد المهن الموسيقية أم لا؟ فإن كانت الإجابة بنعم فهذه كارثة وإن كانت الإجابة هي الثانية فهذه أم الكوارث!! { يا سادة نحن لا نريد أن نكون كالنعام ندفن رؤوسنا في الرمال ولا نريد أن نبلع (الكلمة) التي قال عنها عبد الرحمن الشرقاوي «الكلمة هي الفيصل بين أن تكون نبياً أو شقياً»، فما يحدث عار وخزي ومهانة والفنانات العشر يضربن عرض الحائط بالقرارات التي نمنا عليها قريري العين هانئيها وظننا أنها ستحمي سمعة السودان وتمنع شبهة القيل والقال طالما أن السلطات المختصة قالت وبعظمة لسان متحدثيها إن في يدها ما يؤكد أن هذه السفريات فيها ما يسيء الى سمعة السودان، فكيف إذن سُمح بالسفر لفنانات أشك أن القارئ سمع بأسماء بعضهن ناهيك عن أغنيات معروفة عنهن، ولا أظن أن أحداً سيقنعني أن (مونيكا) قد وصل صوتها الى نيجيريا مما جعلها النجمة المطلوبة بسبب أغنيتيْ (سبتك بمزاجي) أو (خُدرة ناعمة الزول حنين)، أو أن الشعب النيجيري مفتون بعوضية عذاب التي كل ما أعرفه عنها أنها ظهرت موديلاً إعلانياً لفيديو كليب لم يكن يناسب سنها. { في كل الأحوال من حق الشارع السوداني أن يطرح التساؤلات ومن حقه أن يجد الإجابة ومن حقنا أن نضرب كفاً بكف لهذا العبث، وللسودان رب يحميه. كلمة عزيزة { أعتقد أننا في حاجة الى تغيير بعض المفاهيم التي أصبحت كالثوابت من أجل أن نغير أشياء كثيرة لنمضي بها نحو الإيجابية. ومن هذه المفاهيم ما رسخ لدى بعض الوزراء أنهم معصومون عن التناول وبعيدون عن النقد وحتى إن استمعوا الى الرأي الآخر فإن رد فعلهم غالباً ما يكون (الطناش)؛ لذلك سعدتُ جداً برد الفعل الإيجابي من الأخ الوزير السموأل خلف الله وزير الثقافة الذي اتصل عليّ عقب زاويتي نهايات هذا الأسبوع (على باب الوزير) ليوضح لي بعضاً مما قامت به وزارته خلال الشهرين الماضيين وهي تشرع في تنفيذ مشاريع مهمة لو أنها نُفذت في وقتها المحدد لشكلت تحولاً حضارياً وثقافياً مهماً، كالمكتبة الوطنية والمسرح الوطني، إضافةً الى مشروعات هي إما قيد التخطيط أو أنها تحت التنفيذ. ودون الدخول في تفصيلات حديثي مع الأخ الوزير فإن مبدأ الاستجابة لرأي الصحافة والأخذ والرد في الاراء هو دليل عافية على أن ما بين يدي الوزير هو همنا جميعاً وليس هم يحمله شخص واحد طالما أننا نسعى للمصلحة العامة. صحيح أن الوزير قبل التكليف وعليه أن يكون قدر القول والفعل لكن من واجبنا ان نعينه بالرأي والاقتراح والنقد الهادف الذي لا يزاوج ما بين العام والخاص. فشكراً اخي السموأل أن أعدت لي الثقة في أن ما نكتبه يجد أذناً صاغية وأن (الطناش) مفردة لا يعرفها بعض من نوجّه لهم النقد قاسياً كان أو ليناً!! كلمة أعز { اقتراح وجيه وتساؤل مشروع طرحه لي الأخ السموأل خلف الله وهو لماذا لا تُعد وتقدم الفضائيات السودانية نشرات ثقافية إخبارية كما تفرد للرياضة ولغيرها من الأحداث لعكس الحراك الثقافي الذي تجري فعالياته في المسارح والمنتديات!! هو اقتراح يستحق التنفيذ وليس المداولة أو الانتظار.