لقد تشرّفت بالدعوة التي قُدمت لي من جماعة أنصار السنة المحمدية لحضور المؤتمر الولائي الأول السبت 25/9/2010م بأرض المعسكرات سوبا فقد كان الحضور كثيفاً ضاقت بهم جنبات الصيوان الكبير الذي أُعد لهذه المناسبة، وقد شرّف اللقاء السيد والي ولاية الخرطوم د. الخضر ولفيف من العلماء كالأمين العام لعلماء السودان محمد عثمان صالح والعلامة د.عصام أحمد البشير ذلك الرجل الأسطورة الذي تحدّث إلى الحضور حديث لا يُمل، وطاف بنا في أجواء العشق الرباني وربطنا بالسماء في لحيظات تمنيت ألا تنتهي. أنا لا أدري متى يستفيد أهل المشروع الحضاري من هذا العملاق ولقد شهدت فترته التي قضاها وزيراً للأوقاف حراكاً دينياً وتعبئة وجدانية وتيسيراً لفريضة الحج وترك خزانة الوزارة تئن بالمليارات فقد كان الرجل ناجحاً في الإدارة كما هو الآن نجح في ايصال معاني الدين إلى وجدان المسلم. لقد كان المؤتمر الولائي الأول لجماعة أنصار السنة المحمدية روعة في الإعداد والتنظيم وتخللته مداخلات قيّمة للضيوف وأكثر ما أثار إعجابي تكريم الرواد والذين خدموا في الحقل الدعوي وعلى رأس أولئك الذين تم تكريمهم أسرة الشيخ الشاب فقيد العلم محمد سيد حاج. أقول إن جماعة أنصار السنة المحمدية يجب أن تخطوا خطوات أكثر في سبيل التقارب فيما بينها وأعني جماعة المركز العام التي يقودها الرجل الوقور د. إسماعيل عثمان الماحي والشيخ الجليل أبوزيد محمد حمزة. فالخلاف بين الجماعتين لم يكن في الأصول ولا الفروع في الدين، ولكنه خلافاً إدارياً تنظيمياً. وبهذه الخلافات فقدت الجماعة الكثير من بريقها وانعكس سلبياً على نشاطاتها الدعوية ومجهوداتها الخيرية في بناء المساجد وكفالة الأيتام ورعاية المسنين ورسم البسمة على شفاه المحرومين. ولكم تمنيت في ذلك اللقاء أن يفاجئنا الشيخ أبو زيد بحضوره المهيب وحديثه العذب وتأثيره الروحي على تلاميذه من الفريقين وأن يكسر الحاجز النفسي الذي بناه الشيطان بين الإخوة في العقيدة ويكون بذلك الفعل قد ختم مسيرته الدعوية بأعظم القربات إلى الله وهي إصلاح ذات البين. وما زالت الفرصة سانحة ليتقرّب إلى أبنائه من جماعة المركز العام ذراعاً بل ميلاً إن دعى الأمر وأن يضرب بحديث أولئك الذين يريدون أن يبقى الحال على ما هو عليه عرض الحائط ويقدم لنا نموذجاً في التسامح والصفح للعبور بالدعوة الإسلامية إلى رحاب أوسع، وليقف المسلمون في وجه المؤامرات التي تحيكها قوى الشر ضد العقيدة الإسلامية وإذلال الشعوب المسلمة في أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان وغيرها من البلدان التي يعاني فيها المسلم أشد المعاناة فقط لأنه مسلم. كما ندعو الإخوة في الجماعة أن يضعوا الحديث القيّم الذي تحدث به الدكتور عصام أحمد البشير موضع العناية والاعتبار في العمل على وحدة أهل القبلة من طرق صوفية وحركة إسلامية وجماعة أنصار السنة المحمدية وأحزاب وكيانات حتى نفوِّت الفرصة لأولئك الذين يريدون بنا وبأوطاننا شراً. هنيئاً لجماعة أنصار السنة بهذا المؤتمر النموذج ويكفي أنهم قالوا وهم يستعرضون منجزاتهم فقد بنوا أكثر من أربعمائة مسجداً وكفلوا أكثر من ألفي يتيم وجابوا الولايات والمدن والأرياف والأسواق والتجمُّعات يبشرون بكلمة التوحيد ويعلمون الناس مبادئ الدين. سيدي د. إسماعيل عثمان لن أخاطبك كرئيس لجماعة أنصار السنة المحمدية ولكن كداعية وفقيه وعالم ورجل دين. هلاّ زرت الشيخ أبو زيد محمد حمزة؟ إن لم تفعل فأفعل وإن فعلت فحث الآخرين من أتباعك ليحذو حذوك. شكراً للجماعة لدعوتهم لنا وشكراً لدكتور عصام أحمد البشير وشكراً لذلك الحضور البهي من الدول الإسلامية المملكة السعودية ودولة قطر ودولة الكويت.