هناك خوف حقيقي من انهيار المفاوضات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وقد بدأت هذه المفاوضات يوم 2 سبتمبر بالعاصمة الأمريكيةواشنطن تحت رعاية حكومتها ثم انتقلت إلى شرم الشيخ ثم القدس ورام الله. وما يهدد المفاوضات بالانهيار ما يبدو من إصرار الإسرائيليين على بناء المستوطنات في الضفة الغربية بعد انتهاء فترة تجميد بنائها التي استمرت عشرة شهور انتهت في 26 سبتمبر الماضي. وإذا كان نجاح المفاوضات يُعد نصراً لكثيرين منهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإن انهيارها يُعتبر فشلاً لأولئك الكثيرين الذين منهم الرئيس أوباما وكان من جهوده لاستبعاد الانهيار الذي يهدد المفاوضات إرساله لمبعوثه جورج ميتشل لإجراء مباحثات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وذهبت إلى المنطقة أيضاً كاترين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي لمقابلة بينامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ومحمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في محاولة منها لإنقاذ المفاوضات من الانهيار. وفي بيان صدر عنها عبّرت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية أشتون عن أسفها على عدم تمديد إسرائيل لتجميد بناء المستوطنات الذي انتهى يوم 26 سبتمبر الماضي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إن تمديد التجميد قد يسقط حكومته القائمة على إئتلاف مؤيد للاستيطان لكنه في نفس الوقت يريد أن يستمر في تفاوضه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. أما الموقف الأضعف الذي لا يُحسد عليه أحد فهو موقف الرئيس الفلسطيني، وقبل 26 سبتمبر تاريخ انتهاء تجميد بناء المستوطنات فإنه قال إنه لن يستمر في المفاوضات المباشرة إذا ما ألغت إسرائيل قرار التجميد وشرعت في بناء المستوطنات لكنه معذور. وقد نُسب إليه من يومين قوله إنه مستعد لاتخاذ قرار تاريخي في اجتماع وزراء الخارجية العرب المزمع عقده الاثنين القادم بالقاهرة، لكن المتوقع والحكومات العربية في معظمها تحرص على إرضاء الولاياتالمتحدةالأمريكية هو أن يضغط العرب في جامعتهم على الرئيس الفلسطيني ليستمر في مفاوضاته المباشرة مع الإسرائيليين، فالظرف الحالي لا يسمح أبداً بإغضاب أمريكا، ويرى كثيرون أن الرئيس الفلسطيني سوف يرضخ للضغوط العربية.