أمس الأول الجمعة الموافق أول أكتوبر وبكل برود وصلف وعدم مراعاة للموقف الضعيف المحرج الذي يعيشه شريكه في المفاوضات المباشرة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إن تجديد بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا ينبغي أن يؤثر على عملية السلام، ولقد استمر الفلسطينيون يفاوضون الحكومة الإسرائيلية لمدة سبعة عشر عاماً لم يتوقف خلالها بناء المستوطنات ويعلم الجميع أن البناء المقيد المحدود للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في العام القادم لن يؤثر سلبياً على عملية السلام وعليه فإن المجتمع الدولي مطالب بأن يناشد الفلسطينيين بالاستمرار في المفاوضات المباشرة فهي في مصلحتهم وفي مصلحتنا أيضاً». وكان بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية قد جُمّد لمدة عشرة شهور انتهت يوم 26 مارس الماضي وبدلاً من تجديد التجميد عاد الإسرائيليون إلى بناء المستوطنات ولم يستجيبوا لطلب كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي بوقف بناء المستوطنات وهو الطلب أو الرجاء الذي رفعه إلى القيادة الإسرائيلية مؤخراً كل من ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي أوباما وكاترين أشتون رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي خلال الزيارة التي قاما بها الأسبوع الماضي إلى إسرائيل. لقد كان رئيس الوزراء واضحاً فهو لن يأمر بوقف بناء المستوطنات وقصارى ما هو مستعد لفعله هو أن يجعل هذا البناء محدوداً وهو لن يؤثر في كل الحالات على عملية السلام كما قال.. ولن تضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي عليه، فالضغوط مخصصة للعالم العربي وللسلطة الوطنية والرئيس عباس ينتظر الآن اجتماع وزراء الخارجية العرب المزمع عقده غداً بالقاهرة وكان قد قال إنه سوف يتخذ قراراً تاريخياً.. وكما قلنا فإن الاحتمال الأرجح هو أن يضغط عليه أشقاؤه العرب المضغوطون من قِبل الولاياتالمتحدةالأمريكية كي يستمر في المفاوضات المباشرة وبأي ثمن حتى ولو كان هذا الثمن هو القبول ببناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي اسمها عند نتنياهو والإسرائيليين هو جوديا وسماريا، ومن رأي البعض أنه كانت بيد الرئيس محمود عباس أبو مازن ورقة رابحة هي التلويح بتجديد الانتفاضة لكنه أحرق هذه الورقة باستبعاد الانتفاضة ووصفها بأنها كانت مدمرة.. ومن المؤكد أنه ليس في عزمه أبداً العودة إلى الكفاح المسلح ، لقد كانت حرب أكتوبر كما قال السادات هي آخر الحروب ويبدو أن انتفاضة الأقصى هي آخر الانتفاضات ولذلك انحصرت البدائل في بديل واحد هو الاستجابة دواماً للضغوط الإسرائيلية الأمريكية!!.