تعهد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بحماية الجنوبيين بالشمال وتحمُّل مسؤولية عدم تعرض حقوقهم الاقتصادية والأمنية للضياع وقال: (الجنوبيون فى الشمال مسؤوليتنا مباشرة ولن يُطرد أحد منهم، سنحترم خيارهم ونحميه)، ونوه الى أن مشاكل الحدود بالبلاد وكل أفريقيا قنبلة صنعها الاستعمار، وجدد اتهاماته للدول الغربية وأمريكا بالطمع فى ممتلكات أفريقيا الغنية لتقوية البنى العسكرية والاقتصادية من نهب الثروات وقال: (اتوا بعد نهب أموال أفريقيا يقدمون لنا العصا والجزرة، لسنا طامعين فى جزرتهم ولا متخوفون من عصاهم)، ونبه الى أن مشكلة السودان أنه بلد غني وأن من أسماهم ب(الحرامية) في أمريكا والغرب يريدون نهبه لبناء قوتهم العسكرية والاقتصادية، وأكد قبولهم بأي تنازل عن قسمة البترول يؤدي الى وقف الحرب والحفاظ على السلام. وأكد البشير فى لقائه بشباب الأحزاب السياسية بالخرطوم أمس (الأحد) بأنهم قبلوا بتجاوزات الانتخابات في الجنوب لأنه يمكن تصحيحها بعد (5) سنوات لكن التجاوز في الاستفتاء والانفصال يكون طلاقاً بائناً بينونة كبرى ولا يمكن تداركه إلا بزواج ثانٍ على حد قوله، ونبه الى انتشار قوات الحركة الشعبية في الجنوب لم يصل الى (40%) في وقت أعادت فيه القوات المسلحة نشر قواتها بنسبة (100%)، وطالب حكومة الجنوب السماح للشباب الوحدويين بالتعبير عن رؤيتهم بذات قدر الانفصاليين التزاماً بالمواثيق والاتفاقيات، ودعا الحركة إلى حماية وتأمين المواطنين الوحدويين في الجنوب، رافضاً الدعوة لترك تطبيق الشريعة بالشمال، وأوضح أن الحركة الشعبية وافقت فى اتفاق مشاكوس على تطبيق الشريعة بالشمال، لافتاً الى أن الشريعة هى الضامن لحقوق غير المسلمين بالشمال، واعتبر أن شعور الجنوبي بالمواطنة من الدرجة الثانية وفق حكم الشريعة قولة حق أُريد بها باطل، وعلق: الإسلام ألزمنا حماية وصيانة وتيسير الصلاة بدور العبادة لغير المسلمين. وكشف البشير عن تنفيذهم عدداً من مشروعات التنمية بالجنوب بحوالى مليار دولار لجعل الوحدة جاذبة، ممتدحاً توجه أفريقيا الى الصين وقال: (منحت الصين أفريقيا (10) مليارات دولار للتنمية وأعفت ديونها على الدول النامية ونفذت (10) مشاريع متفق عليها بأفريقيا، بينما أعطتنا أوروبا، التي نهبتنا واستغلتنا ومصت دمنا، أعطتنا (4) مشروعات عن حقوق الإنسان والديمقراطية والشفافية والحكم الراشد، والدولة التي تكون حليفاً لهم يكون مرضياً عنها والذي لا يريدونه، مهما التزم بالمشروعات الأربعة، سينال صفراً من مائة. ودمغ البشير، ما أسماها قوى الشر، بصناعة أزمة دارفور، وقال إنها تصاعدت بفعل التدخل الخارجي السالب، مؤكداً تمتع دارفور بتنمية جيدة خلافاً لما كان قبل الإنقاذ، وقال يجري تنفيذ مشروعات تنمية بمبلغ (550) مليون دولار بدارفور الآن. وامتدح البشير شجاعة (ديبي) في تحقيق السلام، وقال: (الحرامية هم المستفيدون من النزاع بيننا وتشاد وهناك عربات بدارفور تسمى «س.ح» سرقة حلال)، وأردف حتى السرقة حللوها وأخرجوا لها فتوى، وقطع بأن نهاية العام ستشهد إحلال السلام بدارفور عبر تفاوض الدوحة وقال: (لن نتفاوض للأبد).