أفاد دبلوماسيون أمس (السبت) أن النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، الفريق سلفا كير، طلب من الأممالمتحدة نشر جنودها على طول الحدود بين شمال وجنوب السودان قبل الاستفتاء المقرر فى يناير حول تقرير مصير الجنوب. وأعرب سلفا كير عن هذا الطلب أثناء لقائه وفد سفراء الدول الخمس عشرة الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى الذى قام بزيارة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان. وقال دبلوماسى طلب عدم ذكر اسمه إن الوفد «لم يتخذ أي التزام، فقط أجبناه أنه سيتم أخذ طلبه فى الاعتبار». وأكد دبلوماسي آخر، يمثل بلداً آخر، هذا الطلب الذى طرح على السفراء، وقال دبلوماسي ثالث، رافق الوفد الدولي، إن اتفاقية السلام الشامل لا تنص صراحة على نشر قوات، «لذا قد يتطلب الأمر بعض التعديلات». من جانبه رفض المؤتمر الوطنى ما تردد عن طلب سلفا كير، واعتبر قطبي المهدي القيادى بالحزب هذا الطلب بمثابة تخوفات لسلفا كير من حركات تمرد موجودة داخل الجيش الشعبى وليس من قوات الجيش السوداني الملتزم بالاتفاق الدولي فى هذا الصدد. وأشار المهدي إلى وجود قوات مشتركة من الجانبين الشمالي والجنوبي يمكن أن تقوم بمهمة مراقبة تحركات الجانبين وإبلاغها لمؤسسة الرئاسة لاتخاذ الإجراءات المناسبة طبقاً للاتفاق الدولي الموقع بين الجانبين. وأوضح أن الحكومة السودانية تعهدت بأن يجري الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب فى موعده المحدد له 9 يناير القادم، وقال إن هذا التعهد يبدد أي مخاوف لسلفا كير إلا إن كانت تلك التخوفات من داخل الجيش الشعبي نفسه الذى ظهرت فيه حركات تمرد ضد حكومة الجنوب. ووفقاً للمتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة، أشرف عيسى، فإن عدداً من الضباط يرابطون على الحدود لمراقبة الهدنة بين شمال البلاد وجنوبها. من جهة أخرى أعرب المبعوث الأميركي السابق إلى السودان، أندرو ناتسيوس، عن اعتقاده أنه سيتم تأجيل الاستفتاء بالسودان. وحسب ناتسيوس الذي عمل مبعوثاً خاصاً للسودان في الفترة بين عامي 2006 و2007م، فإن الاستفتاء المرتقب يقوضه الأسلوب الذي يسبب التباساً وتشويشاً في مغزاه ومعناه، وكذلك العملية المتباطئة الخاصة بالتحضيرات اللوجستية لعمليات الاقتراع، إلى جانب بعض المشكلات الأخرى.