} حمل حكيم الهلال النادي الكبير على كتفيه طوال ربع قرن من الزمان او تزيد وظل كل المجتمع الازرق شاهدا على هذا الكرم المعطاء والايادي البيضاء وحتى الرؤساء اعترفوا بالدور الكبير لفخامة الحكيم الذي ظل عف اللسان كريم الجناب لين الجانب تتدفق العطايا من يديه بلا حسيب وينفق على الهلال انفاق من لا يخشى الفقر ولم يربط ذلك بوجوده داخل المجالس ولم يرهن دعمه او يسعى لتركيع الآخرين. } وظل على هذا المنوال لسنوات طويلة حتى اختار بإرادته الراحة الطوعية ولم يجبره احد على الابتعاد. } ولا نود في هذه المساحة تعديد مناقب الحكيم ونعتقد ان اقدامه تعفرت في معظم الواجبات الهلالية على مستوياته المختلفة واهمها الاجتماعي منها. } ولكننا بصدد تقييم تفاعل الحكيم مع مجمل القضايا الهلالية وفق تقديراته الشخصية وليس من باب الاملاءات او التعاطي المفروض عليه من التنظيمات الاخرى فهو الاحق والاولى بتحديد موقفه من كل القضايا والتغيرات التي طرأت على الساحة الرياضية والهلالية تحديدا. } ولا تستطيع اية قوة في الارض ان تجبره على الخضوع لارادتها بادعاءات ومزاعم قد لا تقنع صاحب الشأن وهو الحكيم الذي يعلم وحده الجهات او المجالس التي يتعاون معها دون وصاية من اي كائن من كان. } ونحسب ان تقديرات الحكيم لم تكن صائبة تجاه مجلس الفريق اول سر الختم الذي وصل على انقاض الديمقراطية التي يتباكى عليها الآن النائحون. } ابتعد الحكيم لتقديرات خاصة وربما مرارات شخصية نحسب ان بعض الجهات التي نازعته الرئاسة في ذلك التوقيت اسهمت في إيغار صدر السلطة فأبحرت سفينة التعيين ورست دون ان تشمل الحكيم الذي كان وقتها يبحث عن ترميم المجلس لغاية نبيلة وجميلة وهى المزيد من التمتين ورغبة في المزيد من العطاء حتى يناسب قامة الهلال. } ونحسب ان ذات الظروف تكررت حاليا فأجبرت السلطة على التدخل لانقاذ الهلال من الانزلاق للهاوية ووقف حالة التردي التي كانت تسيطر على النادي وتكاد تطبق على الفعل الاداري به باعتراف المجلس السابق نفسه ومجاهرته بالفشل والعجز عن ادارة وتصريف شؤون النادي. } نقول اخطأ الحكيم تقدير الاحداث عندما ابتعد عن مجلسيْ الفريق سر الختم وصدّر احساسا للعامة انه يعارضهما. } الابتعاد سلوك طبيعي ونفسي لاحساس الرجل بالظلم والموجدة والتنكر والترصد وتكالب البعض عليه حتى قطعوا الطريق على استمراريته ولكنه، اي الحكيم، استفاد من الدرس مرتين. } الاول يتمثل في الجلوس بعيدا لمتابعة الديمقراطية المفترى عليها وافرازاتها وما انتجته على المستوى الاداري ويكفي خروج الاخ الامين البرير غاضبا ولحقه العمدة سعد لمواقفه الرافضة للتهميش والاستاذ عماد الطيب والشاذلي وغيرهم. } والثاني تحليل حسابات الربح والخسارة من المواقف السابقة من مجلسي سر الختم وما اذا كان الحكيم وتنظيمه كسبا ام ربحا ولهذا احسب ان مبادرة الاخ الحكيم بدعم المجلس الجديد والتفاعل مع انشطته تمثل ضربة معلم وتأكيدا على استعادة الاوضاع واعادة تنظيم الاوراق وترتيب البيت الهلالي من الداخل حتى تستوى الامور على الجودي. } بادر الاخ الحكيم واتخذ الموقف السليم وانخرط مسرعا في اعمال المجلس الحالي كونه ضم شخصيات هلالية لا يتطرق اليها الشك في النسب والانتماء والكسب الاداري والفكري وان مساحات التلاقي على مستوى الفكرة والهدف والقواسم المشتركة والاتفاق على الثوابت والعمل الخلاق ومقبولية الاشخاص كلها عناصر اسهمت في قراءة الحكيم للموقف وفق تقديرات نعتبرها مثالية على الاقل لاستعادة التواصل مع المجتمع الهلالي قاطبة ولا نقول استرداد الاراضي لأن المحفور في قلوب الجماهير لا يتم نزعه بسهولة. } موقف الحكيم الشجاع والسليم اشعل النار في القلوب واضرم الحريق في الاقلام فبات الرجل محل استهداف دائم وهو كما ظل يفعل تسير قافلته ولا تأبه للصياح. } نحسب ان موقف الحكيم من المجلس الراهن ينطوي على ابوة وحنو وقيام بالواجب من منطلق انه كبير الاهلة حاليا بعد ان اقعد المرض العم عوض عشيب وابتعاد الشيخ عوض البلوله فيما لا نزال نعشم في عودة الأستاذ حسن هلال لممارسة الفعل التنفيذي المباشر وهو ما سنعود له. } السيد حسن هلال سجل موقفا للتاريخ ابكى الحاضرين وسالت جداول الدموع ما بين الفرح والحزن عندما قال قولته الشهيرة انه رهن إشارة الهلال وطوع بنانه فإذا اقتضت مصلحة الهلال التنحي عن الرئاسة وتسليم المجلس الذي يرأسه باستقالات جماعية فإن واجب الهلال ادعى للاستجابة واكبر من الافراد. } لم يتمسك الرمز الديمقراطي هلال بالمنصب الزائل بل سطر اسمه في سفر الهلال الخالد وفي كتاب التاريخ الرياضي العريض عندما اذعن لارادة الاهلة ولم يتمسك بالديمقراطية ولا صناديق الاقتراع التي اتى بها ولم ينازع اي من الاهلة او يدعو للمساجلة عبر الصناديق نفسها او يتمترس خلف راية الاهلية والديمقراطية. } وما فعله الاستاذ حسن هلال اكبر في معناه ومدلوله من الديمقراطية نفسها وقد نحت اسمه في سجل الخالدين لأنه اعلى من قيمة ومصلحة الهلال وتراجع بذاته واسمه للصفوف الخلفية حتى يتقدم الهلال ولا يشذ هو عن اجماعه. } اكتسب الاستاذ هلال مكانة كبيرة في نفوس الاهلة وظل رمزا لاحترام ارادة كبار الاهلة والسلطة الرسمية وشيد لنفسه مكانا عليا وبات مرجعية في تغليب مصالح الكيانات على حساب الافراد بعد ان ارسى ادبا نبيلا وضرب المثل الاروع في عدم التشبث بالمقاعد والكراسي على بريقها وابهارها ولكن نفسه المملوءة بحب الهلال كانت ابهر وانضر واجمل. } لله درك يا حكيم.. وزادت محاسنك يا هلال.