العد التنازلي مستمر وصافرة قطار السلام تعلن قرب الوصول الى النقطة الفاصلة في تاريخ البلاد .. ففي أي المحطتين سيتوقف القطار؟. الوزير داك دوب بشوب في هذا الحوار يقول (وحدة السودان قادمة قادمة ما فيش مفر) لكنه أكد كذلك انه لا يمكن قيام الاستفتاء نسبة لضيق الوقت وقال (الاستفتاء لا يمكن قيامه، وإذا قام سيكون كلفتة، وإذا كلفتوه سيكون هناك موت) كما دعا الى ضرورة تبصير المواطنين الجنوبيين الذين يقيمون في الشمال بالحقائق التي ستواجههم في حال وقوع الانفصال .. وقدم قراءة لخطاب أوباما وللقاء نيويورك وقال إن خطاب اوباما حوى رسائل محددة للشمال. ما الرسائل التي عناها الوزير داك بشوب؟ وماذا قال ايضاً عن الوحدة والانفصال وامريكا..؟ { السيد الوزير داك دوب بشوب، ما تقييمك لاتفاقية السلام وما حققته وهي تمضي نحو خواتيمها ونحو النقطة الفاصلة ..؟ والى أي مدى - في تقديرك - نجحت الاتفاقية في تحقيق غاياتها؟ - اتفاقية السلام حققت السلام الشامل العادل لكل السودانيين وأوقفت الحرب. نحن الآن اذا قارنا ما بين الخرطوم في زمن الحرب والخرطوم اليوم نجد أن الخرطوم شكلها تغير جداً وان هناك تنمية واضحة جداً حدثت لأن الأموال التي كانت تذهب الى الحرب أصبحت تذهب إلى التنمية، وملامح التنمية الكبيرة واضحة لكل الناس والخرطوم اصبحت واحدة من العواصم الأفريقية المعروفة بجمالها الناس في زمن الحرب ما كانوا يعرفون الرفاهية الآن الناس اصبحوا يعرفونها .. { الحديث عن التنمية والرفاهية هل ينسحب على شقي البلاد اللذين كانا يتحاربان؟ هل ينسحب على الشمال والجنوب معاً؟ - الحرب لم تكن بين الشمال والجنوب ولكن الاتفاقية فرضت هذا الكلام، الحرب كانت بين المتمردين والحكومة القائمة ولم تكن بين الشماليين والجنوبيين .. وإلا لما ترك الجنوبيون كينيا ويوغندا و جاءوا الى الشمال. { لكن الاتفاقية في ما يبدو ستنتهي بالانفصال.. ام كيف ترى المشهد؟ - نحن لا يمكن ان نقول ونؤكد ونجزم بأنها ستنتهي بانفصال .. لكني اقول إن الجنوبيين نالوا مطالبهم سواءً كان بالغلط أم بالصاح على طبق من ذهب. اتفاقية السلام منحت الجنوبيين مزايا كثيرة.. اعطتهم دولة قائمة بذاتها، فخلال السنوات الخمس الماضية الجنوب لم يكن جزءاً من الشمال وانت تعلمين هذا، الاتفاقية اعطتهم المال، اعطتهم الإدارة، اعطتهم الحكم وأعطتهم كل شيء. { وهم يشاركون في الشمال ايضاً؟ - لا ..( يشاركون في الشمال دي خليها شوية بنجي ليها بعدين)! ثم مواصلاً حديثه: (قدروا يعملوا طيران) وقدروا على أن يثبتوا اقدامهم في البلد وقدروا على أن يؤثروا على المواطنين لأنهم هم الذين يحكمون وعندهم الأمن وعندهم الجيش وعندهم البوليس. وأردف ضاحكاً: وعندهم كل ادوات القهر التي يخيفون بها المواطنين.. الجنوبيون الآن إذا استصحبنا لقاء نيويورك مثل طالب ممتحن وأخوه مراقب في الامتحان بل مراقب واستاذ ماهر جداً وعنده خبرة ودراية (فالبخلي الطالب دا ما ينجح شنو؟) الحركة الشعبية الآن في يدها أن توحد السودان أو أن تفصله. { - مقاطعة - تريد أن تقول إن امريكا تقدم المساعدات للحركة الشعبية؟ - (البخلي الحركة ما تقبل الانفصال شنو؟!) وأمريكا اعطتها كل الامتيازات ووعدتها بأنها ستعمل لهم التنمية وجهزتهم على اساس ان يقبلوا الانفصال ووعدتهم بأنه اذا وقع الانفصال فسيحصلون على مزايا كثيرة وعلى دعم وحماية ومساندة. { بالمناسبة كيف تقرأ اللقاء الذي تم في نيويورك؟ ونريد أن نتعرف على قراءتك للخطاب الذي ألقاه اوباما؟ - اولاً كل الذين تم حشدهم في لقاء نيويورك المؤثر عليهم هي امريكا.. ثانياً لم يتحدث احد من كل الذين تم حشدهم حديث منطق وفهم وواقعية غير امير قطر وملس زناوي. امير قطر وزناوي قالا (يا أخوانا ما ممكن تعملوا الاستفتاء في 3 شهور فقط! انتم تكذبون). - حقيقة لا يمكن إجراء الاستفتاء في 3 اشهر فقط .. ( اي زول عارف إنه دا كذب) لكن المؤتمر خائف من امريكا والحركة خائفة من امريكا وهما يرددان أن الاستفتاء في موعده في موعده وهم يعرفون ان هذا مستحيل .. لكن لا احد يريد أن يقول الحقيقة. وانت مستعجل ليه!! هل تريد أن تحول هذا الجنوب الى ذهب ام ان تذهب به الى الجنة اصلوا؟!) هناك اناس يريدون ان يرهقوا الشعب السوداني وهدفهم ليس انفصال الجنوب .. هدفهم اكبر من ذلك. { ما هو هدفهم؟ الهدف انهم لا يريدون للحركة الإسلامية أن تحكم السودان. ثم اردف في تهكم: وتصدر لهم الارهاب و... { السيد الوزير داك دوب انت تقول إن الفترة المتبقية (3) اشهر لا تكفي لقيام الاستفتاء ولكن السؤال هو... - مقاطعاً- ليس 3 اشهر، الاستمارات يا اختي ستصل منتصف أو نهاية اكتوبر معناها ان المتبقي شهران فقط فهل سيتم تسجيل الناس ونشر الكشوفات وإجراء الاستفتاء في شهرين فقط؟! { السؤال هو لماذا تأخر التحضير للاستفتاء كل هذه المدة؟ الاتفاقية افردت زمناً كافياً لعملية الاستفتاء فلماذا اضاع الطرفان الزمن؟ المسؤول عن ذلك هو الطرفان معاً. انا اريد ان اقول لك شيئاً: هذا تكتيك من طرف واحد .. هو طرف الحركة الشعبية الحركة تعرف أن (الألفة) معها، حتى ولو أخطات (فالألفة) سيحسب الأخطاء لصالحها. { الحركة الشعبية كانت وحدوية لكنها فجأة وفي منتصف الطريق غيرت اتجاهها وسارت باتجاه الانفصال هل تعتقد أن هناك اصابعَ خارجية تقف من خلفها وعملت على توجيهها هذه الوجهة؟ الأمر ليس بهذه الصورة، هدف الحركة الاساسي هو أنها كانت تريد الانفصال لكن الدكتور جون قرنق وهو (زول شاطر جداً وعبقري جداً ) شعر بأن حتى الليبيين الذين كانوا يريدون مساعدته قالوا له نحن نريدك ان تقلب حكم النميري ولا نريد الانفصال .. وكل العالم قال له (ما في انفصال لكن انت تعال اقلب الحكومة واحكم انت) وقرنق وجد ان معه شماليين، ناس منصور خالد وناس من جبال النوبة من الانقسنا ومن دارفور وقال، طالما هناك ارضية جاهزة مثل هذه فيمكن ان ننطلق منها بمساعدة من الدول الأجنبية، وفعلاً شن حرباً واسعة جداً وسمى حركته الحركة الشعبية لتحرير السودان وجون قرنق الى أن مات كان عنده يقين ان السودان سيكون واحداً وانه هو سيحكمه. كان عنده قناعة بذلك لكن بعدما جون قرنق مات اخواننا هؤلاء (راح عليهم الدرب). { تريد أن تقول أنهم فقدوا البوصلة؟ فقدوا البوصلة خالص واصبحوا يتخطبون والآن انت إذا سالت اي احد منهم سيقول لك انا مع الانفصال وبعد قليل إذا استمررت معه في الحديث سيقول انا مع الوحدة. هم وجدوا ارضية للانفصال جاهزة بسبب الظلم الذي وقع على الجنوبيين من الحكومات السابقة وايضاً وجدوا الأيادي الأجنبية التي وجدت انه بعد الاتفاقية دخولها الى الجنوب اصبح سهلاً جداً .. دخول الأجانب الى الجنوب لا يحتاج لورق ولا اي شيء، الاسرائيلي يجد نفسه بسهولة جداً في أويل هذا غير اطماع الأمريكان والأوروبيين والأوغنديين والكينيين هؤلاء قبل الاتفاقية كانوا لا يعرفون (جنوب السودان معناه شنو ذاتو) الآن اصبحوا يسرحون ويمرحون في الجنوب، فالحكاية معناها ان هؤلاء يستفيدون كثيراً من الجنوب. ونحن السودانيين مهما جلسنا وتحدثنا مع بعضنا هؤلاء سيطعنونا من الخلف ويقولون للجنوبيين (اوعكم تقبلوا الناس ديل، ديل إرهابيين وديل عرب و....) وهذا كله من اجل مصلحتهم هم وليس مصلحة السودان. { هناك من يرى أن مقتل جون قرنق كان في إطار مؤامرة على الوحدة؟ - لا .. هذا سؤال كبير (انا ما بجاوب عليه). { دكتور داك، الحركة الشعبية الآن تبدو متحمسة لفصل الجنوب !! - مقاطعاً- هم لا يعرفون العواقب، لا يعرفون العواقب التي ستترتب على الانفصال وهنا يجيء كلام كمال عبيد .. هم يعتقدون أن الجنوب بعد أن ينفصل الجنوبيون الموجودون بالشمال سيستمر وضعهم كما هو الآن وهذا طبعاً مستحيل، الجنوبي في الشمال بعد الانفصال سيكون مواطن دولة اخرى لا يملك حق الوظيفة والعمل بالشمال. (هسه كلام كمال عبيد دا البطال فيهو شنو؟ كلام كمال دا ما بطال) إذا انت انفصلت وحققت الانفصال واصبحت دولة قائمة بذاتها ذات سيادة فستحكم بقوانين ودساتير بلدك .. والشمال سيحكم بقوانينه ودساتيره. انا شخصياً إذا حدث الانفصال سوف اقدم استقالتي وأمشي الجنوب حتى ولو كنت وحدوياً أو مؤتمر وطني .. وحتى لو صوت للوحدة، في نهاية الامر انا جنوبي. { إذا وقع الانفصال ستترك الشمال وتذهب للعيش في الجنوب؟! (حأقول شنو يعني؟) هذا هو الواقع، انا انسان وحدوي وسأصوت للوحدة لكن طبعاً إذا كانت نسبتنا نحن الذين صوتنا للوحدة 30% واولئك الذين صوتوا للانفصال كانوا (50%) زائداً واحد فسوف ينفصل البلد لكن نحن سنسجل للوحدة وسنسجل النسبة المئوية مهما بلغت حتى نثبت للناس اننا وحدويون.