ما لم تتوقعه فيحاء طه ابنة مدينة نيالا أن تُصاب فجأة بما يُسمى «شارلوث ماري توس» وهو مرض شخّصه أطباء الداخل بأنه وراثي على الرغم من أن تاريخ الأسرة المرضي لم يشهد حالة مماثلة. من قبل ظروف المرض اضطرت الأسرة للحضور للخرطوم للمتابعة الطبية وبالطبع الإيجار لا بد منه ووجدت فيحاء التي كانت تعمل بأمانة الولاية بنيالا فرصة للعمل بمفوضية إعادة التأهيل والتوطين التابعة للسلطة الانتقالية لدارفور وشاء حظها العاثر أن تُصاب أضافة إلى ضمور الأعصاب بحادث حركة وضع أرجلها في الجبص وفوجئت وهي لم تتعاف بعد، بقرار فصلها عن «العمل» بالمفوضية رغم ظروفها الصحية والمادية السيئة! فوالدها معلم معاشي وراتبها كان دعامة الأسرة المادية. وفشل الوالد في الحصول على أي دعم مادي أو علاجي من ديوان الزكاة والرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم لمقابلة مصاريف علاج ابنته التي تحتاج حسب إفادات جهات طبية عدة كمستشفى الصداقة و«تقى» الطبي وعيادات طبية متخصصة للعلاج الطبيعي المستمر حتى تستعيد قدرتها على المشي. فيحاء التي تحمل شهادة في العلوم السياسية من جامعة النيلين، وشهادة إدارة أعمال من كلية بريطانية تحاملت على نفسها وحضرت لمكاتب «الأهرام اليوم» مستعينة بكرسي متحرك وتقول، إيقافي عن العمل كان ومازال صدمة لي ولأسرتي خاصة وأن حالتي الصحية تتحسن مع العلاج الذي لن يتوفر لي وأنا عاطلة عن العمل ووالدي لا يملك سوى المعاش الضئيل. وقد ذهب بنفسه إلى د. إبراهيم مادبو رئيس المفوضية لاثنائه عن قراره بفصلي عن العمل ولم يجد منه استجابة حتى الآن. الغريب في قصة فيحاء كونها «متعاونة» وليست في وظيفة ثابتة رغم أنها التحقت بالعمل في المفوضية بتاريخ 2007م أي منذ حوالي 3 سنوات ولم يؤثر فيها ذلك بقدر فصلها وهي على فراش المرض بالمستشفى. وتقول أحتاج العودة للعمل لأتمكن من متابعة العلاج والعودة لحالتي الطبيعية والمشي ولمساعدة والدي في الانفاق على الأسرة وأرجو أن يعيد الدكتور إبراهيم مادبو رئيس المفوضية النظر في قرار فصلي عن العمل!