أوقفت إدارة القمر الاصطناعي العربي (نايل سات) بث (12) قناة وصفتها بالمتطرفة والمتشيعة والخليعة، في أول خطوة تقوم بها هذه الإدارة منذ بداية عمل (نايل سات) قبل سنوات. وسبق أن كانت هناك قنوات مختصة في العلاج بالسحر والدجل والشعوذة، منها ثلاث تحولت إلى القمر الاصطناعي (هوت بيرد) دون تدخل من نايل سات. والخطوة اعتبرها البعض مقدمة لتكميم أفواه الإعلام المرئي من متابعة الأحداث في مصر حسب إفاداتهم بقناة (BBC) مساء الأربعاء الماضي، والغالبية العظمى من المسلمين اعتبروا حجبها خيراً بعد أن سيطرت على عقول شبابهم، خاصة الخليعة منها، أما إيقاف القنوات التي تدعو للإسلام الشيعي فقد تأثرت بمستوى العلاقة ما بين مصر وإيران، فقد توقفت قناة (العالم) الإيرانية عن البث أو أوقفت لمدة قاربت العام من على (نايل سات) الذي قدمها للناس بقوة خاصة إبان أحداث غزة الأخيرة، والآن لحقتها القنوات المشابهة لها. وذات الخطوة التي أقدمت عليها إدارة (نايل سات) نحتاج اليها هنا في السودان وبالتحديد في الخرطوم، فإن بعضاً من الدعاة (الكيري) يجمعون الناس في الساحات والميادين ويفتون في كل شيء بلغة فطيرة ومعلومات 90% منها خاطئة، والدولة تنظر إليهم عبر مؤسساتها في صمت، وفي رأسها (أنه طالما هؤلاء يقولون للناس الله قال والرسول قال فليس هنالك خطر)، فإن كان الأمر كذلك فلماذا هناك كليات إسلامية متخصصة بل جامعات وهناك معهد إعداد الأئمة والدعاة، وهناك منارات اسلامية سامقة في بلادنا يقف عليها شيوخ نالوا العلم لسنوات ولقنوه ل (حيرانهم) هم الأجدى بأن يقدموا الرشد لعامة المسلمين، ولكن يأتي البعض ويعتمر (قلنسوة) الشيوخ ويبدأ في إخراج زفراته في نقد، لا هو سياسي ولا ديني ولا اقتصادي ولا اجتماعي، فقط هرجلة يضحك لها المارة، كأن الواقف مهرج في سيرك نرويجي، وليس داعية، وربنا سبحانه وتعالى خاطب رسوله «صلى الله عليه وسلم» بقوله: « وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ».. الآية. أحد (دكاترة) العلوم السياسية قال لي إن تنظيم القاعدة يبدأ بجمع منتسبيه بهذه الطريقة، خطب في الساحات العامة.. بكاء على الدين الذي ضاع ثم تكفير عامة المسلمين حتى يسلكوا طريقهم، وأبان أن بعض المتشددين حاولوا من قبل هنا في الخرطوم، وأورد حادثة مسجد الثورة التي قادها المتطرف الخليفي، ومسجد الجرافة التي قتل فيها عباس الجرافة أهله، وحذر من مغبة ترك كل من يدعي أنه يدعو إلى الله أن يقول ما يشاء في أي مكان. ونقول إذا كانت المملكة العربية السعودية هي الأرض المقدسة للمسلمين عامة، فهل تركت حكومة خادم الحرمين الشريفين كل من هب ودبّ ينصّب نفسه داعية وإماماً؟ الجواب: لا.. وتابعوا مقدمات الأحداث.