شدد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير على استكمال بناء النهضة مهما تكن نتائج الاستفتاء، وقال إن مسؤولية تبعات تقرير المصير ملقاة على عاتق الشريكين والقوى السياسية للاتفاق على المصالح المشتركة ومراجعة الأوضاع الدستورية والترتيبات الإدارية، ودعا أن لا يُنسي الاستفتاء نجاحات استدامة السلام والالتزام بالاتفاقيات، وأعرب عن أمله في أن يساهم الاستفتاء في حفظ الأمن والسلام ويحظى باهتمام المجتمع الدولي. وقال البشير خلال ترؤسه أمس «الأحد» بقاعة الصداقة دورة الانعقاد الثانية لمجلس التخطيط الإستراتيجي لعام 2010م إن الاستفتاء حق مصيري مشوب بالترقب وأنه لا يعني نهاية الفترة الانتقالية، مشيراً إلى أنها تمتد حتى يوليو المقبل، وأشاد بتأييد واستحسان أهل دارفور والمجتمع الدولي لإستراتيجية السلام الجديدة وقال إن مرتكزاتها نبعت من مفاوضات الدوحة التي تنتهي بنهاية هذا العام واعتبر الإقبال الواسع لكثير من الدول على المشاركة في مؤتمر الشرق بالكويت بسبب حالة الاستقرار والسلام في الإقليم. واعتبر الرئيس اتفاق السلام وإستراتيجية النهضة الشاملة تحدياً للعقوبات والأزمة المالية العالمية وقال إن معدل التضخم انخفض من 10% في أغسطس إلى 9% في سبتمبر ووصف صادرات السودان الإستراتيجية بعالية القيمة عالمياً، وأضاف أن مصانع السكر تعمل على زيادة إنتاجها لهذا العام بنسبة 15%. وفي السياق قال القيادي بالحركة الشعبية وزير رئاسة مجلس الوزراء، د. لوكا بيونق، إن ملف الحرب بين الشمال والجنوب أُغلق للأبد، وأكد التزامهم رغم تحديات الاستفتاء ببناء أمة سودانية آمنة، وأضاف: وما ينتظرنا أعظم، وتعهد بأن يتم حق تقرير المصير دون إكراه وإجبار، وأوضح أن الأوضاع بعد الاستفتاء لن تستمر على ما كانت عليه. وفي ذات السياق حدد أمين عام مجلس التخطيط الإستراتيجي، د. تاج السر محجوب، نسبة أداء المشروعات لدى الوزارة والولايات للنصف الأول من العام الجاري ب(56%) وخفض معدلات الفقر وتحقيق أهداف الألفية ب(74%) وبناء القدرات والمؤسسات ب(70%) والتنمية المستدامة ب(45%)، وقال إن مصادر تمويل المشروعات في الجنوب وولايات التمازج زادت على (3) مليارات و(841) مليون جنيه دفعت منها رئاسة الجمهورية ملياراً و(215) مليون جنيه، وكشف عن إنفاذ (252) مشروعاً بالجنوب خارج قسمة الثروة، وأوضح أن المركز صرف (3) مليارات دولار خارج قسمة الثروة على المشروعات بالجنوب، واعتبر ذلك وفاءً لاتفاقية السلام التي تسري روح الوحدة في سائر نصوصها على حد قوله واعتبر مناطق التمازج شرياناً للتواصل الاجتماعي مهما كانت نتيجة الاستفتاء.