قال زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إن استفتاء جنوب السودان تحول إلى «بقرة مقدسة» لا يمكن لأحد في البلاد المساس بها، وأن الولاياتالمتحدة فقط يمكنها المطالبة بتأجيله، لكن الزعيم المعارض حذر - في كلمة بالمجلس المصري للشؤون الخارجية مساء أمس الأول (الاحد) - من أن إجراء الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل بدون توفير ضمانات لنزاهته يمكن أن يدفع بالبلاد إلى كارثة، وقال المهدي «إن إجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها». وتحدث المهدي عن عراقيل كثيرة أمام إجراء الاستفتاء بشأن تقرير المصير للجنوب بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 ومنها غياب الثقة والتعاون بين شريكي الحكم في البلاد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وأشار إلى أن الميزانية المطلوبة لعمل مفوضية الاستفتاء لم تدفع، وإلى وجود خلافات حول كيفية تصويت ما بين مليون ومليوني جنوبي في الشمال، وقال إن طرفي الاتفاقية - التي أنهت أطول حرب أهلية في افريقيا - تأخّرا كثيرا في التفاوض حول قضايا كان ينبغي تسويتها قبل الاستفتاء، منها مسائل الحدود والجنسية والعملة والأمن الوطني والمخابرات والأصول والديون والنفط وقضايا أخرى. يذكر أن بطء التحضيرات أثار المخاوف من احتمال تأجيل الاستفتاء، وهو الافتراض الذي قالت الحركة الشعبية إنه غير مقبول وقد يؤدى إلى عودة الحرب. وقال مسؤولون أمريكيون يوم (الجمعة) الماضية إنه يجب على مسؤولي شمال السودان وجنوبه أن يكونوا على استعداد لتقديم تنازلات حين يجتمعون في أثيوبيا يوم غد (الاربعاء) لبحث العراقيل المتبقية أمام الاستفتاء.