حمّلت منظمات الشرطة الدولية «الانتربول» السودان مهمة جسيمة وأسندت إليه مهمة قيادة منظمة «الايابكو» التابعة لدول شرق أفريقيا في وقت تشهد فيه المنطقة انتشارا للجماعات الإرهابية بالصومال ووصولها إلى كمبالا العاصمة اليوغندية وجرائم الإتجار في البشر والمخدرات وتهريب الأسلحة والأدوية المغشوشة. وأمن المؤتمرون في الاجتماع الثاني عشر للمنظمة بالخرطوم على أن السودان خير قائد ل«11» دولة أفريقية شديدة الالتهاب من خلال ارتفاع مستوى امكانيات الأجهزة الأمنية وقدراتها العالية في مكافحة الجريمة خاصة الإرهاب. وكشف مدير التعاون الدولي بوزارة الداخلية الفريق د. حامد حنان أن المنظمة تم تكوينها منذ العام 1989م ويعتبر السودان من الدول المؤسسة لها وتضم يوغندا- كينيا- جيبوتي- أثيوبيا- أريتريا - بورندي- تنزانيا - سيشل- الصومال - رواندا وتم تكوينها في إطار سياسات الانتربول للتوحد بين دول المنطقة الواحدة وتعاونها للقضاء على الجريمة المنظمة والعابرة، موضحاً أن سكرتارية المنظمة يستلمها المكتب الفرعي للانتربول بشرق أفريقيا ومقره نيروبي ويترأس الفرع ضابط شرطة سوداني هو اللواء عوض النيل ضحية الذي قاده خير قيادة جعلت الأمانة العامة للانتربول تجدد دورته لثلاث دورات ماضية وأن الأمانة العامة قسمت أفريقيا لأربعة أقاليم وتهدف لتعاون تلك الدول بينها مستفيدة من النظام المتطور للانتربول خلال ال 24 ساعة في تبادل المعلومات وتجددها للتصدي لتلك الجرائم من خلال مذكرات التفاهم الثنائية والثلاثية التي توقع بين الدول. وكشف مدير الشرطة الجيبوتي الذي كان يتقلد رئاسة مدراء الشرطة لدول شرق أفريقيا في منظمة الايابكو التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها العمليات الإرهابية في الصومال والتي تعتبر مهدداً لكل المنطقة وقد امتد نشاط تلك المجموعات الإرهابية من الصومال إلى كمبالا بجانب القرصنة البحرية على ميناء عدة وتجارة البشر. وكشف مدير الشرطة الجيبوتية عن عدم وجود قاعدة بيانات لكشف جرائم تزوير المستندات والوثائق التي يستخدمها الإرهابيون. ولتحديد خطورة ذلك أوضح أن عدم وجود بيانات حول التزوير أدى لهروب «11» مطلوباً لدى الانتربول محملين بالدولارات وعبروا حدود تلك الدول، مؤكداً أن وجود قاعدة للبيانات تمكن من القبض على مثل هؤلاء الهاربين. وواصل وزير الداخلية الجيبوتي يسن علمي الذي كان يتقلد المنصب نفسه على مستوى وزراء داخلية شرق أفريقيا واستلمه نيابة عنه وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود بأنه إبان فترة توليه المنصب سعى لوضع رؤية لمنظمة الإيابكو وتقسيم نشاطها، موضحاً أنهم ينظرون للمنظمة باعتبارها منظمة أمن جماعي لشعوب المنطقة وقد ازدادت في تلك الفترة جرائم الأدوية المغشوشة والإتجار بالأسلحة والمخدرات بجانب انتشار جرائم سرقة السيارات وأنهم نجحوا كثيراً في الحد من تلك الجرائم بدعم وجدوه من منظمات الشرطة الدولية كما أنهم سعوا لتأهيل وتدريب الشرطة الصومالية لمواجهة تحديات الجماعات الإرهابية بجانب توقيع اتفاقيات لمكافحة الإتجار بالبشر. هذا وقد رمى المؤتمرون بتلك القضايا على طاولة وزارة الداخلية السوداني إبراهيم محمود وهو يقود المرحلة المقبلة بالمنظمة. وقال المهندس محمود عقب استلامه «علم المنظمة» و «24» توصية خرج بها المؤتمر إنهم سيعملون على مواصلة مجهودات القضاء على الإرهاب والعمليات الإرهابية والقرصنة البحرية بشرق أفريقيا بجانب القضاء على تجارة البشر والأسلحة والمخدرات وأن خطتهم في ذلك تعاون الدول الأعضاء على إكمال تلك المهمة، معترفاً بأن هناك معضلات أمنية تواجه القارة ولكنه اعتبر أن الإيابكو جهاز فاعل يسعى لحماية المواطنين وقد ضيق الخناق على المجرمين بتوفير المعلومات وتتبع الهاربين، موضحاً أنه لا بد من اتخاذ تدابير إقليمية لمحاربة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود وأنها مسؤولية ثقيلة لذا سيقفون خلف كافة المبادرات لتسهيل مهمة مكافحتها. من جانبه أكد الأمين العام للانتربول رونالد نوبل على قدرات الشرطة السودانية على إكمال المهمة المكلفة بها في منظمته وقال إنه زار السودان قبل «5» سنوات ورأى بأن العديد من الإنجازات قد تحققت على مستوى الشرطة السودانية، موضحاً أن المنظمة تهدف للربط بين أفريقيا ودول العالم. وذكر المؤتمرون بأن توقيع دستور منظمة الايابكو قد تم توقيعه بالخرطوم. وأعتبر اللواء عوض النيل ضحية رئيس المكتب الفرعي للانتربول بشرق أفريقيا خير مثال لضابط الشرطة السوداني ووصفه بأنه قدم خدمات جليلة للمنطقة منها عملية «مامبا» التي أوقفت أطنانا من الأدوية الفاسدة بجانب مقاومة جرائم التزوير والغش في اللقاحات المزورة.