مقابر بري الشهيرة تحتل موقعاً مميزاً عند مدخل كبري بري مضى على إنشائها أكثر من 80 عاماً حيث بدأ استخدامها من قِبل الأهالي وقام (الإنجليز) ببناء غرف داخلها مازالت قائمة حتى اليوم لسكن الحارس وذلك في خمسينيات القرن الماضي.. تعرّضت المقابر لهجمة شرسة الشهر الماضي من (كراكة) الشؤون الهندسية ولاية الخرطوم أدت لهدم جزء كبير من السور الخارجي المواجّه للشارع الرئيس وبعد جهود اللجنة تمت إعادة بناء السور بعد أن ظلت المقبرة مفتوحة لعابري الطريق والمتشردين وتواجّه حالياً مشكلة أخرى تتمثل في كثافة الأشجار داخل المقبرة وتكدُّس أكوام الشجر الجاف الذي تركه عمال يتبعون لمنظمة حُسن الخاتمة بعد أن قاموا بقطعه، حيث يجثم حالياً على شواهد القبور التي اختفى عدد كبير منها تحت (الحطب) إضافة إلى ذلك تتراكم النفايات من أكياس وقوارير بلاستيكية على طول السور المواجّه للشارع الذي تحوّل إلى محطة رُكّاب وعربات الهايس. الخفير(حامد عبدالله) شيخ طاعن في السن ولكنه يتذكر بوضوح أنه أول حارس للمكان وأن الهاشماب من أبناء بري المحس هم الذين (بنوا) السور الخارجي للمقابر والقائم الآن. ويعتذر بأنه كان يقوم بنظافة المكان بنفسه لكنه الآن صار (شيخاً). وقطع الأشجار وجمعها يحتاج إلى عمال ويشكو من تصرفات المارة الذين يجلسون على السور الخارجي ويرمون بعلب (البارد) بداخل المكان دون مراعاة لحُرمة المكان ولا تتوفر إضاءة كافية للمقبرة التي مازالت تستقبل الوفيات وتضم عدداً كبيراً من رموز الحياة السودانية في العقود الماضية بينهم (أبو الصحف) الراحل المقيم أحمد يوسف هاشم الذي توفي في 1958م. ملاحظة: الموقع المميّز للمقابر جعلها (سنتر) للتجمعات فحولها الباعة وسائقو سيارات الأجرة الذين يمثلون تواجداً دائماً بالمكان. كثافة الأشجار الجافة داخل المقابر ملفتة للإنظار وهي صورة مشوِّهة لما يجب أن تكون عليه حرمة المكان.