الأستاذة جلاء الأزهري التي تقود الاتحادي الديمقراطي الموحد بالمذاق الرمزي، طارت إلى كوكب زحل ونالت موقعاً متقدماً في الفضاءات البعيدة من خلال خطوات منتظمة وخاطفة لا تخلو من عنصر الدهشة والتعجب والنكهة الدراماتيكية. فقد أطلق حزب جلاء الأزهري مبادرة نوعية منسوجة من خيوط اللحظة الفاصلة والرؤية الإبداعية في الأيام الفائتة، انتظمت على أرض الواقع بدار الزعيم إسماعيل الأزهري بحضور قمم ورموز القيادات الاتحادية. دعوة الاتحادي الموحد ارتكزت على هدفين هما بلوغ الوحدة الاتحادية، وإيجاد الحلول لقضايا الوطن الشائكة، ارتسمت صيغة الاتحادي الموحد حول مشروع الوحدة الاتحادية على أسلوب غير نمطي له جاذبية عميقة وإيقاع سحري لم يجرب من قبل، يتوكأ على الشفافية والرهان على لوازم العلم والمنطق ونبض الجماهير وتلمس وقوع البلايا والخطوب باستخدام المضادات العلاجية!! بينما ارتأى الاتحادي الموحد جملة من السيناريوهات والخيارات في سياق درء الكوارث عن البلاد!! في اللوحة السيريالية كان هناك الاتحادي الأصل ينوب عنه الخليفة ميرغني بركات، فضلاً عن الشريف صديق الهندي كمرجعية ذائعة الصيت في سجل الوحدة الاتحادية وقائد للتيار الإصلاحي في الاتحادي الديمقراطي، وأيضاً شارك الدكتور محمد يعقوب شداد ينوب عن تجمع الاتحاديين الديمقراطيين، علاوة على الحزب المضيف الاتحادي الموحد. لقد تغيب عن اللقاء التاريخي فصيلان في الحركة الاتحادية، لكن ذلك لم يؤثر في توهج المبادرة ولم يقلص محاولات القلوب النابضة للحصول على الوصفة الصحيحة التي تحتوي على المقادير والإرشادات وعناصر الفلاح التي تكفل قيام البوتقة الاتحادية الجامعة. التحديق في خصائص اجتماع القمة الاتحادية بدار الزعيم إسماعيل الأزهري يقودنا إلى استخلاص العبر والدلالات التي تشكل مدرسة عصرية وواقعية تجنح إلى اتباع المحسوسات والأشياء الملموسة دون التجميل والتحريف والرهان الكاذب على أنشودة المطر الذي لم يهطل حتى الآن. وعلى قمة الدروس المذهلة أن الحقيقة هي الحقيقة تظل ثابتة ومطلقة مهما كان مستوى استكبار الأذن عن السماع!! فقد كانت القناعة الراسخة في أجواء الاجتماع الاعتراف الكامل بوجود أزمة التشرذم في دهاليز الحركة الاتحادية علاوة على التأمين بأن المنهج الواقعي لإسدال الستار على إشكاليات الحركة الاتحادية لن يكون بالتعلق على أهداب الأمنيات الخضراء والصور العاطفية والشعور بالخيبة من محاولات التباري والسباق نحو الوحدة الاتحادية غلف نفوس الاتحاديين بالإحباط والقنوط!! العبرة الأخرى تكمن في منهج التدرج نحو بلوغ الهدف المنشود فقد اتفق الاجتماع على قيام لجنة للتنسيق بين الفصائل الاتحادية كخطوة ارتكازية ومنطقية لتحديد بوصلة الاتجاهات في مشوار طويل تحفه الأشواك والحصرم فالخطوة فاتحة طيبة لكسر الدواعي الجائرة التي تصور الوحدة الاتحادية بأنها مجرد تسكين في الهواء أو قراءة خاطئة في فنجان قهوة وربما مثل توقع وجود الفراشة في صحراء العتمور!! فهناك من يعتقد أن الحركة الاتحادية قد فقدت حيويتها وألقها وشط بها المزار، وأيضاً قد تلوح مزايا أخرى للاجتماع بسحب الكثير من الدراسات والمقترحات من الهواء الطلق. وهكذا تتأطر في الأفق حيوية الاتحادي الموحد في سكب صيغة الوحدة الاتحادية على قالب يدغدغ المشاعر والهمم ويطلق إنذارات البوار إذا ضاعت السانحة الذهبية التي تفتح الطريق لعودة ليالي المجد والنشوة في حزب الوسط الكبير بكل تياراته. وها هو مولانا محمد عثمان الميرغني يعلن في الذكرى الثانية والأربعين لرحيل مولانا السيد علي؛ تمسكه بالوحدة الاتحادية ولم الشمل بين جميع فصائل حزب الحركة الوطنية. إن الاتحادي الموحد بقيادة جلاء الأزهري بالكيفية التي أطلق بها مبادراته حول لقاء القمة الاتحادية من حيث الإعداد والتصور والقدرة على ملامسة الثوابت والمتحركات قد نجح إلى حد كبير في تقديم نفسه كمؤسسة سياسية متطورة تمتلك ناصية الخيال الخصب وخطف الألباب في الليلة الخريفية!! من ثنايا المشهد لا تنحسر الأضواء عن الأستاذة جلاء الأزهري ودورها المفتاحي إلى جانب بقية الكوكبة في مبادرة الوحدة الاتحادية. ولا يختلف اثنان في أن جلاء الأزهري سيدة من فولاذ!! تتميز بقدرة هائلة وعجيبة على كبح مشاعرها في القضايا العميقة مهما تعقدت!! وترتكز على قوة صمود نادرة وإطلالة غامضة وجذابة!! وهناك شخصيات حول جلاء يشاركون في رسم السياسات ومتابعة الأشياء على رأسهم عصام أبو حسبو والفاضل حسن عوض الله وعبير عثمان أمين. وأشعر أن جلاء الأزهري تحبس أكثر من نصف قدراتها وكفاءتها في عالم السياسة داخل الخزانة وتطلق النسبة الباقية في الفضاءات!! وها هي جلاء الأزهري تقدم عن طريق حزبها مبادرة الوحدة الاتحادية معطونة بالفولاذ والإبداع كعنصرين أساسيين لتحقيق الوحدة الاتحادية التي أضحت عند الغالبية كعصفور مكسور الجناح فقد القدرة على الزقزقة!!