حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ردمية كركوج سنجة.. مواصفاتها تحت درجة الصفر وتخالف المواصفات منذ (5) سنوات

.. شارع كركوج سنجة، لا يتعدى الاثنين وعشرين كلم، ورغم ذلك ظل على حالته الترابية ردحاً من الزمن. أقيمت عليه أخيراً ردمية إلا أنها من ذات الطينة الزراعية السوداء اللزجة التي يتعذر سير العربات والناس عليها وفق إفادات أهالي كركوج ونقابة سياراتها.
انصبت الإفادات في أن الردمية أنجزت بمواصفات رديئة لا تتحمل سير العربات عليها حتى وإن كانت صغيرة وقد أدى ذلك إلى أن تغوص إطاراتها في الوحل لتسلك شوارع فرعية أكثر خطورة ذهاباً أو إياباً، كركوج سنجة.
أهالي القرى التي حول كركوج الذين استطلعتهم «الأهرام اليوم» أفادوا بأنهم يعانون في فترة الخريف حين ينقطع هذا الشارع عن سنجة فلا تسوّق منتجاتهم الزراعية كما لا تردهم بضائع قادمة من الخرطوم عبر شارع سنجة.
«الأهرام اليوم» وقفت على هذا الشارع من نقطة بدايته حتى منتهاه لترصد بدقة مكمن الخلل الذي حال دون تنفيذه.
بداية الرحلة
رحلة شاقة من سنجة إلى كركوج سلكنا فيها دروباً صغيرة متعرجة ذات مطبات وخيران كثيرة ولولا براعة (سائق الأتوس) الصغيرة لما تواصلت هذه الرحلة، وألمح على مقربة من هذا الشارع الصعب الردمية وقد رسمت عليها إطارات السيارات خطوطاً عميقة من أثر وحل الطريق، حدثني السائق الذي يصطحبني على سيارته بأن حكومة الولاية ممثلة في وزارة التخطيط العمراني لم تجتهد كثيراً في جلب المواد الجيدة الى هذه الردمية مكتفية فقط بالتربة الزراعية السوداء وهي لا تثبت في الشارع بفعل حركة السيارات الدؤوبة عليها كما أنها هي السبب المباشر في وحل السيارات عليها من أول وهلة!
ويواصل في حديثه: ألم ترَ أنه قد شق شارع آخر بجانب هذه الردمية؟ وهذا ناتج من رداءتها!!
السيارة تسرع حيناً لتبطئ أحياناً كثيرة بفعل المطبات. وحديث السائق الأخير يتردد بداخلي وشكل موجة كبيرة من الأسئلة تحتدم بذهنى وأدور من جديد بحثاً عن إجابات إلى أن لاحت لي مدينة كركوج العريقة، فالتقى أهلها ب«الأهرام اليوم» بالبشر والترحاب.
ردمية بمواصفات رديئة
بدءاً التقت «الأهرام اليوم» بأحد مواطني كركوج، حسن عكرمة، الذي أشار في حديثه الى أن شارع كركوج سنجة ما زال في طور الردمية منذ خمس سنوات وهو حالياً غير صالح لأن تسلكه السيارات بشكل سلس وسهل، مشيراً إلى أن الردمية لم تصمد بتعاقب الفصول، مردفا بالقول إن هذا الشارع يعزل كركوج والمناطق التي حولها عن التواصل مع سنجة، علماً بأن كل الأهالي تربطهم بالمركز مصالح حيوية، واستطرد بالقول «الآن في فترة الخريف الأخيرة كان اللاندروفر يقطع الرحلة من كركوج الى سنجة في أكثر من سبع ساعات متواصلة ويضطر الركاب مرات عديدة الى أن (يزقون) العربة في تعب ولزوجة طين نتنة. وختم أن رداءة هذه الردمية تحول دون وصول البضائع من سنجة الى كركوج والمناطق المحيطة بها طوال موسم الخريف ولا تصل اليها تلك العربات المحملة بالبضائع وهي قادمة من الخرطوم.
فيما أشار عثمان عكرمة في حديثه ل «الأهرام اليوم» إلى أن رجل أعمال بالمنطقة كانت لديه مبادرة طيبة إذ اقترح تنفيذ هذا المشروع من كركوج إلى سنجة متكفلاً بكل تكاليفه من مواد واستشارات هندسية على أن تساهم حكومة الولاية بالآليات من عربات قريدرات لودرات. ومضى في حديثه قائلا: فعلاً أحضرت هذه الآليات ولكن تم سحبها بعد فترة قصيرة دون مبرر ليظل هذا الشارع القصير الذي لا يتعدى الاثنين وعشرين كلم على حاله الأولى دونما تغيير يطرأ عليه. مستطرداً «هذه الردمية الأخيرة اعتبرها من وجهة نظري إهدار موارد وأموال فيما لا طائل من ورائه، إذ لم تحقق غرضها الذي انشئت من أجله حيث ما زال انسان هذه المنطقة في معاناة متواصلة».
معاناة معلمين
«الأهرام اليوم» في جولتها داخل مدينة كركوج التقت ب(م.أ.ع) معلمة بإحدى القرى حول كركوج فأشارت في حديثها إلى أنهم كمعلمين ومعلمات يعانون إبان فترة الخريف وهم يقطعون هذا الشارع الرديء على حد قولها وصولاً إلى مدارسهم، كما أن العديد من الطالبات والنساء يعانين كثيراً وهن يسلكن دروباً توحل عليها الجرارات، مضيفة أنه في فترة الخريف ليست هناك وسيلة مواصلات سوى هذه الجرارات التي تجر خلفها (ترلاتها) فهي التي تنقل الركاب بصعوبة بالغة من كركوج والقرى المجاورة لها الى سنجة. ومضت في حديثها :«يظل التراكتور لساعات طويلة يواصل سيره ببطء وعندها يصاب كل الركاب بعناء كبير»، وذهبت الى أن هذا الشارع يقطع كركوج وكل القرى التي حولها عن المنافع الاقتصادية فيما بينها والمركز سنجة ويقضي على التواصل الاجتماعي، مشيرة الى أن السلع الضرورية القادمة من الخرطوم تظل عالقة بسنجة حيث انقطاع الشارع وصولاً الى كركوج لتعود من جديد الى منشئها الخرطوم مدني بورتسودان، لترتفع مؤشرات الأسعار عند فترة الخريف بشكل خرافي وفق ما أشارت والسبب في ذلك هو رداءة هذه الردمية التي أنجزت بمواصفات صفر.
صوت الطلاب أيضاً حاضر
لم نبتعد عن دائرة شارع كركوج سنجة إذ يظل هو النقطة الساخنة في هذه المسألة ونحن في هذا الإطار حصلنا على إفادات أهالي كركوج حيث التقت «الأهرام اليوم» بالطالب محمد عثمان جامعة الخرطوم كلية العلوم الرياضية، المستوى الخامس، الذي أشار الى أن هذاالشارع (كركوج سنجة)، تعاقدت عليه عدة جهات من ضمنها شركات كبرى اقترحت العديد من المساهمات كان ضمن برنامجها هذا الشارع، وكانت المشروعات الموضوعة في خطتها بعد الدراسة الوافية هي إنشاء العديد من الجسور الداخلية إلا أن هذه الشركة لم توفق في استكمال هذا الشارع لسبب أو لآخر. ومضى الى أنهم في كركوج تلقوا وعوداً من العديد من المسؤولين على المستوى الولائي والاتحادي ورغم ذلك ظلت هذه الوعود مجرد فرقعة هواء، وقال إن والي ولاية سنار كان قد وعد بإنجاز العمل في الشارع إلا أنه لم ينفذ حسبما أشار، واسترسل: «نحن كقطاع طلاب بهذه المنطقة كان لدينا العديد من المشروعات الطموحة من ضمنها هذا الشارع كركوج سنجة، ولكن لم تكن لدينا الإمكانيات المادية اللازمة، وعلمنا من مصادرنا بأنه تم إعداد ملف كامل لاستكمال هذا الشارع»، وزاد بأن ميزانيته قد أعدت في 31/12/2009م ليوضع الطريق ضمن خطط الولاية، ورغم كل ذلك لم تنفذ ردمية هذا الشارع وفق المواصفات الجيدة، وفي فترة الخريف بدا هذا الشارع أكثر سوءاً من السنة الماضية، وأشار الى أن اللجنة الشعبية بكركوج طلبت تبرعات من المواطنين لردم هذا الشارع بمساعدة غرفة النقل بمنطقة كركوج، ومضى الشريف: فيما سبق قدم خطاباً للمسؤولين في الخرطوم لإنجاز هذا الشارع فتم إرسال العديد من القلابات والقريدرات لردمه إلا أنه لم يتم إنجاز هذه الردمية بمواصفات جيدة مما أدى الى تفكك هذه التربة وذوبانها بفعل الأمطار». وختم حديثه بأن معظم الجسور المشيدة على هذا الشارع لم تنشأ بمواصفات هندسية جيدة فانهارت تلقائياً باندفاع تيار المياه القوي عليها ولم تجد منفذاً واسعاً لتصريف هذه المياه بعيداً عن الردمية المنفذة حديثاً بشكل عشوائي ولا علاقة له بالخبرة الهندسية. وفي اتجاه آخر أشار الى أن الرحلات في فترة الخريف عبر هذا الشارع تتم بواسطة التراكتورات لأكثر من ثلاث ساعات، وأضاف أن قيمة التذكرة ترتفع إلى 10ج وفي الظروف العادية عند موسم الصيف لا تتعدى ال(6ج)، وأشار في حديثه الى أن النساء يعانين كثيراً في حال كانت إحداهن في حالة ولادة، أو حتى مصابة بمرض لتظل ساعات عديدة محمولة على ظهر (ترلة) مكشوفة وفي أغلب الحالات تتعسر حالتهن وربما يفقدن أرواحهن. وختم بأن الشارع، كركوج سنجة، يعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط هذه المنطقة بقراها العديدة وحاضرة الولاية سنجة حيث العمل، التجارة، التعليم، الصحة، والتواصل الاجتماعي وبقية الخدمات الأخرى، متسائلاً: كيف يظل هذا الشارع القصير الذي لا يتجاوز ال22 كيلومتر كل هذه السنوات دون أن يسفلت أو تجرى عليه ردمية ثابتة بمواصفات جيدة على أقل تقدير؟
{ نقابة المواصلات تشرف على العمل في الشارع
«الأهرام اليوم» طرقت أبواب شعبة المواصلات الداخلية بكركوج حيث التقت بحسين فضل صالح رئيس اللجنة الشعبية بدونتاي فأشار في حديثه ل «الأهرام اليوم» إلى أن الشارع كانت تشرف عليه نقابة المواصلات الداخلية بكركوج وشعبة الهايس والتاكسي وذلك بالتعاون مع الولاية، مضيفاً أن الأخيرة تلتزم بالآليات والوقود والنقابة تتحمل عبء الحوافز والإعاشة بالنسبة لعمال ومهندسي هذا الشارع، وأنهم كنقابة كانوا يشرفون على الجسر في الوسط من دونتاي حتى زمركة. وذهب في حديثه الى أن هذه الردمية ترابية زراعية سوداء مفككة لا تحمل خواص تربة الردميات التي حينما توضع على الخرصانة والرملة وترش بالماء تتحول إلى جسم صلب متماسك يمكن أن يصمد طويلاً أمام الأمطار، وذهب الى أن هذه الردمية الهشة يمكن أن تتفكك حال تدفق السيارات عليها.
وحين تأكدت النقابة واللجنة الشعبية أن ردمية شارع كركوج سنجة غير مطابقة للمواصفات الجيدة لتبقى الردمية فيه قوية ومتماسكة شرعوا على الفور في كتابة خطابات للولاية في شكل تقارير وضموا فيها سلبيات هذا الشارع، وعند موسم الخريف سنوياً تتجدد معاناة أهل كركوج والقرى المجاورة لها. وختم بأن مواطن دونتاي سجلوا نفياً قاطعا لما صرح به المدير العام لوزارة التخطيط العمراني من أن أحد المزارعين اعترض الآليات بحجة أن ما تحفره من تراب يقع داخل دائرة مزرعته.
كبار المهندسين!!
أعضاء شعبة المواصلات الداخلية بمدينة كركوج من بينهم عوض الكريم عبدالفراج، عثمان موسى دار قطن ويوسف ذو النون محمد نور، تحدثوا ل«الأهرام اليوم» فأشاروا الى أن هذا الشارع كركوج سنجة، ليس به جسر لتصريف مياه الخريف، الأمر الذي أدى الى أن يجرف انهمار السيول وتدفقها عليه بقوة جزءاً كبيراً من الشارع،علماً بأن هذا المشروع كان يشرف عليه عند تنفيذه كبار المهندسين، وذهبوا الى أن والي ولاية سنار اعترض على هذا الشارع بمبرر أن مواصفاته تنقصها الجودة على الرغم من أن الولاية كانت مشرفة على تنفيذ هذا الشارع من البداية وحتى النهاية مما يشي بأن هناك تناقضاً كبيراً في حديثه كأن لا علم له بالمواد الأولية الداخلية في تشييد هذه الردمية»!!
وأشاروا الى أنه عند اشتداد أمطار خريف هذا الموسم وقوة ضغطها لجأوا لكسر الشارع لتصريف المياه المندفعة بقوة نحوه، متسائلين إن كانت هناك خبرة هندسية ولو في أدنى معدلاتها كان من المفترض أن تحسب ذلك ضمن الخارطة لتقام جسور عديدة على امتداد هذا الشارع لتصريف المياه بسهولة حتى لا يتأثر من قوة اندفاع هذه المياه فلا يضطر الأهالي الى كسره وتدمير جزء كبير منه ليعاد لاحقاً إصلاحه؟، وأشار أحدهم الى أنه عبر ملابسات اندفاع المياه على الشارع وحجزه لها دونما تصريف يحيلنا الى أن المهندسين المشرفين على هذا الشارع ينفذونه بشكل عشوائي.
خطابات.. ووثائق
وخلال جولة بمدينة كركوج حصلت «الأهرام اليوم» على العديد من الخطابات والوثائق الخاصة بشارع كركوج سنار، منها خطاب ممهور من المدير التنفيذي لمكتب وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة فحواه تحويل توجيه الوالي إلى المدير العام للوزارة بصدد إجراء اللازم في طريق كركوج زمركة إلى سنجة لوضع الموضوع أعلاه ضمن برنامج آليات وحدة الطرق لحين التنفيذ والبدء في إنجاز هذا الطريق فوراً. وكان الخطاب بتاريخ 15/7/2010م يحمل النمرة 16/أ/1، وحصلت «الأهرام اليوم» على نسخة من خطاب معنون للمدير التنفيذي لمكتب والي ولاية سنار مرسل إلى المدير التنفيذي لمكتب وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة كرد للخطاب أعلاه في هذا الخطاب تم إحالته للوزير المعني بصدد إجراء اللازم حسبما ورد في توجيه والي ولاية سنار.
كما حصلت «الأهرام اليوم» على خطاب من الأمين العام لشعبة التاكسي بشعبة المواصلات الداخلية مدينة كركوج محلية السوكي بتاريخ 4/7/2010م يحمل النمرة (ش/م/د) مرسل إلى والي ولاية سنار الغرض منه حثه على استكمال شارع كركوج زمركة سنجة، طالبين منه تعليته ووضع المواسير العديدة أسفله لتصريف مياه الخريف حتى لا يتعرض للانهيار بفعل ضغط المياه القادمة من المناطق العالية على جانبي الطريق، كما وضحوا في ختام خطابهم أهمية هذا الطريق الذي يربط مصالح هؤلاء السكان والذي تحمل عبره منتجاتهم الزراعية ومعاملاتهم التجارية الى المركز كما أن هناك العديد من المعلمين والمعلمات يعملون على قرى تقع على نقاط عديدة يمر بها هذا الشارع.
{ طرق في انتظار التنفيذ
وفي خاتمة هذا الطواف الطويل بمدينة كركوج جلست «الأهرام اليوم» الى الأستاذ على المدني حمد النيل المدير العام لوزارة التخطيط العمراني والإسكان والمرافق العامة ولاية سنار لتضع على منضدته ملف شارع كركوج سنجة فكان رده أن وزارته صممت أربعة طرق من بينها سنجة كركوج (25) كلم ود العباس اليوسف (42) كلم، سنجة السوكي (28)كلم، سنار السوكي (40)كلم.
وأضاف «وتولت وزارة الطرق والجسور الاتحادية تنفيذ طريق سنار السوكي الدندر، كما تم تنفيذ المرحلة الأولى من طريق سنار السوكي، كما وصلت الى الموقع شركة تركية لتنفيذ الطريق الذي سيبدأ عند مطلع العام 2011م. وذهب في حديثه إلى أن الطرق الثلاثة المتبقية والمعدة للتنفيذ سيجري البحث عن تمويلها وانشائها بواسطة الولاية وفق ما أشار، وأضاف بأن رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة إلى سنار وعد بتنفيذ طريق سنجة الدالي والمزموم ود النيل وطريق السبيل ود الحداد، مشيراً الى أن هذين الطريقين التزام اتحادي تقع تكاليفهما على وزارة المالية، وقال ل«الأهرام اليوم» إن الاهتمام بقطاع الطرق يأتي بسبب قلة الطرق الداخلية المرتبطة بالولاية إذ يعتبر طريق السوكي سنار طريقا داخليا وذلك لأن ولاية سنار ولاية منتجة في كل القطاعات الزراعية من مروية الى مطرية، وبها أيضاً القطاع الرعوي، مشيرا إلى أن ولاية سنار تبشر بتنفيذ الطرق كبنيات تحتية لتشجيع المستثمر. ومضى في حديثه الى أن ولاية سنار اجتهدت عبر برنامج النهضة الزراعية لبداية تنفيذ قطاعي (سنار) و(44) ودتكتوك نفذ منه (40) كلم من (47) كلم طول كل الطريق والآخر طريق التكمبري العزازي أم بقرة بطول (54) كلم نفذ منه (39) كلم، وزاد: نفذت الولاية كل الطرق على الرغم من محدودية آلياتها، وقال في عام 2009-2010م أنجزت الولاية (65) كلم من الطرق وذلك ما بين سنجة والسوكي والطريق الغربي أم شوكة وطريق المرفع متواصلاً الى خليل انتهاءً بالنورانية وطرق داخل مدينة سنجة وسنار بأكثر من (70) كلم. وأضاف «لدينا (2) كراكة و(11) قلابا وهي آليات محدودة على حد قوله مخصصة لصنع بنيات تحتية لتشييد هذه الطرق»، ومضى: وحدة الطرق لديها (22) آلية كلها موظفة للطرق والجسور والمصارف، وأشار الى أنها تعد قليلة مقارنة بحجم العمل الذي من المفترض أن تتخذه ويقع تسييره ضمن ميزانية وزارة المالية الاتحادية لكنه أشار الى أن ولاية سنار بصدد تسلم (90) آلية في القريب العاجل من القرض الصيني قبل نهاية هذا العام 2010م لتوظف في إنشاء الطرق بالولاية، ومضى الى أن الطرق في الولاية هذه تخضع لمواصفات فنية وهندسية محددة، مضيفاً أن أي موقع لابد أن تكون لديه ميزانية محددة لصيانة هذه المرافق، مشيراً الى أن الولاية تنعم بمعدلات أمطار عالية. وعبر السنوات الماضية نفذت وزارة التخطيط العمراني بولاية سنار (20) طريقاً داخلياً ما بين سنجة وسنار، وأضاف «في عام 2008-2009م أنجزنا (8) كلم من كركوج حتى دونتاي وأم درمان فلاتة إلا أن العمل به توقف عند دونتاي وكان السبب الأساسي أن (مقلع) يقع داخل إحدى (بلدات) أهالي دونتاي به التربة المحسنة التي تصلح لردمية الشارع إلا أن صاحب هذه المنطقة اعترض على ذلك بشدة وحينها توقف العمل في شارع كركوج أم درمان فلاتة لحين حل هذه الإشكالية، وختم بأن العمل في هذا الشارع الحيوي دونتاي أم درمان فلاتة سيتواصل عقب موسم الخريف مباشرة إذ يمر بمناطق منتجة زراعياً وموارد ثروة حيوانية، وأشار الى أن لدى وزارته (15) كلم داخل سنجة مسفلتة وبسنار (12) كلم أيضاً مسفلتة وسيتلاحق بداخل تلك المدينتين لتأهيل شوارعهما في القريب العاجل وستعد الميزانية لإنجاز هذه الطرق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.