شهد منتدى مركز راشد دياب الأسبوعي بالتعاون مع منتديات الطمبور على الشبكة العنكبوتية منتدى بعنوان (فنون الشمال إيقاع المحنة) قدم خلالها المشاركون سرداً تاريخياً لمراحل تطور أغنية الطمبور الذي تميزت به قبائل الشايقية في محلية مروي بالولاية الشمالية، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين والشعراء والفنانين، وسط حضور أنيق كان ضيف شرفه الفنان العالمي السوداني المعروف البروفيسور إبراهيم الصلحي، ومستشار وزير الثقافة الشاعر د.كامل عبد الماجد، والبروفيسور مالك حسين، ولفيف من الحضور المميز. وابتدر الحديث الإعلامي والباحث في مجال فن الطمبور الأستاذ أحمد عبد الله التوم، مشيراً إلى أن ثقافة منطقة مروي مزيج بين العربية والنوبية وأن منطقة مروي منطقة حضارات قديمة منذ مملكة نبتة، وقال إن حسن إبراهيم الشهير ب (حسونة) الذي توفي في العام 1924م هو من وضع اللبنة الأساسية لفن الطمبور، حيث لم تشهد تلك الفترة دخول الآلات الشعبية، وكان الأداء على طريقة الإنشاد المعروفة، وأشار إلى أن من نظم الفرق والآلات في أغنية الطمبور هو عبد الرحمن بلاص في العام 1959 كقفزة نوعية لأغنية الطمبور، تلتها قفزة أخرى قادها الفنان عثمان اليمني الذي استخدم شعراً له أعماق تاريخية بعيدة في شكل رميات، كنقلة نوعية في شكل التراث، وذكر الأستاذ محمد عبد الله التوم أن الشعر في منطقة الشايقية له (21) شكلاً من حيث العنوان والمضمون، وذكر منها على سبيل المثال أشعار (التربالة - المديح - العمل - السيرة - الرواويس - الساقية – الحصاد). أما مدير منتديات الطمبور المهندس غالب أحمد الرشيد فقد قدم شرحاً وافياً عن المنتدى وتطوره وما يقوم به من أدوار للتوثيق لأغنية الطمبور وكلمات الأغاني، مشيداً بالدور الذي يلعبه شعراء وفنانو الطمبور في مد المنتدى بكل ما يسهم في دفع جهود التوثيق. من جهته قال د.راشد دياب إن احترام الثقافات بمختلف ألوانها يقود إلى تطور الدول، ودعا إلى أن تجد الثقافة أولوية عند الدولة من هذا المنطلق، وأعلن راشد دياب عن احتفاء المنتدى الأحد المقبل بالبروفيسور إبراهيم الصلحي، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه في التعريف بالثقافة والأدب السودانيين على مستوى العالم، داعياً إلى الاحتفاء بكل المبدعين والعلماء في جميع أنحاء السودان. وأوضح المهندس عبد العزيز الجنيد أن فن الطمبور يسير بوتيرة متصاعدة مقارنة بالفنون الأخرى خاصة فن الوسط الذي قال إنه يمر بمراحل ارتقاء وهبوط، وطالب بدارسة الأسباب التي أدت إلى التصاعد المستمر في فن الطمبور كتجربة رائدة، ووجه نقداً لاذعاً للنقاد السودانيين واصفاً الخطاب النقدي في السودان بالمتخلف وأنه لا يرتقي إلى مستوي الإبداع، كما دعا فناني وشعراء الطمبور الشباب إلى المحافظة على فن الطمبور. وتخلل الليلة العديد من الفقرات الشعرية والغنائية شارك في تقديمها الشاعر د.كامل عبد الماجد، الشاعر الفاتح إبراهيم بشير، والمطربون عبد الرحمن الكرو، وحافظ الباشا، ومحمد مضوي. كما افتتح الفنان إبراهيم الصلحي والأستاذ عوض الله حسين المعرض التشكيلي الجماعي الذى أقيم بالتعاون مع منظمة صدى المواهب الثقافية للمعوقين حركياً، وعُرضت في المعرض لوحات فنية من أعمال الفنانين التكشيليين عثمان عوض الله حسين، والنبوة عثمان عوض الله حسين، وميناس محمد عيسى إيدام، وقامت المنظمة بتكريم الأستاذ عوض الله حسين والد الأستاذ عثمان، ومركز راشد دياب للفنون، والفنانين الذين شاركوا في المعرض. وفي كلمة له أثناء افتتاح المعرض أشاد بروفيسور إبراهيم الصلحي بالدور الذي يلعبه مركز راشد دياب للفنون في تحفيز ورعاية الإبداع والمبدعين وإنعاش الحراك الثقافي والفني في السودان.