ساعات معدودة ويدخل هلال السودان مباراته المصيرية امام الصفاقسي التونسي في اياب الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الافريقي، الكونفدرالية، بام درمان.. ويحتاج الازرق للفوز بهدفين نظيفين حتى يضمن العبور الى النهائي في هذه البطولة لأولة مرة.. وكم هي معادلة صعبة ومعقدة تلك التي يتطلع بطل السودان للتوفيق فيها.. الصعوبة تكمن في ان الهلال تعرض لمواقف حرجة خلال كل المباريات التي خاضها مؤخراً في البطولة الافريقية سواء ابطال الدور او الكأس في ملعبه.. ولعل مواجهة فريق في حجم الصفاقسي صاحب الامكانيات الكبيرة والنجوم المتميزين من شأنه ان يضاعف من صعوبة اللقاء.. اننا وعندما نتحدث عن صعوبة المباراة نتذكر المشاكل الدفاعية التي عانى منها الازرق في الادوار المختلفة هذا العام بداية من الاهتزاز في حراسة المرمى ومروراً بغياب التركيز بين قلبي الدفاع سواء سامي ويمبا او ديمبا ومساوي وحتى علاء الدين يوسف.. وبمراجعة سريعة للمباريات التي خاضها الازرق نجد ان شباكه اهتزت امام فرق تعد هي الاضعف في القارة اذا ما قارناها مع الصفاقسي التونسي.. وهنا نتذكر جميعنا كيف ان الاخطاء والهفوات الدفاعية هي التي تسببت في وداع الفريق للدور الثاني في رابطة الابطال امام الاسماعيلي بام درمان تحديداً.. تذكروا معي كيف هز لاعبو افريكا سبورت العاجي شباك المعز في الدور الأول.. وراجعوا الطريقة التي سجل بها محمد حمص هدف الفوز للدراويش..؟!! وفي مرحلة المجموعات ارتبك الدفاع الازرق امام دجوليبا المالي وقبلها امام الجيش النيجري الذي يُعد من أضعف الفرق التي لعبت في الخرطوم منذ سنوات.. وقارنوا وفكروا في الحال الذي سيكون عليه دفاع الهلال امام الصفاقسي غداً..؟؟!! حتى ولو راجعنا مباريات الهلال في الدوري الممتاز سنجد ان الهفوات التي يتم تداركها تمضي بدون اي تأثيرات سواء من جانب الجماهير او الاعلام او حتى الجهاز الفني للفريق الذي فشل على مدار الشهور التي تولى فيها الامور في معالجة تلك الثغرة الكبيرة الموجودة في قلب الدفاع الى جانب السقطات المتواصلة للحارس المعز محجوب.. فريق الصفاقسي يختلف كثيراً عن كل الفرق التي قابلها الهلال خلال هذا الموسم سواء في الدوري الممتاز او بطولة الاندية الابطال الافريقية او كأس الاتحاد بداية من كابس يونايتد في الدور الثاني مكرر، او حتى في دوري المجموعات الذي تصدر فيه ازرق السودان مجموعته بجدارة.. المباراة مهمة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ واعتقد ان الاسرة الهلالية بداية من الاعلام ومروراً بمجلس الادارة والجهاز الفني واللاعبين والجماهير مطالبون بالتعامل معها بالحجم الحقيقي لها الذي يؤكد أول ما يؤكد أنها صعبة وتصل في صعوبتها لمرحلة الخطورة.. الحذر واجب يفرض نفسه على اللاعبين داخل الملعب وليعلموا بأن هذه الفرصة لا ولن تتاح لهم في القريب العاجل.. والفرصة التي نقصدها تتعلق بألاقتراب من الفوز بالكأس وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره لمدة زادت عن الثمانين عاماً.. انها مباراة لاعبين في المقام الأول وقبلها يطل دور الاعلام الذي نتمنى الاّ يحاول التقليل من اهمية اللقاء او الاستهتار بالفريق المنافس الذي نعرفه ويعرف جميع عشاق الكرة مكانته المرموقة على المستويين القاري والعربي.. الجمهور يجب عليه ان يقوم بدوره تجاه اللاعبين منذ صافرة البداية وحتى نهاية اللقاء بعيداً الدور المعتاد الذي عُرف به والمتمثل في الاكتفاء بالمشاهدة.. ولنا عودة بإذن الله لهذا الموضوع في يوم اللقاء غداً للمزيد من التوضيحات.