ينظر السواد الأعظم من عشاق الهلال لمباراة فريقهم اليوم أسمام الصفاقسي في ذهاب الدور نصف النهائي ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي على انها سهلة وان الفوز بنتيجتها سيكون في متناول أقدام (نجوم الازرق) لاعتقادهم الخاطئ وتفكيرهم العاطفي الذي يؤكد لهم ان لاعبي الصفاقسي لن يختلفوا في ادائهم عن ذلك الاداء الجنائزي الذي ظهر به فريقا الاتحاد مدني والميرغني كسلا امام الازرق في الدوري قبل ايام..!! وذلك الاعتقاد بالجد خاطئ على الاقل ولو من باب ان اي فريق من دول شمال افريقيا، ومهما كانت الدرجة التي ينتمي اليها، يكون أقوى وأفضل من الهلال والمريخ.. ولعل تلك الحقيقة لا تحتاج لأي اجتهاد او تعب لإثباتها.. الي جانب ان الهلال واللاعب السوداني لم ولن يعرف طريقة للثبات في المستوى.. فهو يوم في السماء.. ويوم آخر في اسوأ حالات التواضع.. اننا نتمنى فوز الهلال.. لكن هل يا ترى ان الكرة والنتائج فيها تتحقق بالامنيات فقط..؟! وهل يا ترى ان الفريق المنافس سيقف مكتوف الايدي وهو يعرف قبلنا مواطن الضعف والقوة في الفريق الهلالي والتي يعلمها حتى المتفائلين من شعب الهلال سواء ذلك الذي يمارس التشجيع علي صفحات الجرايد او في المدرجات..!! دفاع الهلال ضعيف.. ضعيف.. ضعيف.. وذلك الضعف والهوان ظهر في المباريات المتواضعة امام المنافسين الاكثر تواضعاً في الدوري.. وحملته لنا مباريات الفريق الثلاث التي لعبها في الدور ربع النهائي خاصة بام درمان والتي شهدت اهتزاز الشباك امام الجيش النيجري أضعف فرق الكونفدرالية علي الاطلاق في هذا الموسم وبهدفين..!! وذلك الضعف الذي فشل المدرب الصربي ميشو في ايجاد حل ناجع له علي مدار الشهور التي عمل فيها مدرباً للفريق سيطل بلاشك برأسه في لقاء اليوم امام الصفاقسي الذي يعرف لاعبوه الاجابة علي السؤال الصعب: من اين تؤكل الكتف..؟!! وحذاري من معرفة لاعبي الصفاقسي بتلك الاجابة والتي تعني بأننا علي موعد جديد لسقوط وخسارة بنتيجة كبيرة تعيدنا الي مربع الهزائم الشهيرة.. المباراة اليوم تحتاج أول ما تحتاج للتركيز والذي يمكن ان يتعامل به اللاعب السوداني لدقائق معدودة ولن نستبعد ان يدخل لاعبو الازرق، بعد مرحلة التركيز، الي مرحلة الانهيار والتي تابعناهم غير مرة وهم يغوصون بداخلها في اكبر المباريات سواء مع انديتهم او المنتخبات في البطولات الدولية افريقياً وعريباً.. اذن فالهلال يحتاج للحظ حتى نضمن استمرار لاعبيه بتوافق مع الصفة المسماة مجازاً تركيزاً..!! الثبات الانفعالي وعدم التأثر بالمتغيرات التي ستطرأ علي النتيجة علي مدار الشوطين.. وتلك الصفة الاساسية يمكن ان تتوافر للحظات.. وبذات المستوى يمكن ان ينهار كل افراد الفريق في لحظة ويأتون بتصرفات تتسبب في اختلاط الحابل بالنابل وبالتالي الانهيار والسقوط بالطريقة التي لا نتمناها..!! اننا لا ولن نشك في ان المدرب سيضع الخطة المناسبة للمباراة وبالطريقة التي تضمن لبطل السودان الخروج بالنتيجة الايجابية التي تسهل من مهمته في لقاء الاياب الحاسم بام درمان.. لكن هل ياترى ان لاعبي الازرق يستطيعون تطبيقها بذات التفاصيل ويلتزمون بها ام اننا سنتابعهم يفعلون ما يأتي علي هواهم بعد دقائق معدودة من بداية اللقاء..؟!! المباراة صعبة بكل ما تحمل الكلمة من معاني مرئية وخفية.. والفريق المنافس قوي وخطير.. وربما يكون التحكيم من الاشياء اتي يجب علي لاعبي الهلال التحسب لها بذات درجة تحسبهم للفريق المنافس حتى لا نأتي ونتباكى على تواضع وتراجع مستوى الحكام الافارقة. كل الامنيات بالتوفيق لهلال السودان.. ولنا عودة.