{ وكما نفعل كل عام تعودنا وأسرتي أن نشتري خروف العيد بإجماع وموافقة كل الأطراف، حيث أننا نذهب في (فسحة جماعية) نادرة الحدوث حتى لكأنها أصبحت بالنسبة لنا كالظاهرة الكونية، نجوب الساحات ونمسكها من الكوبري ونقطع أم درمان وبحري والخرطوم حتى نجد خروفاً تتوفر فيه الصفات التي تجعله خروفاً «مدنكل» تبدو كل وظائفه الحيوية مائة بالمائة، مما يدل على أننا موعودون بمرارة تجنن وشية تجيب الرايح. لكن أكثر ما كان يزعجني في هذه الرحلة الموسمية (نقة) أصحاب الخراف وإصرارهم على الوقوف لدرجة أن بعضهم (يتشعبط) في العربية ويحلّفك على النزول، وبعضهم يظننا رايحين وللا من أولاد المصارين البيض وهو يذكر محاسن الخروف النظيف المربى في عز، ويقرب كده يقول لينا شوفوا لونه قريب من (الفوشيا)، لكن على مين، ونحن نحاول أن نبدو مفتحين وعارفين الخروف ود الخرفان، رغم أن أبنائي لا يعرفون الفرق بين التيس والغنامية!! المهم إننا هذا العام أردنا ألاّ نقطع العادة وخرجنا بحثاً عن الخروف، لكن أول ما لفت نظري أنه ما أن توقفت العربة وساعتها كعادتي لم أنزل زجاجها لأنه عادي ممكن واحد يدخل رأسه جوّه أو ممكن يدخل رأسه ومعاه رأس الخروف لزوم الفرجة وكده. ما أن توقفت العربة إلا ولاحظت أن أصحاب الخراف كل واحد واقف في محله في «أنفة» عجيبة، وكأن الواقفين ديل زي الواقفين جنبهم من قبيل، وهم ينظرون إلينا نظرات في معناها المحتاج يجي للتاني، وبما أننا فهمنا النظرات قلت لأبو العيال: أسأل كدي من الخروف «البيج» الواقف ده، وكأن الخروف قد فهم أنه المقصود «بطلب يده» أقصد بشرائه، فالتفت بكلياته وبمنتهى الأنفة في الاتجاه الآخر ليقول صاحبه ده ب (750) جنيها، وكأنه قد اكتسب هذا اللون من تربيته على شواطئ هاييتي. وبسؤالنا عن آخر قيل لنا إنه بمليون، حتة واحدة، لأنه ده تحديداً اسمه «الهمر»، هذا الهمر الذي لم تنفد منه سلعة بدءاً من العربات والثياب والكريمات والعطور وحتى الخرفان، ولو قريب ده واحدة سمت بنتها الهمر ما في زول برفع حاجبيه من الدهشة. المهم في الموضوع إننا قد عدنا إلى البيت في انتظار أن نشد الرحال غداً إلى باحات الخرطوم وساحتها بحثاً عن «سي السيد» الخروف الذي اتعذر وادلع عشان بالغنا في ريده، وكمان حنبالغ في أكله، لأنه ما جاش بالساهل، وأنا شخصياً سأرفع على كل حلة أطبخها يافطة مكتوب عليها (الجوّه ده مش ورث، ده جاء بخلع الضرس). { كلمة عزيزة وأخيراً أطل أبو عركي على معجبيه ومشاهديه وفك عن نفسه حصاراً رهيباً اعتزل من خلاله الحفلات الجماهيرية والاستضافات البرامجية حارماً بذلك جيلاً بأكمله من الاستمتاع بالروائع التي قدمها. لكن أظن أن أبو عركي بكل ما يحمله من خزائن إبداع، لم يصل أحد حتى الآن إلى مفاتيحها، قادر أن يواكب النقلة الزمنية التي ستجعله يغني لجيل هو مختلف بكلياته عن الأجيال السابقة في تركيبته النفسية وأطروحاته السياسية وفهمه للأشياء. عموماً أنا بالجد سعيدة لعودة أبو عركي التي أرجو ألا تنقطع ليظل مواصلاً في عطائه ليرفد مصب الإبداع بأجمل الكلمات وأعذب الألحان! { كلمة أعز أرفض وأعترض بشدة أن يحاول البعض «سجن» الفنانة ندى القلعة في أغنيات الحماسة فقط وهي التي تجيدها وتبدع فيها؛ لأن ندى أيضاً في الأغنيات العاطفية صاحبة صوت معبر وجزيل المشاعر، واسمعوها وهي تغني: «قلت ليك سيب الغرام يا قلبي ما سمعت الكلام»!!