في حوار طويل أجرته معه جريدة «ذي جارديان» اللندنية في عددها الصادر أمس (الإثنين) الموافق 22 نوفمبر الجاري، قال زعيم حزب العمال الشاب «إد ميليباند» إن حزبه سوف يسلك الطريق الشائك الصعب للعودة إلى السلطة. وكان حزب العمال قد خسر الانتخابات العامة التي أُجريت مايو الماضي، فسقطت حكومته التي كان يقودها «جوردون براون»، وكان حزب العمال يحكم بريطانيا في الفترة من عام 1997م حتى مايو الماضي، وفي البداية تولى رئاسة الحكومة توني بلير ثم أعقبه في عام 2007م جوردون براون. وبعد سقوط الحزب في انتخابات مايو الماضي كان طبيعياً ومنطقياً أن يتنحى براون عن زعامة الحزب، ليخلفه إد ميليباند وكان ينافسه على الزعامة شقيقه الأكبر. وفي الحوار قال إد ميليباند إنّه يعمل للتغيير وهو تغيير عميق مثل ذلك الذي حدث عام 1994م. وقال إن العالم من حولنا تغيّر كثيراً لكننا كحزب لم نتغير كما ينبغي أو أننا لم نتواءم مع تلك التغييرات. ورداً على منتقديه بأنه لم يحقق شيئاً يُذكر منذ تقلُّده زعامة الحزب قبل حوالي شهرين، قال إد ميليباند: إن الطريق مازال طويلاً، وقال إنه سوف يحتك أكثر بالجماهير سعياً لفهم مطالبها ومعرفة اهتماماتها. ورفض ميليباند اتهامه بأنه منذ انتخابه زعيماً للحزب سبتمبر الماضي بدأ يميل نحو الوسط، وقال: إنني أثناء الانتخابات العامة في مايو الماضي كنت أقول: إنني سوف أتجاوز مرحلة حزب العمال الجديد، وكان ذلك صحيحاً أيام كنت مرشحاً، وهو صحيح الآن وأنا زعيم للحزب. ولقد ابتعدنا في الماضي القريب عن آمال الناس وعن تطلعاتهم، والواجب المُلح الآن هو أن نُقيم عدالة اجتماعية أكثر في الاقتصاد دون الاعتماد على فكرة دولة الرفاهية والرعاية الاجتماعية...والخ. ويجري الحوار كله على هذا النسق، هادئاً موضوعياً خالياً من الإسفاف والمهاترات والبطولات الوهمية وسائر ما نلاحظه في كثير من الحوارات التي تُجرى مع السياسيين السودانيين ومع العرب والأفارقة. وعندما يأتي الحوار مع زعيم المعارضة في بريطانيا بهذا الشكل الهادئ الموضوعي الوقور، فليس في الأمر عجب، فهناك ديمقراطية راسخة عمرها مئات السنين، وهناك نضج سياسي، وهناك بنيات أساسية في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد ارتكزت عليها تلك الديمقراطية، ولولاها لكان استمرارها مستحيلاً، وهناك الوحدة الوطنية، والرغبة الصادقة في الحياة المشتركة، وهناك حب الوطن. وإذا كان الطريق مازال طويلاً أمام زعيم حزب العمال وزعيم المعارضة في بريطانيا، فإنه بالنسبة لنا في السودان وفي إفريقيا والعالم العربي مازال أطول، أو ربما أننا مازلنا في بدايته.