دخلت عملية الاستفتاء على حق تقرير المصير إلى مرحلتها قبل الأخيرة؛ وهي المرحلة الحالية؛ مرحلة تسجيل الناخبين، التي انطلقت في يوم 15 نوفمبر الماضي وستستمر حتى نهاية الشهر الجاري، وقد أكد قانون استفتاء جنوب السودان لسنة 2009م على أن (سجل الاستفتاء) يقصد به سجل الاستفتاء الذي تعده المفوضية، ويضم الأشخاص الذين يحق لهم الاقتراع في الاستفتاء وفقاً لأحكام الدستور وقانون الاستفتاء، ولأهمية مرحلة التسجيل في الاستفتاء؛ قامت (الأهرام اليوم) بجولة في عدد من المراكز بالخرطوم بحري، وشرق النيل، التي من خلالها اتضح أن هناك ضعفاً واضحاً في عملية التسجيل. ومن خلال الجولة التي قامت بها (الأهرام اليوم) في الخرطوم بحري وشرق النيل؛ قال رئيس لجنة استفتاء الخرطوم بحري وشرق النيل، عبد الله محمد أحمد، إن الإجراءات الفنية للتسجيل تسير بصورة جيدة وبدون عراقيل، مبيناً أن الموظفين الذين يقومون بالعمل تلقوا جرعات تدريب على إجراءات التسجيل، مبيناً أن كل مركز تسجيل فيه (3) موظفين عبارة عن رئيس مركز وعضوين.. وأردف عبدالله أن هؤلاء الموظفين مهامهم فنية، وأوضح أن لجنة الخرطوم بحري وشرق النيل مكونة من (5) أعضاء، بينهم شماليان وجنوبيان، ورئيس اللجنة شمالي، مؤكداً أن اللجنة بها (18) مركزاً منها (6) مراكز بمنطقة بحري و(12) مركزاً بمنطقة شرق النيل، وأوضح عبد الله أنهم كلجنة تسجيل معنيون بجانب إجراءات التسجيل من الناحية الفنية، مبيناً أن الإقبال على التسجيل منذ بدايته في اليوم الأول بدأ ضعيفاً ولكنه بدأ يزيد يوماً بعد يوم، وقال عبد الله إن إقبال المواطنين على التسجيل كان ضعيفاً، حيث كان التسجيل لليوم الأول في منطقة الخرطوم بحري وشرق النيل (168)، وفي اليوم الثاني كان (108)، وفي اليوم الثالث ارتفع إلى (269)، وفي اليوم الرابع (199)، واليوم الخامس (142)، وفي اليوم السادس بلغ عدد المواطنين الجنوبيين المسجلين في منطقة الخرطوم بحري وشرق النيل (273)، وبخصوص ترحيل المواطنين من أماكن سكنهم إلى مراكز التسجيل؛ قال عبد الله إن مفوضية استفتاء جنوب السودان هي جهة محايدة وليست معنية بترحيل المواطنين. وبخصوص الصيوانات التي انتقد وجودها بالقرب من مراكز التسجيل عدد من المواطنين؛ قال عنها رئيس لجنة استفتاء الخرطوم بحري وشرق النيل عبد الله محمد أحمد إن الصيوانات يجب أن تكون بعيدة عن مراكز التسجيل، وأضاف: “يجب أن تبعد عن المركز بحوالي (100-150) متراً”، وبخصوص العريفين، قال إنه غير مسموح للعريف أن يتخذ قراراً، وأردف: “لكن مهمتهم تكمن في أنهم إذا احتاجت لهم اللجنة يقومون بمساعدتها”، وزاد: “إن القرار النهائي يكون عند اللجنة وليس عند العريفين”، مبيناً أن جميع العريفين من سلاطين القبائل الجنوبية. وعلى الرغم من أن هناك شروطاً لمراكز الاستفتاء تؤكد على أنه يجب أن يقع المركز في مكان يسهِّل على ذوي الحاجات الخاصة والمسنين الوصول إليه بيسر لممارسة حقهم في التسجيل والاقتراع؛ إلا أن (الأهرام اليوم) رصدت حالة من السخط لعدد من المواطنين أكدوا فيها على بعد المراكز عن أماكن السكن، وعدم وجود ترحيل إلى مراكز التسجيل، وفي هذا السياق قال مراقبا مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية (جعفر الحسن قمر ومحمد سيد أحمد) اللذان يراقبان لصالح مركز كارتر؛ قالا إن العمل في مراكز التسجيل بالخرطوم بحري وشرق النيل يسير بشكل جيد، ولم يرصدا مخالفات تذكر في سير عملية التسجيل. وقد نص قانون الاستفتاء على أنه يجب أن تعين المفوضية لجنة إعلام ونشر مستقلة ومحايدة تقوم بحملة إعلامية لتوعية وتعريف الشعب السوداني عامة وشعب جنوب السودان بصفة خاصة بإجراءات الاستفتاء التي يعتبر التسجيل من أهم مراحلها، ومن خلال الجولة اتضح أن هناك ضعفاً شديداً في الإعلام، وكشفت الجولة أن معظم المواطنين ليس لديهم علم بتسجيل الاستفتاء، وأرجعوا هذا إلى ضعف الإعلام والتوعية التي كان يجب أن تقوم بها مفوضية الاستفتاء، وفي سياق تعليقه على ضعف الجانب الإعلامي لمفوضية الاستفتاء؛ قال رئيس لجنة استفتاء الخرطوم بحري وشرق النيل عبد الله محمد أحمد إنه لاحظ ضعفاً في العمل الإعلامي الجماهيري، وأضاف أنه على الرغم من أنها مهمة المفوضية التي قامت بإخراج عربتين للإعلام الجماهيري طافتا على منطقتي بحري وشرق النيل لفترة يومين؛ إلا أنه اعتبر هذه الجولة والتغطية الإعلامية غير كافية، وكشف عن جولة قام بها رئيس المفوضية بروفيسور محمد إبراهيم خليل على مراكز التسجيل في الخرطوم بحري وشرق النيل، وخلال جولته طالب رئيس المفوضية بتكثيف العمل الإعلامي، مؤكداً أن لجنتهم قامت برفع تصور للمفوضية القومية للعمل الإعلامي. وفي المركز رقم (12) البركات، الذي يقع في منطقة الحاج يوسف بشرق النيل؛ قالت رئيسة المركز عفاف أحمد عثمان ل (الأهرام اليوم) إن التسجيل للاستفتاء بدأ بمساعدة عدد من السلاطين الجنوبيين الذين جاءوا كعريفين، وقالت إن التسجيل في اليوم الأول بلغ (15) شخصاً، وفي اليوم الثاني تمت زيادة عدد السلاطين العريفين إلى (4)، وفي ذلك اليوم فتح المركز عند الساعة 12 ظهراً لظروف العيد، وبلغ عدد المسجلين في ذلك اليوم (4) أشخاص، وفي اليوم الثالث الذي زارت فيه حكومة جنوب السودان المركز وبعثة مركز كارتر ووالي ولاية الخرطوم؛ بلغ عدد المسجلين (15) شخصاً، وفي اليوم الرابع الذي صادف يوم الجمعة بلغ عدد المسجلين (4) أشخاص، وفي اليوم الخامس بلغ عدد المسجلين (23)، وتوقعت عفاف أن تكون هناك زيادة في التسجيل في الأيام القادمة، مؤكدة أنه لا توجد إشكالات في إجراءات التسجيل وأن جميع الموظفين منسجمون ومتفقون في كل الأشياء ولا توجد إشكالات وخلافات، وأكدت أن هناك هدوءاً وانسياباً في العمل، موضحة أن العدد المستهدف للتسجيل في المركز هو (2700) مواطن ومواطنة. ومن جانبه قال رئيس اللجنة الشعبية ومراقب حزب المؤتمر الوطني بحي البركات بالحاج يوسف؛ علي أبكر عيسى، إنه لا توجد مشاكل في عملية التسجيل، مبيناً أن المركز يقع داخل الحي، وكشف عن تهديدات من قبل الحركة الشعبية لبعض المواطنين، وأردف أن الحركة توجه المواطنين بعدم التسجيل، واتهم علي أبكر الحركة بالطواف على المنازل بالحي ومن ثم القيام بتهديد المواطنين، مطالباً بضرورة تسهيل مهمة التسجيل للمواطنين، وأكد أن حي البركة وسط فيه حوالي (308) منازل والمواطنون المستهدفون به حوالي (1236) مواطناً الذين سجلوا منهم (65) فقط، وأضاف أن هناك جنوبيين قاموا ببيع منازلهم وهاجروا إلى الجنوب وبلغت منازلهم التي باعوها (35) منزلاً بالحي، وجدد علي أبكر مطالبته للسلاطين بالمساعدة في عملية التسجيل، ولكنه استدرك قائلاً: «لكن السلاطين فشلوا في تسهيل عملية التسجيل وحشد المواطنين للتسجيل لتحديد خيارهم في التصويت علاوة على تسهيل طريقة وصولهم إلى مراكز التسجيل»، مبيناً أن هناك إعلاماً متحركاً يطوف الأحياء وبلغات مختلفة، موضحاً أنه لا توجد مشاكل في المركز وأن الأوضاع طبيعية وكل المجموعة الموجودة بالمركز في حالة انسجام تام في العمل. وفي السياق قال السلطان العرِّيف بمركز البركات أجاك داو أقوص إن التسجيل يسير بصورة طيبة ولا توجد مشاكل في المركز، وأضاف أن المواطنين أقبلوا على التسجيل وأتوا من أماكن بعيدة بأرجلهم من أجل التسجيل، ونفى أن تكون هناك مشاكل في عملية التسجيل.