تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استعدادات مكثفة واقبال ضعيف بالخرطوم
هدوء في أول أيام الاستفتاء
نشر في الصحافة يوم 10 - 01 - 2011

وفي الخرطوم بحري،الذي بلغ عدد المسجلين فيه (3.229) ناخبا، بدأت عملية التصويت وسط استعدادات مكثفة واقبال ضعيف ،
وقال كباشي محمد مقبول ،المسؤول من المركز رقم 1204 ان عملية الاقتراع في يومها الاول سارت بصورة طيبة حيث بلغ عدد المسجلين بالمركز 414 ناخبا ،مبيناً ان(5) ناخبا فقط ادلوا باصواتهم حتى ظهر أمس وفي المركز رقم 1205 ابو حليمة قال محمد البشير الحسن رئيس المركز ان الاقبال خلاله كان ضعيفا اذا ادلى 4 ناخبون باصواتهم فقط من جملة المسجلين بالمركز البالغ عددهم 566 ناخب، وفي مركز شمبات اوضح رئيس المركز فيصل محمد علي ان عدد المسجلين بالمركز بلغ 190 ناخب فيما اقترع 11 ناخبا حتى ظهر أمس وفي المركز رقم 1200 بحري القديمة كان الاقبال احسن حالا حيث بلغ عدد المصوتين(59) ناخباً من 915 مسجلاً.
«الصحافة» زارت ( نادي كوبر ) والذي قيدته لجنة استفتاء الخرطوم بحري وشرق النيل بمركز بحري القديمة تحت الرقم (1200) ورغم ان الساعة وقتها كانت تشير الى الثانية عشر بعد منتصف الظهيرة الا ان عدد الذين ادلوا باصواتهم لم يتجاوز وقتها ال(70) شخصاً وذلك من بين 915 فردا بحسب قائمة المسجلين بالمركز.
وحين قدومنا للمركز في ذلك التوقيت لم يكن بالمركز الا افراد مفوضية الاستفتاء و المراقبين وسلاطين الجنوب وقوات الشرطة وكان المركز حينها خاليا من المستفتين تماما وبعد دقائق من الزمن قضيناها بالمركز اتى ستة من ابناء الجنوب ليدلوا بخياراتهم في صناديق الاقتراع ،فقال لنا مدير المركز بان الاقتراع بالمركز بدأ منذ الثامنة صباحا بحسب التوقيت الذي اعلنته المفوضية .
ووسط سعادة كانت تبديها كل تفاصيل وجهها قالت نانديت الطالبة بمدرسة الشيماء بحري بعد ان ادلت بصوتها ،انها من قبيلة الدينكا ،وتحديداً من مدينة رومبيك، ولدت وترعرعت في شمال السودان وساجلس هذا العام الى امتحانات الشهادة السودانية ومن ثم ساقدم للدراسة باحد جامعات الجنوب ،في اشارة منها بانها تبيت النية بالرحيل تركناها واتجهنا صوب ماركو ملوال اجاك الذي كان واضحا من اثر ذرات التراب التي تناثرت على ثيابه انه اتى للتو من مكان عمله ليدلي بصوته ،وقال انه اتى ليمارس حقه الدستوري ،لكنه تحفظ عن الاجابة عندما سألناه اذا ما كان من انصار الوحدة او الانفصال ،وعما اذا كان سيذهب الى الجنوب عقب الاستفتاء قال انه لم يقرر بعد ولكنه بالتاكيد سيفقد فرصة عمله بالشمال ،ومع انه لايعمل في مؤسسة رسمية بحسب حديثه، ويعتمد على اليوميات التي يحصل عليها من( الاعمال الحرة )، بيد انه عاد وأكد ان خيار البقاء صعب وكذلك الرحيل عن الشمال امر لا بد منه .
تحركنا صوب منطقة الحاج يوسف قاصدين مركزالبركة جنوب مربع ( 4) وفي مدخل مدرسة بلال بن رباح الاساسية بنات بالحاج يوسف وجدنا بعض البائعات اللاتي كن يجلسن داخل المدرسة وقد حزمن اشياءهن في رحلة العودة الى المنازل وداخل المدرسة التي كانت اغلب جدرانها منهارة كان مجموعة من اطفال المدرسة يلهون في ساحة المدرسة ،حيث ان اليوم الدراسي بالمدرسة يسير بشكل طبيعي رغم ان المدرسة حددت مركزاً للاستفتاء رقم (1213)، وقال رئيس المركز مختار عبد الخالق ان العدد المسجل للتصويت 710 شخصاً ،وبلغ عدد الذين صوتوا حتى بعد ظهيرة الامس، 115 ناخباً ،واكد عدم وجود اي عقبة تذكر تواجه العملية الا انه اشار الى ان احد الناخبين كان قد اتى للمركز بدون بطاقته الانتخابية وتم ارجاعه ليعود ثانية بعد اكتمال اوراقه،بالاضافة الى ان احدهم جاء الى المركز عن طريق الخطأ وتم توجيهه الى المكان الصحيح ونفى سقوط اي اسم من كشوفات المسجلين بالمركز .
وفي صفوف الناخبين تحدثنا الى مجوك الذي قال ان الامر بكامله صعب ولكنه بات واقعا ،وعلينا ان نحدد مصير جنوب السودان ،وسألناه لماذا انت باق في الشمال فاجاب لانه لايمكنه التصويت الا هنا ،وخلال الايام المقبلة سيعود الى الجنوب حتى يضمن حقه وافراد اسرته، ومضى في الحديث ليقول ان ابناءه لاتروق لهم فكرة الرحيل الى الجنوب وطالبوه بالبقاء في الشمال حتى يتمكنوا من اكمال تعليمهم بسلام وعن نفسه لم يحدد موقفه من البقاء في الشمال اوالرحيل الى الجنوب .
واثناء خروجنا من المركز التقينا بالمواطن فضل المولى بيِِن فضل المولى التقيناه اثناء خروجه من مركز الاقتراع بعد ان ادلى بصوته تحدثنا اليه فقال انه من ابناء اعالي النيل من مدينة ملكال وبدأ حديثه بالتأكيد على بقائه بالشمال فقال لقد فقدنا اموالنا ومنازلنا وابقارنا فلماذا نذهب الى الجنوب وقد استقر بي المقام والآن امتلك منزلا بالخرطوم التي آوتنا في زمن الحرب ،وتحدث عن امل الوحدة وبضرورة ان يبقى الجنوب متحدا مع الشمال ورفض الحديث عن واقع الانفصال متجها بالحديث الى ابنائه الذين قد سبقوه الى مراكز الاقتراع مقترعين للوحدة .
وكانت المتحدثة الرسمية باسم مفوضية استفتاء الجنوب قد اعربت عن مضي اجراءات الاقتراع بمراكز ولاية الخرطوم بسيرها حسب الخطة التي وضعتها المفوضية وقالت سعاد ابراهيم عيسى (للصحافة)انه ومن خلال جولتهم بالمراكز والتي كان من ضمنها نادي كوبر قد وقفوا على سير عملية الاقتراع والتي تسير بسهولة ويسر بدون تدخلات او املاءات مما يدلل بان الاستفتاء سيكون شفافا ونزيها واكدت بان المفوضية ، قامت بالاعداد الصحيح ،لافتة الى ان التقارير والاحصائيات الواردة من الولايات الشمالية تشير الى اقبال كبير على مراكز الاقتراع خاصة في جنوب دار فور وكردفان .
وخلال وجودنا بالمركز كان مدير شرطة محلية شرق النيل يتفقد سير العمل بالمركز هذا بالاضافة الى وفد اجنبي تابع الى السفارة النرويجية كان يطمئن على سير الاوضاع في مراكز الاقتراع .
وكان رئيس مفوضية الاستفتاء البروفيسور محمد ابراهيم خليل قد قام بزيارة لثلاثة مراكز بمحلية شرق النيل وهي مركز المغاربة ومركز البركة جنوب ومركز نادي كوبر واطمأن على سير اجراءات الاقتراع وبحسب مصدر من المفوضية انه وحتى الساعة الرابعة مساء كان قد ادلى 32 شخصاً من جملة 480 ناخب بمركز المغاربة ومن جملة 915 شخص بمركز كوبر كان قد اقترع تسعون شخصا وكانت الساعة حينها تشير الى الثانية عشر والنصف ظهرا، وكان رئيس المفوضية قد صرح اثناء تواجده بمركز كوبر بان المفوضية ستدرس خيار تمديد زمن الاقتراع من الخامسة الى السادسة مساء بعد ان تلقى تنويراً حول وجود صعوبات في تمكين العاملين بالادلاء باصواتهم بعد انتهاء دوام العمل الامر الذي يحتم اضافة بعض الوقت الذي من المقرر ان تصدر المفوضية قرارا بشأنه ،لافتاء الى ان البداية تشير الى ان العملية تمضي بصورة جيدة وبدون تشويش وان الاحصائيات الواردة من جنوب السودان تؤكد مضي العملية قدما ووسط اقبال كبير من قبل الناخبين مبينا ان هذا يعكس المجهودات الوافرة التي بذلتها المفوضية خلال الفترة الماضية .
مراكز الاستفتاء بأم درمان.... الهدوء سيد الموقف
الهدوء الذي ربما تتبعه العاصفة التي بدت بعيدة في صباح امدرمان امس والناس تمضي لاداء اعمالها اليومية وفي القلب بعض من الخوف وآخرون يمضون نحو صناديق الاقتراع من اجل رسم خطى المصير لوطن في مقبل ايامه وحدة كانت ام انفصالا العبارتان اللتيان حركتا اتجاه الشارع الذي بدا خاليا على غير العادة ، حيث بدأت عملية الاقتراع وسط حضور ضعيف له مسبباته مع استمرار للعملية من قبل المفوضية والمراقبين المحليين والدوليين وغياب ملحوظ للقوى السياسية داخل مراكز الاقتراع الامدرمانية التي ذهبت اليها (الصحافة).
جولتنا ابتدرناها من منطقة قوز السلام خلف سوق ليبيا ،حيث اكد رئيس المركز ،محمد سعيد حسين ان الهدوء يسود العملية التي بدأت منذ الصباح الباكر وبحالة من التعاون بين كل اطرافها ،ووصف الاقبال بانه لا بأس ، مبيناً عن عدد المقترعين الذي بلغ 66 ناخباً وهو رقم يبدو منطقيا في اول ايام الاقتراع من مجمل عدد المسجلين 514 ناخباً وبدا حسين،سعيداً بمساهمة ابناء المنطقة في تسهيل العملية، مبينا ان المراقبين الخمسة المتواجدين مستوعبون لدورهم.
ولاحظت (الصحافة) تنوير الموظفين للناخبين لاتمام العملية بطريقة صحيحة، الى جانب تواجد الشرطة ما ادى الى استقرار الامن، وهذا ما اكده المراقبون الذين التقتهم «الصحافة»
وفي منطقة ود البشير ،مركز السريحة رقم 51، بدأت اصوات الطالبات والمعلمين التي تنبعث من احد المدارس تعلوا على اصوات مركز الاقتراع الذي بدا خاليا من الناخبين في اليوم الاول ، واكد رئيس المركز اجو مجوك هدوء الاوضاع في بداية العملية وانه لم تواجههم أية صعوبة تذكر ،مشيرا للتعاون ما بين المتواجدين في المركز والذي يبلغ عدد المسجلين الذين يحق لهم التصويت فيه 223 ناخباً حضر منهم حتى منتصف نهار أمس 28 ناخبا ،وعقد اجوك مقارنة بين اليوم الاول للتسجيل واول ايام الاقتراع ،وتوقع ان يصوت جميع المسجلين حتى قبل ان تنتهي الفترة المحددة للاقتراع.
ورصدت «الصحافة» وصول وفد من جامعة الدول العربية ،الى المركز باعتبارها احد الجهات المراقبة للاستفتاء ووفد آخر لمجلس الكنائس العالمي،لكنهم غادروا بسرعة بعد ان اطمأنوا على سير العملية .
وأكد احد المراقبين التابعين لمركز الخاتم عدلان للاستنارة ،ان العملية حتى الآن تمضي بشكل سلس ودون عوائق ،ووفق ما جاء في قانون الاستفتاء ،ووصف المركز بانه نموذجي، وقلل من اهمية عدم الاقبال في اليوم الاول، متوقعا مزيدا من الاقبال في الايام المقبلة، وقبل خروجنا من المركز سألنا احد افراد الامن وتحديدا من الشرطة في سير الامور ،وشدد على انها هادية وتمضي دون عوائق،و لم نخرج من مركز السريحة حيث التحالف مابين مفوضية الاستفتاء ومدرسة الشهيد عبيد ختم سألنا بعض الطالبات عن موقفهم من الزائرين الجدد وهل يعطلون مسار اليوم الدراسي، قالن ان يومهم الدراسي يمضي بلا توقف.
قبل ان نغادر المركز جاءت احد الناخبات امرأة في عقدها الخامس .. مضت في الاجراءات دون معوقات لتمضي الى خلف الستارة تضع خيارها الذي لم نعلم في الصندوق ..الا ان ابتسامتها وهي تغادر المركز حاولت من خلالها اخفاء حالة الخوف من القادم الذي يسيطر على الجميع ، استجابتها لتوجيهات رئيس المركز بالاحتفاظ ببطاقتها في انتظار جولة قادمة بدت وكأنها الغاء لحديث الكثيرين حول ان النتيجة محسومة بميلاد بلدين في السودان.
الا ان حالة الخوف بدت واضحة في نقطة اخرى غير بعيدة عن مركز الاقتراع ، وتحت ظل (المسجد ) في منطقة دار السلام تكومت مجموعة من الاثاثات للباحثين عن رحلة المغادرة بفعل الخوف من ابناء الجنوب ،رحلة استطال امد الانتظار فيها لمن يحملهم نحو الدنيا الجديدة بين لهيب الشمس ولسعات البرد القارص جلست مجموعة منهم رفيقهم الامل ومعه الدموع التي لم تظهر على العيون ولكن بدت واضحة في حديثهم (للصحافة) وهم يقولون ان رحلة الانتظار طالت والقادم غير معلوم العواقب فهنا عاشوا وهنا عرفوا كل شئ هكذا عبرت تريزا قبل ان تضيف سريعا لن تغادر الشمال وانما وجودها هنا من اجل الوداع وكانها تستعير المثل السوداني (المقدم ما موصل) واضافت ان الكبار هم المسافرون ،اما نحن فسنظل هنا ولن نسافر الى الجنوب وحول مشاركتها في الاستفتاء قالت انها لن تشارك لانها غير مسجلة ولان كل الذي يحدث لا يعنيها من قريب او بعيد فهو خيار الساسة وهم مسؤولون عنه، ما قالت به تريزا بان هذا عمل اهل الساسة بدا واضحا في اول تجمع في دار السلام نفسها تجمع ضم شماليين وجنوبيين يواصلون حياتهم العادية وكانه لم يحدث شئ يجعلهم يعطلون رحلة البحث عن لقمة العيش الشريفة .
الخرطوم. . الحياة عادية والإقبال وسط
وفى منطقة الكلاكلة بدأت الحياة عادية تماماً، والحركة فى الشوارع افضل من وسط الخرطوم، وسألنا أكثر من مرة حتى عثرنا على مركز الاقتراع ب «نادى القلعة» المركز رقم «1314» ، وعند مدخل المركز كانت شرطة تأمين الاستفتاء حاضرة، فى الوقت الذى كان فيه المركز شبه خالى من الناخبين، وقال ل «لصحافة» رئيس المركز البخارى محمد عثمان ان الأقبال جيد وان الأوضاع مستقرة ولايواجهون اى مصاعب فى العملية.
وأبان البخارى ان عدد المسجلين بالمركز«635» ناخبا، «6» مراكز تم الغاؤها من القائمة وتم توضيح ذلك فى كشوفات الناخبين والتى تم نشرها فى المركز وأصبح العدد «629» ناخبا، وكشف انهم استلموا «700» بطاقة اقتراع، والمركز فتح أبوابه منذ الثامنة صباحاً وان جميع المواد المطلوبة متوفرة تماماً، واشار الى ان أول ناخب جاء الى المركز حوالى الثامنة والربع صباحاً.
وبلغ عدد المسجلين حتى منتصف النهار «55» ناخبا بمركز القلعة بالكلاكلة، وأوضح البخارى ان الناخبين فى الغالب يأتون فرادى ولاتوجد اى جهات تدفعهم الى صناديق الاقتراع.
وفى مركز القلعة التقينا بعائشة ابراهيم زيدان عضو مؤسسة بلادى والتى تعمل على تهيئة المواطنين والمشاركين فى عملية الاستفتاء الى تقبل النتيجة مهما كانت خاصة بعد ان أصبحت كل المؤشرات تتجه للانفصال، وقالت ان المؤسسة عبر لجانها فى الأحياء بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة تركز على أمكان تجمع الجنوبيين وتهيئتهم لتقبل النتيجة.
ومن الكلاكلة توجهنا الى منطقة «الرشيد» بمحلية جبل اولياء بعد ان دلنا احد المراقبين الى مركز استفتاء بالمنطقة، ولكن عند وصولنا سألنا أكثر من مواطن فأبدوا استغرابهم وعدم علمهم بوجود أى مركز فى الحى، بل اغرب من ذلك بادرنا احد المواطنين بسؤاله بعد ان عرف هويتنا «العملية دى فى الجنوب البجيب المراكز هنا شنو»، ولحسن الحظ وجدنا احد أفراد الشرطة فأوضح لنا ان المنطقة لايوجد بها مركز للاقتراع وانه تم دمجها مع مركز الشهيد ابراهيم شمس الدين بمنطقة العباسية بجبل أولياء.
ومن «الرشيد» توجهنا الى منطقة «دار السلام» أكبر مركز بولاية الخرطوم وهذه المرة لم نسأل بعد ان رافقنا احد سكان الحى الى مركز الاقتراع فكان الأقبال واضحاً منذ وصولنا الى أبواب مركز الاقتراع وقال رئيس المركز نور الدين محمد عمر ل «الصحافة» ان مركز الفتح شرق يعد من أكبر المراكز بولاية الخرطوم حيث بلغ عدد المسجلين «1035» ووصف الأقبال بالمكثف، وأوضح ان عدد الناخبين وصل حتى الساعة الثانية بعد منتصف نهار أمس الى اكثر من «150» ناخبا، وأكد ان العملية تمضى بصورة طيبة، واشتكى عمر من البطء الذى صاحب عملية التصويت وقال «يستغرق اغلب الناخبين خمس دقائق وبعضهم يزيد» ، وأرجع ذلك الى انتشار الأمية بين سكان المنطقة ، وأشار الى ان بعضهم يطلب المساعدة فى عملية التصويت، وعزا عمر الأقبال المكثف للمواطنين منذ اليوم الأول الى جهود السلاطين بالمنطقة، واستهجن عمر غياب العريفين من مراكز الاقتراع ،وقال لا نملك أى حق لاعتراض اى شخص من الادلاء بصوته حتى وان كان شماليا بعد ان سمحت المفوضية بالتصويت لكل من يحمل كرت اقتراع مطابق لأرقام المركز ودون اثبات للشخصية.
ومن تجمع قرى دار السلام توجهنا الى مركز الشهيد ابراهيم شمس الدين بالقرب من سوق جبل أولياء بمنطقة العباسية، وقال رئيس اللجنة ياسر أحمد محمد ل «الصحافة» ان المركز يضم جبل أولياء غرب، وكمبو الضو، والعباسية، ومدينة الرشيد، وان عدد المسجلين يبلغ «203» ناخبين، ووصف الاقبال بالمعقول مقارنة باليوم الأول، وقال ان عدد الناخبين وصل حتى الثالثة مساء أمس الى «13» ناخبا فقط وتوقع ارتفاع العدد فى الأيام المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.