٭ تعريفها العلمي هو «استشعار خارج الحواس، له أشكال متعددة، منها الجلاء البصري والسمعي، ومنها ما هو مقترن بالحواس، وهي نوع من أنواع التخاطر عن بعد، وحالة لا إرادية لا تخضع لمسببات مباشرة، ولا علاقة لها بصفة اجتماعية أو نفسية، ولا تتعلق بسن محددة، لكنها غالباً ما تظهر في موقف معين تحت ما يسمى الاستشعار الحسي اللا إرادي أو الاستشعار خارج الحواس». ٭ ورغم تداولنا لمصطلح الحاسة السادسة؛ فإن البعض لا يزالون يشككون في وجودها، والأغلبية يؤكدونها ويعتبرونها ميزة، والعديد من الرجال يخشون أن تستخدمها النساء ضدهم فهي بوصلة معظم النساء إلى حقيقة الرجال، ولهذا يعترف معظم الرجال بأن النساء يتمتعن بقدرة غريبة على استشعار الخطر أو الخيانة، ولهن ملاحظات دقيقة تتعلق بالسلوك والإحساس الذكوري، ولكنهم قد لا يرجعون الأمر إلى ذكاء المرأة أو سرعة بديهتها بقدر ما يرونه هبة من الله أو مجموعة من الصدف المتلاحقة. ٭ ويبقى الأمر أكثر إثارة في ما يتعلق بنظرة الرجل لحاسة المرأة السادسة؛ أنها تكمن في موضوع الخيانة، فمعظم النساء لديهن قدرة على قراءة إرهاصات الخيانة أو كذب الأزواج مهما أمعنوا هم في إخفاء الأمر، غير أن فاعلية الحاسة السادسة لدى النساء غالباً ما تكون منهكة لأعصابهن وسبباً في توالد القلق والعذاب لما تكتشفه من أشياء تنغص الحياة عليهن، وموضوع الخيانة الزوجية والدور الكبير الذي تلعبه الحاسة السادسة فيه يثير حفيظة الرجال واستياءهم ويجعل أحدهم يعتقد أنها ضرب من سوء الظن تمارسه زوجته ضده بإجحاف حتى وإن كان في قرارة نفسه مقتنعاً جداً بأن بعض تصرفاته تستحق الريبة والظن. ٭ إن الحاسة السادسة الذهبية هذه تقبع وراء كل الحواس، وحتى إن كانت المرأة أكثر اعتماداً عليها لأنها في الأساس تستخدم عواطفها وإحساسها أكثر من الرجل في تصريف شؤون الحياة، وتفتقد إلى التجارب العملية المباشرة، وإيمانها كامرأة بالعاطفة أكبر من إيمانها بالعقل، وكثيراً ما لا نعول نحن النساء على ما نراه وما نسمعه من تفاصيل، بقدر ما نخضع الأمور لإحساسنا الداخلي بها، لهذا من المؤكد علمياً أن إدراك المرأة أصدق من إدراك الرجل، وتوقعاتها للأحداث وسير الأمور أوضح من الرجل، كما أن ممارستها للأمومة أكسبتها قدرة أكبر على قراءة ما وراء الظواهر والإحساس المرهف بما عليه ابنها أو ما يخفيه عنها دون أن يتكلم، وهناك العديد من التجارب في حياتنا تؤكد صدق فراسة المرأة أشاء الرجال أم أبوا. ٭ ورغم ارتفاع معدل استمتاع النساء بميزات الحاسة السادسة فإن ذلك لا يمنع أن أغلب الناس يتمتعون بها، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم وتقديراتهم، بل إن بعضهم تتحقق حتى أحلامه الليلية، غير أنه ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بوقوع حادث خطير، أو بأمر بالغ الأهمية حتى يقال إنك موهوب بالحاسة السادسة، إنما يكفي أن يدق جرس الهاتف فتتوقع المتصل لتتأكد من امتلاكك لحاسة مرهفة قد يملكها أي رجل وامرأة بالقدر نفسه. ٭ بهذا، يمكن لأي منا أن يبحث بداخله عن الحاسة السادسة طالما كان بإمكانه الإحساس بالأشياء دون الاعتماد على الحواس الخمس المعروفة، وهي قد تشمل التخاطر والتنبؤ وتحريك الأشياء. أما لماذا تتميز المرأة أكثر بالحاسة السادسة؛ فعلماء النفس يرجعون الأمر إلى طبيعتها المشككة خصوصاً في ما يتعلق بالأمور العاطفية، كما أن الرجل لا يجيد الكذب كما تجيده المرأة فهو حين يكذب ترتبك بعض الخلايا في مخه مما يؤثر في سلوكه ونطقه فيسهل أمر اكتشافه لامرأة قوية الملاحظة بفطرتها، عليه فإن كل رجل يحاول العبث بذيله عليه أن يضع في اعتباره دائماً تمتُّع زوجته بامتيازات الحاسة السادسة التي ستسلط الضوء على أخطائه وتكتشفها لينتهي الأمر بما لا تحمد عقباه، غير أنه وللأسف تتراجع قدرة المرأة على التخمين والاستنتاج الذكي كلما أمعنت في الإنجاب وزادت مشاغلها ومسؤولياتها اليومية، ربما لهذا يصر الأزواج على المزيد من الأبناء بزعم «العزوة» فتلتهي المرأة عن ملاحقته. ً٭ تلويح: أقوى محفزات الحاسة السادسة هو استشعار الخطر على الأبناء والقلق على مستقبلهم.