أمام الجامع الكبير بالسوق العربي، تتراص صفوف باعة السِّبح التي يقتنيها المسلمون من أجل ذكر الله عزّ وجلّ والصلاة على رسوله صلوات الله عليه وسلامه. في ذاك الركن المبارك الذي يجتمع فيه المسلمون للصلاة التقت «الأهرام اليوم» بالعم ضيف الله محمد وهو تاجر يبيع (السِّبح) بكل أنواعها وأشكالها الزاهية حيث أوضح أن السِّبح وُجدت في السودان مع دخول الإسلام عام 641م. وأكد على أن الشعب السوداني مولع بالسِّبح لذكر الله ورسوله لأنها تحفظ العدد المقصود لدى المسبِّح، كما أنها تُشكّل حسب الطلب على أن تُلبس في اليد أو الرقبة كما عند (الحبوبات). ضيف الله في الأصل يعمل خراطاً ويصنع السِّبح بمخرطة يدوية في منزله الكائن بدار السلام من عدة أنواع من الشجر كالأبنوس والعودية والزان المستورد والزيتون! وأوضح أن عملية صنع السِّبح تتم عبر خراطة الخشب في شكل دوائر بيضاوية وبعد ذلك (يبطِّرها ثم يضُمّها ويكنِّتلها)، مبيناً أن عملية النّضم والكنتلة تجعل السِّبحة مُحْكمة ومتماسكة ومتراصّة في شكل هندسي بديع. وعن أشهر أنواع السِّبح التي يصنعها قال (اللالوبة) وهي من شجر الهجليج الموجود في السودان و(أب قلنج) و(العودية)، ولفت إلى أن أعداد القطع المكوِّنة للسِّبحة تكون ما بين ثلاثة وثلاثين وتسعة وتسعين إلى مائة وألف.. كما أنها تفصّل إلى أعداد متساوية وتسمى العملية (تفصيلة) وعادة ما تكون من الأبنوس. إضافة إلى صناعة ضيف الله للسِّبح المحلية، فهو يقوم أيضاً بشراء أنواع من خام الأحجار الكريمة والخشب والبلاستيك مُعيداً صناعتها بتشكيلها وتنسيقها بالتفصيلة مستخدماً في ذلك خيط (العصب) كي لا تنقطع. ويضع في مقدمتها قطعة صغيرة من قماش البولستر الزاهي وقال إنها تُسمى (الكنتّلة). وعن أجمل سبحة قال (الكوك) وهي تأتي من تركيا من شجرة تنبت في البحر. وقال إن أكبر مسبّحة تُصنع من (الكهرمان) وهي من نيجيريا تليها اللالوبة السودانية بجانب أنواع أخرى من الأحجار الكريمة تأتي من اليابان ومصر. وذكر أن سِبح البلاستيك المضيئة ليلاً والتي تُسمى (نور الصباح) تأتي من السعودية وهي مرغوبة لدى معظم السودانيين. كما أشار إلى جودة (الزيتون) الذي يُجلب من ليبيا. وأردف أن الإقبال على شراء السِّبح يكون في رمضان يليه موسم عيد الأضحى خصوصاً عند عودة الحجيج فهم يحرصون على شرائها بكميات كبيرة كهدايا لزوارهم. كما ذكر أن الشباب السوداني أصبح لديه ميول كبير لاقتناء السِّبح خصوصاً وسط الطلاب والطالبات حيث يفضلونها كبديل للسلاسل والأساور. وقال (أنا بصنع حسب الطلب)، وأضاف أن النساء هن الأكثر شراءً.