قال أمين عام الحركة الشعبية وزير السلام بحكومة الجنوب، باقان أموم، إن السودان يمر بزلزال ويكاد أن يسقط وأن حل مشاكله يتطلب الحكمة، وأضاف أن الحركة وحكومة الجنوب لن تمنع حركات دارفور وأي مواطن من دخول الإقليم. في وقت تعهد فيه بعدم تحويل جوبا الى قاعدة لمعارضي المؤتمر الوطني، وتحدى الأخير أن يقدم دليلاً واحداً على دعم (الحركة) لحركات دارفور، وقال إن حركات دارفور لا وجود لها بالجنوب، وأردف نحن نرفض أية محاولة لزج الجنوب في أي صراع من قبل (الوطني) أو حركة العدل والمساواة، واستدرك أن قيادات الحركات جاءت لجوبا بسبب خلافاتها مع (الوطني)، واعتبر رفض الأخير دخولهم جوبا رغبةً غير قانونية وغير عقلانية ترمي نحو القرصنة. وكشف باقان في مؤتمر صحفي عقده أمس (الاثنين) بالخرطوم عن اجتماع لمؤسسة الرئاسة بعد غدٍ الخميس، وأعرب عن أمله في أن يصل لحل لقضية أبيي واتفاق إطاري مشترك حول كافة القضايا العالقة. ووصف أموم الإقبال على التسجيل للاستفتاء في الجنوب بالكبير، وإرجع الإقبال الضعيف على التسجيل بالشمال لسياسات المؤتمر الوطني، التي قال إنها بثت الخوف وسط الجنوبيين من خلال التصريحات غير المسؤولة، وأضاف أنها دفعت الجنوبيين للتفكير في العودة حفاظاً على حياتهم، وزاد أنه من الطبيعي أن تكون (الحركة) في الصفوف الأولى دفاعاً عن الجنوبيين ضد ما أسماه تهديد وتخويف (الوطني) وإجباره لهم على التصويت للوحدة وفق مشروع (الوطني) ودولته التي وصفها بالطاردة. واتهم باقان (الوطني) بالسعي لتأجيل وعرقلة الاستفتاء من خلال التعبئة العكسية، وقال إن ذلك يهدد مجمل العملية السلمية في السودان، واتهم (الوطني) بدعم المليشيات ضد الجنوب ودعم قادتها بالخرطوم. وطالب باقان دعاة الوحدة بالعمل على خلق حدود مرنة بين الشمال والجنوب حال الانفصال للسماح للتجار والعمال بالدخول للدولتين ليكون ذلك بذرة لوحدة مستقبلية، وقال إن (الوطني) عليه أن يقبل بوجود الجنوبيين الذين قاتلوا معه بالشمال وأن يعامل الجنوبيين في الشمال كما تعامل حكومة الجنوب الشماليين هناك، وشدد على خلق علاقات جيدة تساعد على تنسيق المواقف المشتركة في المحافل الدولية بين الدولتين حال الانفصال. وقال باقان إن الحركة اتصلت بكل من يدعمهم (الوطني) وكشفوا لها دعمه لهم، ودعا (الوطني) لدعوة حركات دارفور والاتفاق معها وعدم إغفال دور وتجربة الحركة الشعبية في سلام دارفور، مشيراً الى أن للحركة تجربة في التفاوض، وشدد على ضرورة أن يقبل (الوطني) نتيجة الاستفتاء بذات الشجاعة التي وقّع بها (نيفاشا)، واتهمه باستخدام قضية أبيي وتهديده برفض نتيجة الاستفتاء ومحاولة استفزاز الحركة ككروت ضغط، وأردف أن (الوطني) يقول إن الانفصال واقع ولكنه يريد أن يدفع شعب الجنوب الثمن غالياً، وحذر من أن يؤدي ذلك لزرع بذرة سامة ومُرة يكون حصادها مُراً، وجدد وصفه للدولة بالفاشلة.