على ضفاف النيل الخالد تداعى عدد من الفنانين التشكيليين لوضع لوحاتهم على شارع النيل قبالة جزيرة توتي الساحرة حيث توافدت الأسر والطلاب والمارة ووقفوا جلياً على المرسم الحر واللوحات البارعة. «الأهرام اليوم» كانت هناك والتقت بعدد من الفنانين التشكيليين المنضوين تحت لواء اتحادهم العام، ولاحظت أن الظاهرة تمضي نحو العالمية للرقي بالمواطن ليعرف عن قرب ماهية الفن التشكيلي، لأنها تحمل في ثناياها فكرة رسامي الشوارع وهم عالمياً محترفون يرسمون آخر الأسبوع. في ذات المنعطف أكد الكاريكاتيرست منعم حمزة على عالمية الفكرة التي ينفذها الرسامون آخر الأسبوع خلال أيام العطلة الأسبوعية وأوضح أن الفكرة نبعت للخروج بالظاهرة من الصالات المغلقة والفنادق الفارهة إلى عامة الشعب لرفع مستوى الذوق، وأضاف: كما يقول المثل السوداني السبت أخضر لذلك جاء اختيار يوم السبت لأنه مناسب وهو عطلة. وأردف منعم حمزة أن الهدف أيضاً من المعرض خلق منطقة سياحية حية جاذبة على النيل على أن تمتد من القصر إلى كوبري توتي وأشار إلى أن النيل وللأسف الشديد تحتله المباني الجامدة وتكاد تكون بلا حراك خلال أيام العطلات وتمنى أن تنمو الفكرة وتمتد من البراري حتى أم درمان وبحري ولفت إلى أن المعرض يجد تفاعلاً من الجمهور منذ قيامه منذ 4 أسابيع لكن الذي ينقصه هو التغطية الإعلامية، وقال إنهم يعملون على استمرار وتقنين الظاهرة والعمل على جلب فنانين أجانب ليكون أكثر جاذبية. وفي جانب متصل جسد الفنان التشكيلي معاوية أبو الغيث والمتخصص في التراث، أعمالاً فلكلورية وجلدية مصطحباً الجرتق والرقصات والأعمال اليدوية في لوحات نادت بالحب والتآلف والتعلم كما لفتت للعادات والتقاليد السودانية القيمة. وكان الرسام عثمان عوض الله عضو صدى المواهب الثقافية للمعوقين حركياً قد عرض لوحاته التي جمعت بين التراث وتطوره والحياة المفقودة داخل البيوت التي لم تكن مرصودة في التشكيل أو في تصوير الفلم السوداني وأتى بنماذج شكلت جنوب وشمال وشرق وغرب السودان ومثلت الحوار والتنمية وعكست الواقع السوداني الأصيل لأشياء تطورت، كما نادت عدد من لوحاته بالسلام. أما لوحات عبد الكريم عيسى فكانت عبارة عن قطع تشكيلية عبرت عن المجتمع السوداني وعاداته وتقاليده وركزت لوحاته على مشاهد لمناطق جبل مرة وشلال ساورا وتوثيق لمنطقة الأنقسنا مستخدماً في ذلك الألوان المائية التي قال إنه يجد نفسه معها وقال عن المعرض إنه بشكل عام ملتقى للرسم الحر للرسامين والهواة ولتسويق اللوحات كما أنه دعوة للتشكيليين بمختلف أقسامهم لمؤازرة هذه الفكرة والمشاركة إضافة إلى عشاق الفن التشكيلي، ودعا المؤسسات الحكومية إلى الاعتناء بالأعمال التشكيلية لتصبح إرثاً ثابتاً في السودان لأنها تحمل في طياتها التراث السوداني الفني المتنوع. الملاحظ أن الفكرة أحيت شارع النيل وذلك بتوافد عدد كبير من الأسر والطلاب والأجانب السياح على رأسهم الدكتور عبد الملك البرير الذي أشاد بالفن التشكيلي وأثره في حياة الناس وأكد على تقديم الدعم والمعينات له، إضافة إلى ذلك فإن المعرض يعتبر إضافة جديدة لكسر الحاجز بين الفنان والمشاهد.