{ استطاعت أزمة دارفور من خلال تداعياتها المتواصلة أن تجعل اسم السودان حضوراً لدى العديد من شعوب بلدان العالم، من خلال ما تطرحه الصحافة العربية والأجنبية عنها، إضافةً الى الإذاعات والفضائيات، ولم يعد ذلك المجهول حتى عند الطبقات المثقفة ولكنه صار الآن يجري على ألسنتهم، بل هنالك العديد من الكتب التي صدرت وهي تولي أهمية شديدة لقضية دارفور وسخونتها وبأقلام أغلبها عربية وغربية. من بين تلك الكتب الصادرة حديثاً كتاب (تاريخ السودان الحديث) لمؤلفه «روبرت او. كلوينز» وقد قام بترجمته «مصطفى مجدي الجمال» وهو صادر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة. اهتم فيه مؤلفه بجغرافيا السودان وطبيعته، حيث أسهم فيه النيل بترسيخ ثنائية المركز والأطراف المهمَّشة. وأبرز مكوناته، كما هو معروف، حجمه ومساحته التي تتنوع فيها الجغرافيا، كما تتنوع الحيوانات والنباتات، وهو الذي يضم (600) جماعة عرقية ولغوية. من ناحية أخرى يحلو للمؤلف أن يقسم السودان إلى فئتين: مسلمين وغير مسلمين وإن توقف عن العرقيات في إشارة منه لتعقيد في الواقع السوداني الذي جعله أشبه بحقل ألغام إثنية، أي إن التنوع اللغوي والعرقي أسهم بشكل ما على حد قول المؤلف في بلورة (العنصر الثالث في تاريخ السودان الحديث) ويقصد بذلك (العنصرية الثقافية). حيث ذكرت الكاتبة منصورة عزالدين في استعراضها لهذا الكتاب أن «كولينز» توصل الى أن العنصرية عميقة الجذور (قد بُنيت في السودان على الأساسين، التاريخي والثقافي، في أكثر من بنائها على أساس اللون وهي أيضاً عنصرية فردية ومؤسسية أكثر من كونها أيديولوجية). ومن هنا انبثق احتكار المناصب والوظائف على مدى الخمسين عاماً على استقلال السودان. بالرغم من اعتراف المؤلف بأن تاريخ السودان يمتد من مملكة كوش وحتى الآن بيد أنه يتوقف عند الأتراك والبريطانيين، في تأكيد بأن فهم سودان اليوم (يجب أن يقوم على وقائع المئتي عام الأخيرة) بما جلبه الأتراك والبريطانيون كغزاة وتركوه ليتغلغل في النسيج السوداني وكان له تأثيره البالغ فيما بعد. تتوقف منصورة عزالدين عند الفصل الأخير في الكتاب وترى أنه الأهم؛ إذ يتناول قضية دارفور وتعامل الإنجليز معها ثم الحكومات السودانية المتعاقبة (فكارثة دارفور ليست مجرد احتجاج عفوي على الإهمال والحكم السيء والعنصرية؛ إنما آخر حلقات صراع مأساوي استمر لأربعين عاماً حول السيطرة على الحوض الكبير لبحيرة تشاد). لقد فاقمت الإدارة البريطانية من تعقد مشاكل إقليم دارفور إبان الحكم الثنائي واستمر تهميش الإقليم بعد الاستقلال. وعلى حد قول المؤلف إنه بعد وصول القذافي للسلطة في ليبيا كان حلمه أن ينشئ (دولة الصحراء الإسلامية) التي تلعب فيها دارفور دوراً إستراتيجياً، من ثم ركز طاقاته لبناء وجوده بها. يتعرض المؤلف الى كثافة الأسلحة الآلية التي تم ضخها الى دارفور مع مطلع الثمانينات من القرن الماضي، من ثم انطلاق الغارات واندلاع الحرب الأهلية في العام 1989م قبيل قدوم الإنقاذ، ثم محاولات الصلح الهشة واستئناف القتال مع تواصل حلقات التسليح لكل الأطراف المتنازعة. ويورد «كولينز» أرقاماً مخيفة لعدد القتلى بهذا الإقليم. فهل تتحقق المساعي في الوصول الى اتفاق شامل في هذا الإقليم قبل نهاية ديسمبر الجاري؟ نأمل ذلك من أجل (جميع) أهالي دارفور ومن أجل الوطن. { واحد قاعد في أمان الله بيقرأ في جريدة جات مرتو وضربته بفردة شبشب على دماغه. الزوج اندهش وقام سألها: ليه كده يا بت الحلال؟ أجابت الزوجة لقيت ورقة في جيب قميصك مكتوب عليها (سوسو)؟ الزوج رد: دا اسم الحصان البشجِّعه في السباق. بعد أسبوع جات زوجته وتاني ضربتو بالشبشب على راسو. سألها زوجها في شنو تاني؟ قالت ليهو: حصانك على الموبايل!!