{ برقيَّة أمريكيَّة مثيرة للضحك، كشفها موقع «ويكيليكس» لصاحبه «الأسترالي» «جوليان أسانج»، تنشر (الأهرام اليوم) تفاصيلها بالصفحة الأولى لهذا العدد.. البرقيَّة الصادرة في العام 2008 تتحدَّث عن استغاثة الرئيس الأوغندي «يوري موسفيني» بأجهزة المخابرات الأمريكية لرصد طائرته بواسطة «الرادارات» الأمريكية وحمايتها من احتمال إسقاطها بواسطة الزعيم الليبي «معمر القذافي» إثر (مخاشنة) بين حُراس الرئيسين في «كمبالا» أثناء مشاركة «القذافي» في مؤتمر استضافته «أوغندا» عام 2008..!! { «موسفيني» الذي تثور اتهامات حول دوره في إسقاط طائرات قادة وزعماء في «بورندي» و«رواندا» وجنوب السودان، من بينها طائرة الراحل «جون قرنق دي مبيور» زعيم الحركة الشعبية في 30 يوليو عام 2005، يخشى هذه المرة من إسقاط طائرته بواسطة العقيد «القذافي»!! ولهذا يلجأ إلى (سادته) الأمريكان لتوفير (الحماية الرادارية) لرحلاته - في تلك الفترة - أثناء عبورها المياه الدولية..!! { و(البِلدِ المِحِن لابد يلولي صغارهن)..!! { البرقية المثيرة للضحك.. كشفت أيضاً عن آراء سالبة وتحريضات ظل يبعثها الرئيس «موسفيني» - الداعم الأول لانفصال جنوب السودان - عبر رسائل إلى الإدارة الأمريكية ضد الرئيسين الإريتري «أسياس أفورقي» والزيمبابوي «روبرت موغابي»!! «موسفيني» دعا إلى استخدام عصا مجلس الأمن في مواجهة «أفورقي»!! { السودان لم يستفد - إطلاقاً - من تناقضات وتقاطعات منطقة البحيرات وشرق أفريقيا بالصورة المطلوبة سياسياً.. ومخابراتياً.. ولو فعل لما كان الجنوب الآن قاب قوسين أو أدنى من الانفصال لتكوين دولة ستشكل - بلا شك - مصدر (توتر) جديد للدولة السودانية، سواءً أقامت حرب بين الشمال والجنوب أو لم تقم.. { غريب أن تنصح الخارجية السيد الرئيس بزيارة «زامبيا» - إحدى الدول الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية - بدلاً من أن تنصحه بزيارة «زيمبابوي»، فما قاله الرئيس «موغابي» في حق الرئيس «البشير» خلال جلسات مؤتمر القمة الأفريقية - الأوربية مؤخراً في «طرابلس» يستحق الكثير من الإشادة.. والتقدير.. انتقالاً إلى كيفية الإفادة من إقامة علاقات (إستراتيجية).. سياسية و(أمنية) للسودان مع «زيمبابوي» و«بورندي».. مثلاً. { كثير من رحلات المسؤولين إلى الخارج تستوجب الكثير من التساؤلات: كيف.. متى.. ولماذا؟ فقد زار وزير الخارجية الأستاذ «علي كرتي» قبل أيام دولة البرازيل البعيدة، وأكد أنه نجح في إقناع الحكومة البرازيلية بإسقاط دينها (القديم) على السودان المتمثل في صفقة بصات «أبو رجيلة» جهيرة السيرة..!! هل تذكرونها.. تلك البصات «الصفراء» العتيقة التي طالما تكدس داخلها الركاب في أنحاء «العاصمة المثلثة» في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم، أيام أزمة المواصلات الطاحنة.. لا أعادها الله. { حسناً فعل السيد «كرتي»، ولكن كم سيكسب السودان من قروض البرازيل (الجديدة)، وأظن أن وفد حكومتهم بين ظهرانينا هذه الأيام؟ مئة مليون دولار.. مئتين؟! خمسمئة مليون دولار مثل تلك التي تبرعت بها الكويت (الكريمة) لصالح مشروعات إعمار شرق السودان؟! لا أظن أن المبلغ سيصل إلى هذا الرقم (الكويتي) الخاص.. { إذن، لا تهدروا أوقاتكم وأموالكم التي هي أوقات وأموال الدولة، في رحلات غير ذات نفع وجدوى. { «زامبيا» أم «زيمبابوي» يا سعادة السفير عثمان نافع؟! وهل ما زال الرئيس في حاجة إلى رحلات يتحدى بها «الجنائية» بعد كل تلك الرحلات؟!