أقر شريكا اتفاقية السلام الشامل بضعف حصيلة عملية التسجيل للاستفتاء، واعتبرا الرقم دون المتوقع، واعترفا في الوقت نفسه بوجود عراقيل قالا إنها تسببت في إحجام الجنوبيين عن التسجيل بالشمال والجنوب. وجدد الشريكان تبادل الاتهامات بينهما حول العملية. وقال القيادي بالمؤتمر الوطني، الدكتور مندور المهدي، إن الحركة الشعبية لم تكن حريصة على التسجيل، واتهمها بتبني نوايا سيئة بدعمها العودة الطوعية للجنوبيين بالتزامن مع موعد التسجيل للاستفتاء، وحمّلها مسؤولية فقدان ما يقارب ال(51) ألف مواطن جنوبي حقهم في التصويت لتقرير المصير. واستبعد مندور، الذي شارك في برنامج مؤتمر إذاعي الذي بُث بإذاعة أم درمان أمس «الجمعة» أن يكون للجنوبيين حرية في الاستفتاء في أعقاب تصريح رئيس حكومة الجنوب حول تصويته للانفصال، وتمسك بتصنيف حزبه للمواطنين كشماليين وجنوبيين حال حدوث الانفصال، وقال: «ينبغي ألاّ نخدع الناس كما تفعل الحركة، فالجنوبي جنوبي والشمالي شمالي إذا حدث الانفصال»، وزاد (الجنسية شرف تعطيه الدولة لمن يستحقه). وأشار مندور الى أخطاء قال إن مفوضية الاستفتاء وقعت فيها بتعيينها لأعضاء في الحركة الشعبية واستخباراتها مراقبين. من جهته كشف القيادي بالحركة الشعبية، الدكتور لوكا بيونق، عن تقارير قال إنها تثبت تورط (الوطني) في التضييق على مراقبي المفوضية في مراكز التسجيل ببلاغات كيدية، وقال إن تصريحات قياديي (الوطني) هي التي دفعت الجنوبيين للعودة الطوعية الى الجنوب وليست (الحركة). واعتبر لوكا حق تقرير المصير إنجازاً للحركة الشعبية قال إنه من غير المنطقي أن تقف ضد ممارسته، واستبعد تمتع الحركة بنفوذ تمنع به الجنوبيين من التسجيل في الخرطوم، وقال: «إذا كنا نملك نفوذاً في الخرطوم لكنا فزنا في الانتخابات الماضية»، واتهم (الوطني) بعدم احترام منسوبيه من الجنوبيين بتبنيه لمبدأ الجنوبي جنوبي والشمالي شمالي، وقال: «(الوطني) زهد حتى في منسوبيه من الحركة الإسلامية بتصنيفهم كجنوبيين رغم انتمائهم الطويل له». وطالب لوكا بدعم المفوضية سياسياً حتي تقوم بمهامها في التاسع من يناير على أكمل وجه ممكن. من جهته استنكر المسؤول الإعلامي للمفوضية، جورج ماكير، تناول مذاكرات المفوضية لمؤسسة الرئاسة إعلامياً، وأعرب عن خشيته من فهمها كضغوط عليها، لكنه أكد رفعهم مذكرة للرئاسة بخصوص ضيق الزمن لإجراء العملية، وقال إنهم سيتركون الأمر لها لتقرر في التأجيل من عدمه. وقدر ماكير عدد المسجلين للاستفتاء حتى أمس الجمعة بأكثر من (3) ملايين في الجنوب مقابل (115) ألفاً في الشمال و(54) ألفاً في الخارج، وقطع بصعوبة القول برقم مؤكد للتسجيل نظراً لصعوبة الاتصال بالمراكز في الجنوب، علاوةً على استمرار التسجيل في عدد من الاقطار بالخارج.