كشفت مصادر عليمة أن زيارة عبد الواحد محمد نور، رئيس حركة تحرير السودان، إلى الجنوب تمت بإشراف وتخطيط من (4) أجهزة مخابرات عالمية، وهي المخابرات (الأمريكية، الإسرائلية، الفرنسية والبريطانية)، وتم تنفيذها بشكل مباشر من قبل المخابرات الأمريكية بمشاركة قوات المارينز، إضافة إلى تنفيذها لخطة تمويه وخداع تحسباً لأي خطر يطال خط مسار عبد الواحد من فرنسا إلى جوبا. وأوضحت المصادر ل (smc) أن تلك الدوائر المعادية للسودان استخدمت (3) قواعد عسكرية لترحيل عبد الواحد، واحدة بأوروبا واثنتان في أفريقيا، إلى جانب تخصيصها طائرتين حربيتين للمراقبة. وأكدت المصادر أن زيارة عبد الواحد تمت بواسطة تخطيط وترتيب أمريكي على مستوى عالٍ لضمان حمايته حتى يصل إلى جوبا والعودة منها إلى فرنسا، موضحةً أن ترتيب الزيارة تم بواسطة رئيس مكتب الأمن السياسي بوزارة الدفاع الإسرائيلية، بالتعاون مع شركة تابعة للموساد تسمى (ملير) يديرها هانكو ملير، وأن خط سير رحلة عبد الواحد رسمته الدوائر الإسرائيلية والأمريكية بدقة متناهية، بحيث جرى ترحيله أولاً من فرنسا إلى القاعدة الأمريكية في ألمانيا بطائرة حربية، ومن ثم ترحيله إلى القاعدة الأمريكية في سواحل جيبوتي، ومنها إلى القاعدة الأمريكية بمنطقة (نيونيكي) التي تقع قرب العاصمة الكينية نيروبي، ومنها تم نقله إلى جوبا، حيث هبطت طائرته في أحد مهابط الجيش الشعبي بالقرب من مطار جوبا. وفي ذات السياق أوضحت المصادر أن عملية ترحيله جواً خضعت للمراقبة بواسطة طائرتين أمريكيتين، الأولى من طراز f2 والثانية من طرازB2 وتحمل بداخلها عناصر من قوات التدخل السريع التابعة للمارينز، وذلك لحمايته من أية محاولة اختطاف قد يتعرض لها في الجو، مضيفة أن أجهزة المخابرات الأربعة إضافة إلى أجهزة أمن واستخبارات الحركة الشعبية وخلاياها نفذت عمليات تمويه، وعلى إثرها تم إحضار وفد من حركة تحرير السودان إلى الجنوب مكوَّن من آدم بشير رئيس مكتب الحركة بإسرائيل، وإبراهيم بشارة مستشار عبد الواحد، وعبد الله ممثل الحركة في أمريكا، إضافة إلى إبراهيم ويحيى إبراهيم وصلاح جابر، وذلك للتمويه وضمان عدم تعرض الوفد الحقيقي للاستهداف، وفور وصوله إلى جوبا خصصت له الحركة الشعبية سكناً خاصاً فى مناطق سكن وزراء حكومة الجنوب وتم وضع حراسة مشددة بواسطة فريق أمريكي من المارينز الذي وضع خطة احتياطية لإخراجه من جوبا في حالة استشعار أي خطر واستمرار الحراسة إلى أن يغادر الجنوب متوجهاً إلى إسرائيل ومنها إلى فرنسا. وأماطت المصادر العليمة اللثام عن اجتماعات ولقاءات عقدتها الحركة الشعبية مع عبد الواحد بجوبا بحضور عبد العزيز آدم الحلو وياسر عرمان باعتبارهما مسؤولين عن نشاط الحركة بالشمال، وتم استدعاؤهما إلى جوبا خصيصاً ليكونا جزءاً من أي اتفاق يتم بين عبد الواحد والحركة الشعبية، لا سيما أنهما مرتبطان بعلاقة قديمة بدارفور بدأت قبل حملة بولاد التي قادها عبد العزيز آدم الحلو عام 1991 وفشلت حينذاك. وفي سياق متصل التقى رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب في اجتماع بعبد الواحد بفندق (واى هوم) وناقش معه الموضوعات المطروحة في الساحة والمقترح الأمريكي لحل قضية دارفور والدعم والتمويل والتدريب والمساعدات العسكرية والعمل المشترك مع الحركة الشعبية بعد الانفصال. وفي سياق متصل تم إلغاء ندوة لطلاب دارفور بجامعة جوبا كان من المفترض أن يخاطبها عبد الواحد لمجموعة مختارة من الطلاب ولكنها ألغيت في اللحظات الاخيرة. وفى سياق متصل أكدت قيادات حكومية رفيعة أن أجهزة المخابرات العالمية أصبحت تتدخل في شؤون السودان بشكل سافر بدون استحياء وأن الجنوب أصبح قاعدة عسكرية واستخباراتية للامبريالية الصهيونية. واعتبرت تلك القيادات أن الإسراف في حماية عبد الواحد يؤكد أنه أصبح مخلب قط لقوى الاستعمار لتنفيذ أجندتها بدافور، بل وأصبح مقيداً ومستلباً لتنفيذ تلك الأجندة ويدار بالريموت كنترول من قبل أجهزة المخابرات المعادية للسودان منذ أن زار اسرائيل وافتتاحه مكتباً لحركته هناك. وحذرت القيادات الجنوب من أن يكون موقعاً لتنفيذ أجندة الغرب لإشعال النار في دارفور، وأن الحركة الشعبية تمارس لعبة خطيرة لا تقوى على تحمل نتائجها.