قصة ورحلة دراماتيكية روى فصولها المركز السوداني للخدمات الصحفية، عن الزيارة المبهمة لرئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لعاصمة الجنوب في وقت سابق، وتتداعى تفاصيل القصة كما يحدث في سيناريوهات الأفلام الامريكية وأفلام «الآكشن» عن الترتيبات التي تضعها أجهزة الأمن الأمريكي او الغربي للشخصيات المهمة مثل ظهور فرق التدخل السريع بأزياء سوداء وأقنعة مخيفة، علاوة على مرافقة الطائرات الحربية لموكب الشخصية المهمة كغطاء جوي لاحتواء أية محالات اعتداء او اختطاف وقرصنة جوية تفرض على الطائرة الهبوط في مكان ما، فضلاً عن تكوين فرق المراقبة المركزية التي تتابع لساعات شاشات الرصد الالكتروني لحركة الطائرة التي يمتطيها الشخص المهم، ومهما يكن من أمر، فقد قال المركز السوداني للخدمات الصحفية إن زيارة عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان إلى الجنوب تمت بإشراف وتخطيط من «4» أجهزة مخابرات عالمية، وهي «المخابرات الإمريكية، الإسرائيلية، الفرنسية والبريطانية» وتم تنفيذها بشكل مباشر من قبل المخابرات الأمريكية بمشاركة قوات المارينز، إضافة إلى تنفيذها لخطة تمويه وخداع تحسباً لأي خطر يطال خط مسار عبد الواحد من فرنسا إلى جوبا، خلافاً لرحلة رئيس حركة العدل والمساواة التي نعتتها الانباء بالعادية، وقالت انه وصل لجوبا عبر «25» سيارة عسكرية قادما من يوغندا، وأوضح المركز أن تلك الدوائر التي دمغها بالمعادية للسودان استخدمت «3» قواعد عسكرية لترحيل عبد الواحد واحدة بأروبا واثنتان فى إفريقيا، إلى جانب تخصيصها لطائرتين حربيتين للمراقبة. وذكر أن زيارة عبد الواحد تمت بواسطة تخطيط وترتيب أمريكى على مستوى عالٍ لضمان حمايته حتى يصل إلى جوبا والعودة منها إلى فرنسا، موضحا أن ترتيب الزيارة تم بواسطة رئيس مكتب الأمن السياسى بوزارة الدفاع الإسرائيلية بالتعاون مع شركة تابعة للموساد تسمى «ملير» ويديرها هانكو ملير، وأن خط سير رحلة عبد الواحد رسمته الدوائر الإسرائيلية والأمريكية بدقة متناهية، بحيث جرى ترحيله أولاً من فرنسا إلى القاعدة الأمركية فى ألمانيا بطائرة حربية، ومن ثم ترحيله إلى القاعدة الأمريكية فى سواحل جيبوتي، ومنها إلى القاعدة الأمريكية بمنطقة «نيونيكي» التي تقع قرب العاصمة الكينية نيروبي، ومنها تم نقله إلى جوبا حيث هبطت طائرته فى أحد مهابط الجيش الشعبي بالقرب من مطار جوبا. ورسم المركز ملامح العملية، وقال انه تم ترحيله جواً، وخضعت الرحلة الدراماتيكية للمراقبة بواسطة طائرتين أمريكيتين الأولى من طراز f2 والثانية من طرازB2 ، وحملت بداخلها عناصر من قوات التدخل السريع التابعة للمارينز، وذلك لحمايته من أية محاولة اختطاف قد يتعرض لها فى الجو، مضيفاً أن أجهزة المخابرات الأربعة إضافة إلى أجهزة أمن واستخبارات الحركة الشعبية وخلاياها نفذت عمليات تمويه وعلى إثرها تم احضار وفد من حركة تحرير السودان الى الجنوب مكون من آدم بشير رئيس مكتب الحركة بإسرائيل وإبراهيم بشارة مستشار عبد الواحد وعبد الله ممثل الحركة فى أمريكا، إضافة إلى إبراهيم ويحيى إبراهيم وصلاح جابر، وذلك للتمويه وضمان عدم تعرض الوفد الحقيقي للاستهداف، وفور وصوله إلى جوبا خصصت له الحركة الشعبية سكنا خاصا فى مناطق سكن وزراء حكومة الجنوب، وتم وضع حراسة مشددة بواسطة فريق أمريكي من المارينز الذي وضع خطة احتياطية لإخراجه من جوبا فى حالة استشعار أي خطر واستمرار الحراسة إلى أن يغادر الجنوب متوجهاً إلى إسرائيل ومنها إلى فرنسا. واذا صحت الرواية او شابها الكثير من التضخيم، فهي امر وهمي اوهمت به مخابرات تلك الدول عبد الواحد ورسمت له مكانة عظيمة ليست بمقدار جلبابه كما قال المهتم بالشؤون السياسية الدكتور محمد الفاتح مختار، ويرى د. مختار في حديثه ل «الإنتباهة» أن الأمر لا يستحق كل تلك التفاصيل، لأن عبد الواحد ليس بالشخص المستهدف ولا بالاسم السياسي المكتنز بالنجومية السياسية العالمية، ويمضي قائلا: «ما جرى انه حضر لجوبا في نهاية المطاف، وتلك حيثيات سياسية اولى ان تدرسها القيادات الأمنية والسياسية». ويبين أن العالم أصبح الآن يوفر الكثير من التأمين، الذي دمغه بالمهول، لكثير من الشخصيات التي يوهمها الغرب بصورة خيالية من الأهمية، وتساءل د. مختار «ماذا سيحدث إن وطئ عبد الواحد بقدميه الخرطوم؟ هل سيُقتل او يعتدي عليه أحد؟» ويجيب «أجزم أن أحداً لن يتعرض له، فالشعب السوداني متسامح للحد البعيد، وليس من شيمته أعمال الاغتيال والقتل، ولا يعرف تلك الأشياء طوال تاريخه السياسي». نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 15/12/2010م