منذ فترة شاهدت عبر التلفاز برنامجاً استضاف أحد المكفوفين وهو يحكي الأسباب التي أدت إلى أن يكون كفيفاً حيث تسبب الضرب المبرح من قبل أستاذه بالمرحلة الابتدائية في أن يصل إلى مرحلة عدم البصر بعد أن (صادف) الضرب (عينيه).. رغم ذلك واصل مسيرته الدراسية إلى أن تخرج من الجامعة كلية القانون ليمارس مهنة (المحاماة) بحمد الله وتوفيقه ..( هذا نموذج). أما النموذج الثاني فهو يحكي أن إحدى المعلمات بمدارس الجزيرة وتحديداً المناقل تسببت في الأذى الجسيم لإحدى الطالبات بمرحلة الأساس في عينها بعد أن تأثرت (القرنية) بهذا الضرب، ومنذ ذلك الوقت وحتى كتابة هذه السطور ما زالت الأسرة تتحرك وفي حالة حراك دائم امتد ليصل خارج البلاد بل وخارج الدول العربية وذلك في رحلة البحث عن علاج ابنتهم الصغيرة .. نعم هذه قصة حقيقية أدت إلى أن تكون هذه الأسرة خارج بلادها والبلاد تحتفل بعيد الأضحى المبارك. وقصة ثالثة أدت إلى أن (ينزف) أحد الطلاب من خلال أذنه بعد أن تعرض للضرب كذلك .. هذا بالإضافة إلى قصص أخرى وحكايات تحكي قسوة الضرب من قبل بعض (الأساتذة)، فالضرب غير المسئول كان وراء كل ذلك، ونماذج أخرى كثيرة تحكي لتضع الملايين من علامات الاستفهام.. لماذا الضرب المبرح؟ وما هي الجهات المسئولة عن رفع (الضرر) الذي يلحق بالطلاب وأسرهم؟ ولماذا التهاون من قبل وزارة التربية في أمر الأساتذة الذين يتسببون في أذى الطلاب؟. نعم من حق (المدرسة) أن تساهم في تربية الأبناء وهي شريك أساسي مع الأسرة في التربية كما أنها (تعرف) كما (تعرف) الأسرة في ماذا يفكر الأبناء ولكن يجب أن تكون هذه التربية تربية مسئولة، بمعنى أن يتم تأديبهم بطرق أخرى غير طريقة (الجلد) فحتى وإن تم (الجلد والضرب) يجب أن يكون بطريقة لا تؤدي إلى الأذى الجسيم والأضرار التي تلازم الطالب طوال مسيرة حياته، وخير مثال لذلك (المحامي) الذي أصبح كفيفاً نتيجة الضرب، ولولا العزيمة القوية وإصراره على مواصلة تعليمه لأصبح عنصراً غير معطاء في بلد بحاجة إلى سواعد بنيها. فالأذى الجسيم قد يتسبب في ترك آثار نفسية بالغة التعقيد تلازم الطالب، كما قلت مدى الحياة، بل تجعله (يترك) الدراسة ويمقت التعليم والمدرسة وعبارة (أ . ب .ت) ويعشق الأمية ويتمنى أن لو كان أمياً .. فآثار الضرب قد تركت خدوشاً لا يمكن إزالتها، فدونكم قصة الطالبة التي تجوب أسرتها الآن في رحلة امتدت شهوراً من أجل العلاج .. فمال الأسرة الميسور هذه قد سمح لها أن تهاجر بابنتها في رحلة البحث عن العلاج ولكن ربما تكون هنالك حالات أخرى شبيهة ولكن ضيق ذات اليد حال دون أن تتم معالجتها لتكون النتيجة النهائية ضياع أحسن ما يتمتع به الانسان وهو (بصره) أو قل حاسة السمع أو قد يصاب بالشلل (النصفي) أو الكامل. فالضرب من قبل الأساتذة للطلاب يولد الكراهية للدراسة والتحصيل ونحن ننادي بضرورة محو الأمية والدعوة إلى التعليم خاصة في القرى النائية. ولأن الشيء بالشيء يذكر فهنالك حادثة ما زالت عالقة بذهني حيث تعرضت للضرب من قبل أستاذة (الفنون) وأنا بالمرحلة الابتدائية (الصف الأول) وكنت (يا دوبك) أتعلم كيف أمسك القلم وأتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ولأن (الريشة) الخاصة بالفنون كان يجب غرسها أولاً في اللون الذي تريد ثم تمرر بالورقة فقد قمت بغرسها في عدة (ألوان)، الأمر الذي أغضب معلمة الفنون وجاءتني (هائجة) كما (الثور) ليكون نصيب غرس الريشة في عدة ألوان (كفاً) في وجهي .. حينها لم أر ما أمامي وأظلمت الدنيا أمام عيني وحدثت لي حالة (إغماء)، وعندما خرجت من هذه الحالة كرهت بشدة الفنون وأستاذة الفنون هذه، وامتدت كراهيتي لأسرة المدرسة حيث لم يتم محاسبة هذه الأستاذة لأن أسرتي قد قامت بشكوى رسمية لإدارة المدرسة .. وحتى الآن عندما أرى هذه الأستاذة أو حتى أسمع صوتها ينتابني شعور (الانتقام) منها ولكنني أتراجع وأكتفي فقط بتجاهلي لها .. (فالكف) الذي تعرضت له جعلني، كما قلت، أكره ريشة الفنان والرسوم الكاريكتيرية حتى الآن. نعم هذا هو واقع الحال سادتي .. فيجب أن يتم إصدار قرار من قبل وزارة التربية يمنع الضرب ومتابعة تنفيذ القرار .. فالقرار غير المصحوب بالمتابعة يصبح غير مجدٍ .. فقط من أجل المحافظة على أبنائنا سليمين ومعافيين.. أبناء نغرس فيهم حب المدرسة والدرس والمعلم لنقول بعد ذلك: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا