يعدِّه الكثيرون من قيادات الحركة المميزين سياسياً وأكاديمياً.. رؤيته العميقة في تحليل الصراع وطبيعته في السودان جعلته قبلة لأهل الصحافة والمهتمين بالفكر والسياسة كلما ادلهمت الخطوب بالبلاد وغمرتها الإحن. القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان، د. محمد يوسف أحمد المصطفى، وزير الدولة بالعمل السابق وأستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بجامعة الخرطوم جلست إليه (الأهرام اليوم) في مكتبه المتواضع بجامعة الخرطوم، وطرحت عليه أسئلة المراجعات حول مسيرة الحركة الشعبية وبرنامجها المتمحور حول رؤية السودان الجديد. طرحنا عليه الكثير من التساؤلات المتعلقة بتراجع الممارسة السياسية للحركة بعد وفاة قائدها ومؤسسها د.جون قرنق دي مابيور؛ تراجعها عن النضال وتفضيلها للانفصال، وغياب المؤسسية بها وتخليها عن قيم المساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، تحالفاتها مع قوى السودان القديم وعدم اهتمامها بسكان الريف، غياب الرؤية بشأن المصير والعمل لأجل وحدة السودان طرحنا عليه كذلك التساؤلات حول مصير مشروع السودان الجديد في حال الانفصال، وكذلك مصير قطاع الشمال بالحركة الشعبية، انكفاء الحركة نحو الجنوب، وخيبة ظن الشماليين في الحركة على وجودهم الموصوف بالديكوري. سألناه عن أسباب مقاطعة الحركة للانتخابات التي شكلت ميولاً انفصالية وكذا سحب مرشحها لرئاسة الجمهورية، ياسر سعيد عرمان، إضافةً الى ضعف تمثيل الشماليين بالحركة في حكومة الوحدة الوطنية. استمع الرجل الى كل أسئلة (الأهرام اليوم) بأدب وتواضع العلماء ورد عليها بكل طيبة نفس وأريحية وكانت حصيلة ردوده هذا الحوار: سحب عرمان من السباق الرئاسي في أبريل يصفه البعض بالصفقة السياسية بين الشريكين لضمان استمرارية تنفيذ الاتفاقية؟ - لا أعلم، ولكن.. لم لا؟ وخصوصاً كما قلت لك في ظل سيطرة عناصر انفصالية على الحركة تريد الاستفتاء فقط، (علينا يسّهل وعليكم يمهّل)، ومبدأها هو ما يضايق (الوطني) نحن لن نفعله وما يضايقنا لا تقوموا به، نسحب لكم ياسر عرمان وبالمقابل نعطيكم الانفصال. ليس لدي من البينات مايثبت ذلك، لكن يمكن تفسير الحيثيات وتداعياتها بمثل ما وصلت له، لكن ومن ناحية سياسية في تقديري لم يكن لها مبرر، بل التبرير يصبح مختلفا ولم يتم عرضه علينا حتى الآن لذلك يمكن حديثك هذا يكون صحيحا ويمكن يكون خطأً! لماذا جاء تمثيل الشماليين بالحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية ضعيفاً وهامشياً (وزير دولة ومستشار)؛ مع العلم بأنك قلت إن تمثيل الشماليين في المؤتمر الأخير للحركة كان يمثل ثلثي المؤتمرين؟ - لا، هذا في المؤتمر الأخير للحركة لكن في الحكومة هذا حدده الدستور ولم يكن لديهم طريقة غير أنهم يمثلون بهذه النسبة ولا توجد طريقة، والدستور نص في المادة (80) على أن يكون التمثيل لحكومة الوحدة الوطنية وفقا لنسبة 70% للشمال (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وأحزاب حكومة الوحدة الوطنية) و30% للجنوب، فيها (الحركة الشعبية والجنوبيون في الأحزاب الأخرى) ويمثل حزب المؤتمر الوطني بنسبة 52% في الجملة 49% منهم شماليون و3% جنوبيون، وتمثل الحركة الشعبية لتحرير السودان ب28% منها 21% للجنوبيين و7% للشماليين بالحركة الشعبية، وهذه النسب محكومة بالدستور ولا يمكن أن يتم تجاوز الدستور الذي حدد ذلك وليس الحركة الشعبية هي التي تحدد، ومن هذا الحركة الشعبية بريئة والحركة عملت الجانب الذي يخصها والدستور يلزمها بهذه النسب، لذلك أنا في السابق كنت أقول إن شرعيتي في الوزارة اكتسبتها بالاتفاقية ولم أكن مكتسبها من أية جهة أخرى؛ لأنه لا يوجد إنسان انتخبني في الوقت الذي كان فيه (عمر البشير وسلفاكير) غير منتخبين بل جاءوا بالاتفاقية، لذلك أنا كنت احترم الاتفاقية ولا أحترم أي شيء آخر بخلاف الاتفاقية. من وجهة نظرك، ماهو مدى تأثير الانفصال على المناطق المهمشة (جنوب كردفان، النيل الأزرق، دارفور والشرق)؟ والله طبعا الانفصال أكثر ما أخشاه؛ لأنني أعتقد أنه لن يكون صحيا لمستقبل السودان. وهذه الأطراف من المفترض أن تحاول تكرار الأشياء التي فعلها الجنوب في مسألة تقاسم السلطة والثروة الى آخره للمطالبة بحقوقهم؛ وبالتالي نحن نكون قد وصلنا الى أحد أهم سمات السودان الجديد في أنه لا تكون هنالك سلطة مركزية قابضة وقوية؛ بل تكون السلطة جميعها عند الشعب وفي أماكنه، وهذا كان سيهدم لنا بوادر التمرد،. لكن هذه المناطق بدلا من المطالبة بحقوقها؛ نخشى أن تقوم بتقليد الحركة الشعبية في الانفصال، وهذا هو أخشى ما أخشاه؛ لأنني أعتقد أن الانفصال الآن إذا تم بقيادة الحركة الشعبية أو بغير قيادة الحركة هو كارثة على السودان جميعه على شمال السودان وعلى جنوب السودان. الانفصال لن يحل مشكلة وسوف يعيدنا للحرب مرة أخرى ونكون فقدنا الاثنين؛ فقدنا السلام وفقدنا الوحدة، والناس الذين يعتقدون أنهم يتاجرون بوحدة البلد كي يكون هنالك سلام هذه صفقة غير عملية وسوف تثبت الأيام أنها غير ممكنة، نحن نريد سلاما ونريد وحدة وأنا أخشى أن المناطق المهمشة تسلك الطريق غير الصحيح، الطريق المعطوب الطريق الخطر وغير المفيد الذي سار عليه إخوتنا الجنوبيون وهذه المناطق تسير فيه وكل منطقة تطالب بالانفصال ويكون لها دولة لوحدها، وهذا يفتت البلد ويؤدي الى الحرب، والحرب يعني عدم تطور الجانبين وما تبقى من موارد سوف يتدمر، وهذا هو ما أخشاه وأعتقد أنه أحد الاحتمالات التي يمكن أن تحدث. أريد أقول للمناطق الأخرى حتى إذا انفصل الجنوب يجب أن يبقى السودان بمكوناته الموجودة هذه نحاول أن ننفذ فيه اتفاقية السلام، نفس الاتفاقية، نحاول ننفذها في بقية أقاليم السودان، إذا نفذناها سوف تنجينا وتحفظ لنا تماسكنا لأن كل إقليم سوف نعطيه حقه؛ لأن المشاكل دائما تحدث في السلطة والثروة وكل إقليم عندما تعطيه نصيبه من السلطة والثروة سوف تنتفي مبررات التهميش، وهذا هو أقصر طريق للاستقرار ومن ثم للازدهار وهو الطريق الثاني للاستقرار بدلا من انتزاع الحقوق بالقوة والخراب. كيف تفسر حالة الشد والجذب بين أبناء جبال النوبة وقيادة الحركة الشعبية بسبب تهميش الحركة لهم؟ لا لا، نحن كنا نقول هذا الحديث وهذا لا يصل الى نقطة الشد والجذب وهنالك هامش للتعبير عن المطالب، ولا يمكن أن نصفها بحالة الشد والجذب بين أبناء جبال النوبة والحركة الشعبية، يمكن يكون هنالك بعض من الأفراد في جبال النوبة، وهذا حديث غير دقيق في أن هنالك حالة شد وجذب بين أبناء النوبة وكأنهم جسم واحد ضد الحركة الشعبية، وأبناء النوبة أنفسهم جزء مهم جدا في الحركة الشعبية لأنهم لديهم ثقل في داخل الجيش الشعبي، ولذلك إذا كان هنالك بعض أبناء النوبة (متململين) هذا حق من حقوقهم وهذا ليس فيه مشكلة، إذا كان هنالك جزء منهم يعتبر أن ما تم إنجازه حتى الآن غير مُرضٍ من حقه أن يقول ذلك، لكن قيادات النوبة داخل الحركة الشعبية هي التي تقوم بذلك وهي التي ستقيِّم ما قدمته الحركة الشعبية للنوبة، والنوبة غير ساهلين ولم يكونوا مثل شماليي الوسط داخل الحركة الشعبية وذلك لأن ثقلهم النسبي ضعيف وبالتالي يمكن أن يكونوا في موضع المطالبة والترجي وهكذا، لكن أبناء النوبة هم في قلب الموضوع وهم الذين يفعلون الأشياء (خيرا أم شرا). من وجهة نظرك، ماهي الأسباب المنطقية لاعتقال القائد «تلفون كوكو»، وهل هنالك إمكانية لإطلاق سراحه قبل الاستفتاء؟ أول شيء أنا بصراحة أقول لك هذا الرجل أنا لا أعرفه معرفة شخصية، بل أنا أعرف عنه أنه كان أحد المقاتلين الذين طوروا الجيش الشعبي، وبعد ذلك بدأت أقرأ له في الجرائد وهو يوجه انتقادات لاذعة من الممكن أن تكون داخل الحركة الشعبية؛ لأنه أحد أكثر الذين خدموا فيها، ومن الممكن أن يكون في أحد المواقع المهمة وعن طريق هذه المواقع وبطريقة منظمة يعمل الذي يريده، لكنه منذ بداية توقيع الاتفاقية بدأ يكتب بطريقة مختلفة جدا وكأنه لم يكن عضوا في الحركة الشعبية وهو كان يعتقد أنه هو الأحق بأن يكون في المناصب القيادية. سلوك مثل هذا من واحد عسكري في الجيش يعرضه لمخاطر وهذا هو الذي حدث؛ لأنه عندما تقوم بسؤال حكومة الجنوب عن لماذا تم اعتقال هذا الرجل؟ يقولون نحن لم تكن لنا علاقة بهذا الموضوع لا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بل هذا الموضوع برمته عند الجيش الشعبي، والجيش الشعبي لم تكن لديه علاقة بالحركة الشعبية؛ بل هو جسم مستقل له قيادة من ناحية تنفيذية وهي المسؤولة عنه. ويقولون هذا الإجراء وفقا للقواعد والقوانين التي تخص الجيش الشعبي ونحن لم تكن لنا علاقة بهذا الموضوع وهذا أمر عسكري، ولم تكن عندنا علاقة بآرائه السياسية التي لا غبار عليها، على الرغم من أننا مختلفون معه فيها، لكن عند الحق أن يقول رأيه وتقديراته، لكن الآن هو معتقل والتبرير الرسمي الذي بطرفنا يقول إن هذا الأمر يخص قيادة الجيش الشعبي. في حالة الانفصال، ماهي أبرز المخاطر التي تواجه الدولتين؟ أبرز المخاطر على الاطلاق هو أن تنفجر بينهما الحرب. هذا الأمر متوقع حتماً؟ نعم؛ لأن الطرفين متوتران ومختلفان في أشياء كثيرة جدا، هنالك أشياء كثيرة جدا مختلفان عليها وأصلا هم خارجون من حالة حرب، فترة الخمس سنوات نفسها الطرفان لم يعملا فيها بجدية للمصالحة وتضميد الجراح ومعالجة الأضرار، ولا يوجد محصول جدي وذو معنى في هذا الخصوص وبالتالي أي شيء يمكن أن يحدث مشكلة بين الطرفين ويتفجر بينهما الوضع، وهذا أسوأ خطر ونرجو ألا يحدث لأن نتائجه السلبية لا تكون على جهة واحدة؛ بل تكون على السودان جميعه في الشمال وفي الجنوب، وأنا شخصيا ضد أية عودة للحرب تحت كل الظروف لأنه مع وجود اتفاقية السلام الشامل التي مكنت الناس من الاتفاق على أشيائهم بطريقة ديمقراطية وسلمية حتى وإن طال الطريق يمكن يعملوا الذي يريدونه بوجود الاتفاقية التي خلقت زخما وقوة معنوية ضاغطة في سبيل التحول الديمقراطي الذي لا يأتي في يوم وليلة لكنه سيأتي في النهاية، بعد ذلك لا يوجد مبرر لموت الشعب السوداني. وإذا حدث موت فإن أكثر جهة تتأثر به سلبا، كما كانت هي الحال أيام الحرب الماضية؛ هي المهمشون والناس الغلابى والمساكين، هم الذين يُرحّلوا من قراهم التي عادةً ما تتدمر. والأغنياء والذين لديهم إمكانيات وقدرات لن يتعرضوا للتعب. وجميع النازحين تجدهم غير متعلمين وفقراء وهؤلاء هم الذين يقع عليهم قَدَر معاناة الآثار السلبية للحروب وهذه مسألة مؤسفة لأن هؤلاء الناس على الأقل المسؤولية تقتضي أن يدافع الناس عن مصلحتهم في أن يعيشوا حياة طبيعية؛ مع العلم أن مطالبهم في الحياة لم تكن كبيرة؛ فقط يريدون أن يعيشوا بهدوء ويغيروا حياتهم وحياة أبنائهم ويقوموا بتعليمهم؛ لأنه في حالة النزوح لن يجد أبناؤهم تعليما جيدا وحتى حلم تغيير الحال يكون قد انتهى بل (تحرقه طلقة نار). كيف تنظر الى ترتيبات ما قبل وما بعد الاستفتاء الجارية حالياً، ومن هو الذي يعاكس في عدم إكمالها من الشريكين؟ هذه الترتيبات تحكمها التجارب السابقة ويحكمها القانون الدولي وتحكمها الحقائق الموجودة، وهذه الترتيبات كان يمكن أن تكون سهلة وسلسة وناعمة، لكن لأن الطرفين (الاثنين) مجبوران على الانفصال و(الاثنان) غير محضرين للانفصال، لذلك حالهم مثل الطالب الذي يكون غير مستعد وتدخله الامتحان، حتما سوف (يتجهجه) لأنه لم يقُم بترتيب أموره وتجهيز نفسه لهذا الامتحان وذلك هو حال الشريكين، وأصلا أنا أعتقد أن قيادات الحركة الشعبية وممثليها لم يكونوا انفصاليين؛ بل هم جاءوا وركبوا على قطار الانفصال، هذا متأخر جدا وأُجبروا عليه وبالتالي غير محضرين وكل الترتيبات هذه بدأوا يعملون فيها من جديد ويجتهدون فيها أحيانا. والشريكان لم يضعا في حسبانهم خيار الانفصال لذلك لم يرتبوا ترتيبات ما قبل وما بعد الاستفتاء قبل فترة كافية وكانوا يعتبرون أن الحركة الشعبية تقف مع الوحدة ولن يحدث انفصال، وحتى الآن الشريكان لم يصلا الى اتفاق نهائي بشأن الترتيبات وكل اقتراحاتهم ظلت فاشلة في حل الخلافات، وعاجزين عن الوصول الى صيغة معقولة من الاتفاق، وإذا حدث انفصال بهذه الطريقة والكيفية وفي ظل عدم اكتمال الترتيبات هذه جميعها؛ ستكون قنابل موقوتة وسوف تتفجر ويمكن تعمل مشاكل. الصراع حول منطقة أبيي المتنازع حولها بين الشريكين مازال قائماً، ماهي الوصفة العلاجية لهذا الصراع بحسب وجهة نظرك العلمية؟ أنا طبعا واحدة من مشاكلي أنني لم أكن أتخيل أن يكون هنالك انفصال أصلا، ولم أضع تصورا لذلك، ولذلك أفكاري لم تكن محضرة لوضع تصور بأن (أبيي) تكون بأية صورة وشكل لأنني لم أكن مستوعبا المسألة لذلك ستكون أفكاري فطيرة ومعطوبة، لأنه أصلا حكاية الانفصال هذه لم أرَ أنها ستكون حلا ولم أرَ أنه عن طريق الانفصال ستتحقق الأهداف ولم أفكر في هذا الأمر، لكن الآن أمامنا مشكلة. وبصراحة شديدة جدا أنا شخصيا أعتقد أن (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) لن يستطيعا أن يقدما شيئا يكون مقبولا وعمليا لأبيي، وبالتالي يجب أن يعطي الشريكان مواطني أبيي فرصة، وخصوصا (الدينكا والمسيرية) يتركونهم لوحدهم بعيدين عن ضغوط (الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني) بأجندتهم هم كقبائل وبمصالحهم نطلب منهم أن يحلوا لنا هذه القضية بمصالحهم وننظر لحلهم؛ لأن (المسيرية والدينكا) لم يكونوا مرتبين ولا كانوا يحلمون بأنهم سيكونون مفصولين وكل واحد يكون في بلد لوحده. أنا أعتقد ستكون عندهم صعوبة لأن يصلوا لهم بشيء بافتراض الانفصال، وكان يمكن أن يصلوا الى مليون فكرة، وأنا يمكن أن أعطي مليون فكرة لكيفية تعايش مجتمع أبيي إذا كانت البلد موحّدة، لكن لأنه بصراحة عقلي لم يكن مرتبا على ان هنالك شيئا يسمى انفصالا، لذلك مساهمتي لم تكن عندها قيمة. لكن لعل وعسى (الدينكا والمسيرية) يجلسون ويجدون حلا عسى أن يكون أقرب للواقع ولأنهم هم الذين يتضررون منه، يجب أن يعملوا شيئا وحتى إذا كان خطأً يشعرون بأن هذا الحل وضعوه هم ويمكن يعالجوا قضاياهم؛ وذلك لمعرفتهم لطبيعة تركيبة المنطقة ويجب أن نتركهم لوضع صيغة حول وضعية أبيي بعد الانفصال، وإذا حدثت مشاكل هم يستطيعون أن يعالجوها، وهذا هو اقتراح متواضع من شخصي ولا أعتقد أنه يمكن يجد صدى مع سيادة وهيمنة الأجندة الحزبية.