{ الحديث عن ابداعات مازيمبي الكنغولي في نهائيات كأس العالم المقامة حالياً بابوظبي لا ينتهي، ولعله يفتح امامنا الباب واسعاً للبحث عن تفاصيل تراجعنا وأسباب تقهقرنا الى الوراء وخروجنا من البطولات الدولية مراراً وتكراراً، دون ان يرمش لإداراتنا او اعلاميينا طرف، وبدلاً عن الجلوس والشروع في بحث الاسباب نجد الجميع ينصرفون لمطاردة الاوهام..!! { والأوهام التي نعنيها علاقتها مباشرة بما نتابعه سنوياً، وقبل كل مشاركة للمريخ والهلال، على صفحات الصحف من وعود براقة وآمال مبنية على اساس رملي لا علاقة له بالواقع والظروف التي نعيشها.. وفي كل عام يتسرب الامل من بين ايدينا ورغم تكرار السقوط الاّ ان الايام اثبتت بأننا لا نمل الجري خلف السراب..!! { نتخيل السراب، ونقتنع بأنه ماء، ونشرع في إقناع الاخرين بتلك (الوهمة) ونحاول قدر المستطاع جرهم لممارسة الاستهبال والتأكيد على ان فرقنا انما هي قادرة على اعتلاء عرش البطولات والتربع عليه وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره.. { وبعد ان كان غياب المال يمثل المعضلة الاساسية التي تعوق المسيرة وتحول بيننا وبلوغ منصات التتويج صار ذلك المال في زماننا هذا سبب التدهور والتراجع والانكسار.. وصار نقمة بدلاً عن نعمة.. وفي ظل غياب التخطيط والبرامج المدروسة اختلط الحابل بالنابل ووصل تواضعنا لأسوأ المراحل.. { وصلت بنا حالة السوء لنتعاقد مع الاجانب (السكَّة) بملايين الدولارات دون اية نظرة لتواضع مستواهم في سوق الانتقالات الحقيقي.. تدفع لهم اداراتنا بدون حساب ولا تتجرأ على محاسبتهم او مساءلتهم او تطبيق اللوائح الاحترافية عليهم.. هذا إن وجدت لوائح احتراف اصلاً..!! { السياسة الهدامة للادارات حوّلت اللاعب السوداني الى نجم مزيّف محدود التفكير والطموح والنظرة.. كل همه لا يتجاوز حدود التنافس الموغل في المحلية.. الاحمر فاز على الازرق او العكس.. غاب الحساب فغاب طعم الاحتراف وتشوهت ملامحه وصار مسخاً.. { نجوم مازيمبي الذين صالوا وجالوا لا يعرفون الورق الاخضر وعلاقتهم ضعيفة بالشقق وأفخم السيارات التي يعرف (سكتها) لاعبو المريخ والهلال ويحفظون دروبها وعلاقتهم وطيدة معها.. ولكن داخل الملعب تكون كفة لاعبي مازيمبي الكنغولي هي الارجح والدليل نتائجهم الحالية.. { كرة القدم التي تحولت الى صناعة لا ينفصل التقدم فيها عن المال الذي يكون قابلاً للتحول الى معول هدم حال غياب البرامج والخطط المدروسة.. كما ان صرف المال بطريقة بذخية أو من أجل (الشوفونية) يجعل كل الامكانيات ومهما كبرت تذهب ادراج الرياح.. { اعلامنا الرياضي السوداني مشغول، مشغول بمصالحه الذاتية ولا هم له سوى تأجيج نيران الصراع والتشجيع على الشقاق والمزيد من الفرقة وإشاعة كل ما هو غير رياضي.. ولعل عدم الاشارة لما حققه مازيمبي الكنغولي في كأس العالم للاندية ما هو الاّ حلقة من حلقات (الطناش) المتواصلة مع كل الدروس التي نتابعها عبر الوسائط الاعلامية العالمية.. { وفي مثل هذه الايام تتجلى السطحية وعدم الموضوعية ويشجع معظم الكتّاب الرياضيين في بلادي ادارات الاندية على السير في سكة اللاموضوعية ويفرشون لهم الطريق المؤدي الى التواضع والتراجع بالورود والازاهير.. { يلعب مازيمبي نهائي كأس العالم للاندية ونغمتنا المملة المتعلقة بكأس مانديلا لا تفارق الكتابات.. ووصول الهلال لنهائي الابطال عامي 87 و92 لا يزال صداه يتردد في مساحات الاعمدة.. حتى المنتخب البائس حاله لا يختلف فما يزال قادة اتحاد الكرة يلوكون مضغة الفوز بكاس 1970.. { كل افكارنا الرياضية صارت من الماضي وهي بالتالي بعيدة كل البعد عن الواقع الحالي الذي تتعامل به قيادات الكرة في كل الدول العربية والافريقية كمن حولنا.. { لقد تفرغنا فقط للاسئلة الهامشية على شاكلة: البامية ما ياها..؟! وعندما يفتح الله علينا نكتشف ان: الزيت هو الما ياهو..!!