{ نترقب اليوم المباراة المرتقبة في نهائي كأس العالم للأندية بأبوظبي الاماراتية بين مازيمبي الكنغولي والانتر الايطالي.. وبعيداً عن النتيجة التي ستنتهي عليها المباراة فإن وصول الفريق الكنغولي، الذي هزمه الهلال في لوممباشي، لهذه المرحلة يُعد انجازاً في حد ذاته..!! { أما الجملة المتعلقة بفوز الهلال على مازيمبي في عقر داره، وتعمدي لذكرها في هذه المساحة، انما هو من ابجديات الاسلوب الذي نتعامل به في السودان مع الاحداث.. واعتقد انني وبتلك الطريقة ربما ارضي غرور العديد من الاهلة الذين يتفاخرون الآن بما حققه مازيمبي في كأس العالم للأندية على الرغم من ان التصرف الطبيعي للاهلة يجب ان يكون حسرة وألماً مع تقدم مازيمبي هذا..!! { واذا كان الاهلة يتحدثون عن فوزهم على مازيمبي في عقر داره ويعبرون عن فرحتهم على اساس ان مازيمبي المتألق هذه الايام (أخذ علقة) من سادومبا؛ فإن منطق المريخاب لا ولن يخرج عن تلك النظرة الموغلة في السطحية.. ولعلي بعدد من كُتّاب الاحمر تفاخروا بفوز فريقهم على مازيمبي في سيكافا..!! { لقد تعودنا على التعامل بكل (الهيافة) مع مثل هذه الامور.. ولا يمثل لنا فوز الفتح الرباطي المغربي، حديث العهد بالمشاركات الافريقية، بكأس الكونفدرالية اي شيء بل على العكس واذا حاول احد الكُتّاب تناول مثل هذه المواضيع بالجدية المطلوبة، فإن العامة من القراء سينصرفون عن كتاباته.. { لقد تعود قراؤنا الرياضيون على سياسة الحرث في البحر، وسادت عندهم سياسة الكذب والتعصب، وصارت كلمتها هي الأعلى وصوتها هو الاكثر اسماعاً.. وبالمقابل تراجع صوت المنطق، وانزوت الحقائق، لدرجة جعلت المطالب بها او المتحدث عنها منبوذاً وغير مرغوب فيه..!! { لن يقرأ احد عن الطريقة التي سلكها مجلس ادارة نادي مازيمبي مع لاعبيه حتى وصل بهم الى هذه المرحلة المتقدمة.. لكن وفي ذات الوقت يمكن لجميع الذين يشجعون الاحمر ان يتحملوا عناء قراءة صفحة كاملة تتحدث عن انجاز كأس مانديلا الذي غاب عن الواقع بفعل التراب الكثيف للزمن..!! { يقرأ عشاق الكرة في بلادي للكُتّاب (المستظرفين) الذين يجيدون إلهاء الناس عن واقعهم المرير بالمزيد من الإيغال والغوص في اعماق الوهم.. ونجد الجميع في قمة الاستئناس وهم يتابعون التريقة العرجاء التي يمارسها البعض..!! { وتمضي الايام، ولا احد يفكر في المواجهة بالحقيقة، وبالتالي تسير بنا العجلة نحو المزيد من التواضع والتراجع.. وتصبح الهزائم هي العنوان، والسقوط هو السياسة الاساسية، بينما الادارة تمارس النوم واللعب على الجميع بما في ذلك الاعلام الذي اتجه ناحية المصالح الخاصة ولا شيء سواها. { يفوز مازيمبي ويتقدم في بطولة العالم للأندية، وييلغ النهائي ولا نملك على صفحات الاصدارات الرياضية في بلادي سوى التحدث عن استثناء فيصل موسى والحارس ياسين.. يتربع فريق كالفتح على عرش الكونفدرالية، رغم مشاركته لأول مرة، ونحن لا نزال نستمتع بمضغ علكة كأس مانديلا.. والكأسات المحمولة جواً..!! { يتقدم مازيمبي الكنغولي، بلاعبيه المحليين، ونحن لا نرغب في مغادرة سكة اللهث خلف اللاعبين المحترفين المزيفيين.. فهذا بمليون دولار، وذاك بثلاثة ملايين، والمحلصة صفر كبير والمزيد من التواضع والهزائم المحمولة جواً..!! { سياسة المكاواة، والحقد، والخروج بالرياضة عن المعاني السامية، والابجديات التي من اجلها تقدم الناس، وتوسعت خطواتهم نحو المجد، هي الحكم.. وصوتها هو الأعلى، وصداها هو الابرز، وبالتالي لا فكاك ولا امل في الفكاك لا عاجلاً ولا آجلاً..!! { التحية لرجال مازيمبي الكنغولي، ومن هنا نتمنى لهم التوفيق في مباراة اليوم، التي حتى ولو انهم خسروها فإنهم هم المنتصرون ولا عزاء لهواة ممارسة النفخة الكذابة خاصةً اولئك الذين يتولون القيادة في مجال الكرة بالسودان. { بطل الكنغو هو الاجدر بالبطولة وبالمقابل فإننا الاجدر بلقب الاقزام في عالم الكرة سواء على المستوى القاري او العالمي.