حذرت منظمة أطباء بلا حدود العاملة في السودان من تعرّض عشرات من الجنوبيين العائدين من الشمال إلى الجنوب للمشاركة في الاستفتاء على تقرير المصير؛ للإصابة بالأمراض المستوطنة في الإقليم، بما فيها الملاريا والحصبة والتهاب السحايا والسل، وقالت إن وجودهم بأعداد كبيرة في الجنوب يفرض ضغطاً إضافياً على الموارد المحدودة من طعام ومياه الشرب وتوفير خدمات الرعاية، ونبهت المنظمة إلى خطورة انعدام الأمن، وكشفت عن مقتل أكثر من (900) شخص وتشرُّد (215) ألفاً آخرين خلال العام الحالي بسبب أعمال العنف التي نشبت بين القبائل ومجموعات التمرد، مثل جيش الرب والجماعات المقاتلة الجديدة، وقال رئيس المنظمة؛ روب مالدر بينما: «إن العالم يركز على التطورات السياسية واقتراب موعد الاستفتاء، لا يجب علينا أن نتغافل عن مصير السكان الذين يخرجون من أزمة ليجدوا أنفسهم غارقين في أخرى»، ونبَّه إلى أن جنوب السودان ما زال يعاني من أزمة إنسانية، وقال إن إنشاء نظام صحي قائم بذاته يتطلب سنوات عدة لتحقيقه، وطالب مالدر الحكومة والمجتمع الدولي بالاستجابة للاحتياجات الفورية للسكان من الطعام والمأوى والرعاية الصحية. وكشفت المنظمة في بيان لها عن عجز (75%) من سكان جنوب السودان عن الوصول إلى أبسط خدمات الرعاية الصحية الطارئة، مثل علاج الكلزار الذي قالت إنه يقتل ما يقارب (100%) من الحالات في غضون شهر إلى أربعة أشهر من الإصابة، وأعلنت في بيان صحفي حصلت عليه (الأهرام اليوم) ممهوراً بتوقيع المنسقة الطبية بالمنظمة؛ إيلين جونس، أنها عالجت (2355) شخصاً من المرض في ولايات أعالي النيل، الوحدة، جونقلي بما يعادل ثمانية أضعاف الذين تم علاجهم العام الماضي، وأشارت إلى ضعف المناعة البشرية لدى السكان، وقالت إنه زاد من حدة انتشار المرض، وكشفت إيلين عن استقبال ما يقارب (14) ألف مريض في عيادات المنظمة يعانون من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر العشرة الأولى من 2010م الحالي، الذي سجل زيادة (50%) عن العام 2008.