قالت منظمة اطباء بلا حدود،انه مع اقتراب موعد استفتاء تقرير المصير الذي سيُجرى يوم 9 يناير ، يصارع الجنوب من أجل احتواء أكبر انتشار لداء الليشمانيات (الكالازار) عرفته المنطقة منذ ثماني سنوات. وحذرت المنظمة ،من أن حدة انتشار اللشمانيات لا تعدو أن تكون واحدة فقط من الجوانب الكثيرة للأزمة الطبية الإنسانية الكبرى التي تسود الجنوب، والتي تشمل نقصاً فادحاً في خدمات الرعاية الصحية وانتشاراً مزمناً لسوء التغذية وظهوراً منتظماً لأمراض تسهل الوقاية منها، إلى جانب انعدام الأمن الذي يتسبب في تشريد المجتمعات وإزهاق أرواح الأبرياء. وقالت إيلين جونس، المنسقة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود «مع داء الكالازار، نصبح دائماً في سباق محموم مع الزمن من أجل إنقاذ حياة الناس، المشكلة أننا غالباً ما نخسر السباق حتى قبل أن نبدأه، فثلاثة أرباع الناس لا يستطيعون الوصول إلى أبسط خدمات الرعاية الصحية، ولا يمكن النظام الصحي الضعيف أن يتعامل مع حالات طارئة من هذا النوع. ومن ثم يأتي هذا الوباء ليزيد من تفاقم الوضع في صميم أزمة طبية إنسانية تحاصر السكان». وكشفت المنظمة انها حتى نهاية شهر نوفمبر عالجت 2355 شخصاً من المرض في ولايات أعالي النيل والوحدة وجونقلي، وهو رقم يعادل ثمانية أضعاف المرضى الذين عولجوا في نفس الفترة من السنة الماضية، ولفتت الى أن ضعف أنظمة المناعة البشرية لدى السكان ،زاد من حدة انتشار المرض ، وقالت انه خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي، استقبلت منظمة أطباء بلا حدود في عياداتها 13.800 مريض يعانون من سوء التغذية الحاد، مسجلة زيادة 20% مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2009، وبنسبة 50% مقارنة مع إجمالي سنة 2008. وحذرت المنظمة من ان عشرات الآلاف من أهالي الجنوب العائدين من الشمال إلى جانب آخرين قادمين من الخارج من أجل الاستفتاء معرضون للإصابة بالأمراض التي تستوطن في الجنوب، مثل الملاريا والحصبة والتهاب السحايا والسل، منوهة الى أن وجودهم سوف يفرض ضغطاً إضافيا شديداً على الموارد المحدودة أصلاً، بما في ذلك الطعام ومياه الشرب وتوفير خدمات الرعاية الصحية. واشارت المنظمة الى انه بالإضافة إلى ذلك، يبقى عامل انعدام الأمن واقعاً حاضراً في جنوب السودان، فعلى مدى العام الجاري، سُجّل مقتل أكثر من 900 شخص، بينما تشرد 215.000 آخرين بسبب أعمال العنف التي تنشب بين القبائل أو بين جماعات التمرد مثل جيش الرب للمقاومة وغيرها من الجماعات المقاتلة الجديدة. وقال روب مالدر، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الجنوب: «بينما يركز العالم على التطورات السياسية واقتراب موعد الاستفتاء، لا يجب علينا أن نتغافل عن مصير السكان الذين يخرجون من أزمة ليجدوا أنفسهم غارقين في أخرى، إذ ما زال جنوب السودان يعاني من أزمة إنسانية، وحيث إن إنشاء نظام صحي قائم بذاته سوف يتطلب سنوات عدة لتحقيقه، فإنه من اللازم علينا الاستجابة للاحتياجات الفورية للسكان من الطعام والمأوى والرعاية الصحية، وسوف يتطلب الأمر نظام استجابة طارئة متين يحظى بدعم الحكومة والمجتمع الدولي».