جرت دراسات كثيرة حول الصمغ العربي وفوائده الطبية، حيث ثبتت فعاليته في كثير من التجارب الدوائية، كما أنه بديل اقتصادي في سلسلة الصادرات غير البترولية، بحسب د. عبد الماجد عبد القادر، الأمين العام لمجلس الصمغ العربي، الذي تحدث ل «الأهرام اليوم»، عن هذه السلعة المهمة، موضحاً أن الصمغ العربي الناتج من شجرة الهشاب هو الأميز نوعاً وجودةً وسعراً، مما يجعله بديلاً للصادرات البترولية الناضبة مهما طال بها الزمن، بالإضافة إلى فوائده واستخداماته العديدة. ويوضح الدكتور عبد الماجد أن الهشاب والطلح من الأشجار المنتشرة في السودان وتنمو في حزام مداري يمتد في القارة الإفريقية غرباً وشرقاً وشمالاً من نيجيريا والسنغال عبر تشاد إلى إريتريا وإثيوبيا، ويشمل الحزام خُمس مساحة السودان ويغطي عشر ولايات شمالية وواحدة جنوبية (أعالي النيل)، ويعمل في إنتاجه أكثر من خمسة ملايين مواطن. ويضيف محدثنا: البحث عن أسواق خارجية كان سبباً مباشراً في ازدهار تجارة الصمغ في أوروبا، حيث ظل يتبوّأ مركز الصدارة بين الصادرات السودانية، فوجد له مكاناً في العالم من خلال شركة الصمغ العربي، وهناك خطة لزيادة توسيع السوق وتطوير سلعة الصمغ كغذاء ودواء بجانب البحث عن أسواق خارجية بشرق آسيا. ويقول الدكتور عبد الماجد: الأشجار تعرَّضت بسبب الطق الجائر وعدم الدراية لأضرار كثيرة، ففي كل عام يتم طق أحد الأوجه الأربعة للشجرة بحيث لا يُعاد الطق في نفس المكان إلا بعد مرور أربعة أعوام، فالصمغ في حقيقته هو ليس بمحصول زراعي مباشر مثل الذرة، وإنما هو عبارة عن إفراز تؤثر فيه العوامل البيئية ومن أهمها درجة الحرارة وسرعة الرياح، فتستجيب الشجرة لعمليات الطق بإفراز الصمغ لقفل الجروح (محل الطق)، ويختلف تركيب الصمغ كيميائياً وفقاً لأصوله النباتية، ويُسمى حسب توزيعه الجغرافي، ومن أهم خصائصه أنّه غير قابل للذوبان في الأثير والكلورفور وفي الكحول الصافي، وهو عالي الذوبان في الماء، وهو سائل ضعيف الحموضة ويسهل تكسيره، ومن خصائص سائل الصمغ العربي - كما يقول د. عبد الماجد - أنه لزج ولاصق، وأنه مادة عضوية طبيعية لا طعم ولا لون ولا رائحة له وخالٍ من السموم والمواد الضارة بالصحة، وضعيف السعرات الحرارية ومُثبِّت جيّد للنكهة ويساعد على تجانس السوائل المختلفة. ويضيف د. عبد الماجد عبد القادر: للصمغ العربي دور كبير ومجال واسع في صناعة الحلويات والمركَّبات والمشروبات والمواد الغذائية والعقاقير الطبية ومستحضرات التجميل والأحبار والطباعة والنسيج، فأنواع الصمغ ثلاثة ويختلف كل نوع عن الآخر في استخداماته، فمثلاً صمغ الهشاب يُستخدم في تخفيف نسبة البولينا في الدم التي تؤدي إلى تقليل درجة الإصابة بالفشل الكُلوي، ولا يستخدم صمغ اللبان في هذا الغرض، إذ له استخدمات طبية أخرى مثل العقاقير الخاصة بأمراض الصدر، أمّا صمغ الطلح فيستخدم في الصناعات المختلفة لصناعة الألوان ومواد التجميل وخلافها، وللصمغ العربي فوائد للجهاز الهضمي، إذ أنه يساعد في عملية بناء الطبقة المخاطية في جدار الأمعاء التي لها دور فعّال في وقاية الجهاز الهضمي ويُقلّل من حدوث الأورام الحميدة والخبيثة في الأمعاء وبالأخص القولون الذي يُعتبر من أكثر الأعضاء إصابةً بالأورام، كما أنه يعمل على تقليل نسبة جلكوز الدم ويعالج الإمساك، وينصح المختصون والخبراء بضرورة استعمال الصمغ العربي في الحياة اليومية في الطعام بكل الطرق سواء في العصائر أو الوجبات العادية، ويؤكد المختصون أن الكمية المطلوب تناولها بحد أدنى (50) جراماً في اليوم، إضافة إلى أنه يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم التي تُساعد عشرة أضعاف الكمية الموجودة في اللبن.