أمس الأول كانت (الأهرام اليوم) على موعد مع التاريخ وهي تحتفي بعرسها الأول، أطلت هذه المرة من نافذة صالة (كزام) بالحديقة الدولية وليس من (المكتبات) التي تتزين بها، أطلت وفي جبينها يرتسم عشم الملايين الحالمين بوطن موحد وأرض خضراء، وحضارة متصلة لا تقلقها دعاوى الانفصاليين، أطلت وهي (عروس) بنت عام في أظافرها شتول الحناء. كل السودان كان ممثلاً في ذلك اللقاء الاستثنائي.. جاء مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بوداعته المعروفة ودبلوماسيته التي لم تغادره أبداً، وجاءت وزيرة الدولة بالإعلام المشرفة على قطاع الصحافة الوزيرة الشابة سناء حمد، والأمين العام لجهاز شؤون العاملين بالخارج الدكتور كرار التهامي، وسفير مصر الشقيقة سعادة عبد الغفار الديب وسفير جمهورية العراق الدكتور صالح التميمي المثقف والأكاديمي، والسفير اللبناني أحمد شماط، ومدير الحج والعمرة أحمد عبد الله، وجاءت الدكتورة مريم الصادق مساعد الأمين العام لحزب الأمة وهي ترتدي حزمة من الألقاب والتفاصيل الأنصارية، وجاء الأستاذ العبيد مروح الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وكان هناك مدير التلفزيون محمد حاتم سليمان، ومدير الإذاعة معتصم فضل، ورئيس نادي المريخ جمال الوالي، ومدير شرطة المرور اللواء عابدين الطاهر، واللواء حسن الأمين مدير إدارة الخدمات وعدد من رؤساء أقسام الشرطة بالخرطوم، وممثلون للمطبعة الدولية، وكان هناك رؤساء تحرير الصحف وهم يوقعون على دفتر الحضور وكلمة العدد الأول في ذكراه؛ رئيس تحرير (الأحداث) الأستاذ عادل الباز، ورئيس تحرير (آخر لحظة) مصطفى أبو العزائم، ورئيس تحرير صحيفة (الوطن) عادل سيد أحمد، ورئيس تحرير (فنون) هيثم كابو، ورئيس تحرير صحيفة (الدار) عبد الرازق الحارث، ومدير تحرير (حكايات) أحمد يونس، وجاء الفنان التشكيلي راشد دياب، والشاعر إسحاق الحلنقي، ويوسف الموصلي وعلي السقيد.. وعدد وافر من الصحفيين والإعلاميين ونجوم المجتمع. وكانت الأصوات الدافئة تملأ الذاكرة والقلب والأرواح، فشدت فرقة عقد الجلاد بصوت طروب وحلقت بالناس في وطن وسيع يستشرف المستقبل، وطن محجوب شريف «نتمناك موحد بي نيلك موسم»، وهي أمنية لا تزال شاخصة هتف على صداها الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وتعطر الحفل بأغنيات البلابل وهن يشقشقن مثل العصافير في الفجر، كأنما أصواتهن مرآة للتحولات العميقة التي تجتاح السودان نفسه، عدن بالحضور إلى ماض جميل وإلى مشوار سنين وسنين، حتى استحال عادل الباز إلى دفقة من الشجن. رئيس التحرير الأستاذ الهندي عز الدين ألقى كلمة ضافية رحب فيها بالحضور وقال إن (الأهرام اليوم) تدخل عامها الثاني مسنودة بعزيمة أبنائها وبناتها من شباب اليوم وتقتحم دوائر المستحيل بقرائها المثابرين، تمضي واثقة الخطى غير هيابة ولا مترددة وهي صحيفة مع أنها قامت بمجهودات بسيطة إلا أنها ولدت لتكون ناجحة ومتفردة منذ العدد الأول، وأشار إلى أن الأهرام تمثل حضارة تليدة وممتدة من كرمة والبجراوية ونبتة، وقال إنهم يحتفون اليوم بعيد ميلادها الأول بنفس الروح والعزيمة والتواصل مع المجتمع، معلناً ابتدارها تكريم الشاعر والإعلامي الكبير سيف الدين الدسوقي بشهادة تقديرية ومبلغ مالي مقدر وزيارة تعتزم الصحيفة القيام بها إلى منزله، لتنهال التبرعات بعدها، حيث تكفلت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي الدكتورة أميرة الفاضل بعلاجه، وبرز في ثوب المكرمين أيضاً للدسوقي الذي جاء إلى الحفل وفي يده هدية «الحرف والأشواق والهوى»؛ برز من المكرمين رجل الأعمال المهندس يوسف محميد الذي تبرع لسيف الدسوقي بمبلغ (10) آلاف جنيه، كما وعد قطب الهلال خالد الكتيابي مدير شركة تساهيل بالانضمام لقافلة المتبرعين. وزيرة الدولة بوزارة الإعلام سناء حمد أضفت على الحفل حديثاً عذباً ومتفائلاً وقالت إن (الأهرام اليوم) صحيفة متميزة، وعبرت عن سعادتها بلقاء أهل الصحافة والإعلام في هذه الاحتفالية التي تتزامن وأعياد الاستقلال. الشاعر مدني النخلي زرع في فضاء الصالة قصيدة جميلة بمناسبة إطفاء الشمعة الأولى سكب فيها من جمال مشاعره الكثير، لتنداح الأستاذة داليا إلياس بقصيدة من بنات أفكارها الملهمات، وكان شريكا النجاح رئيس مجلس الإدارة عبد الله دفع الله والأستاذ مزمل أبو القاسم يشكلان قوساً شفافاً من التضامن والحلم الذي يتسع في عيونهما كل صباح. المذيعة الشابة هنادي علي سليمان بالتلفزيون القومي، قدمت فقرات الحفل بسلاسة وروعة فائقة. الأستاذ عمر الجزلي كان هو الآخر يعزف سيمفونية الحب على أوتار الليل، وكان اسماً لامعاً في حفل التتويج، كان مندفعاً كموج البحر وهو يقدم ابن أم درمان الشاعر سيف الدسوقي وهو ينفخ العطر للناس ويفنى تحرقاً واشتعالاً، فعمر الجزلي هو نفسه يحتاج إلى تكريم يليق بتاريخه وحضوره الإعلامي الطاغي.. ولم ينقطع المساء دون أن تفي الصحيفة بوعدها تجاه الفائزين في المسابقة الرمضانية، وقدمت لهم الجوائز لتدنيهم أكثر من سطورها ورسالتها تجاه المجتمع الذي أصبحت لسانه وحاديه.. كانت أمسية حافلة بكل شيء، الحرف والأشواق والعيون المبتهجة والألفة، ولم ينقض الليل إلا والمحبة في تعريفها الأجمل تطرق كل القلوب وتفتح على الناس في عز الكتمة « شبَّاك النسيم».