قال زعيم المؤتمر الشعبي؛ الدكتور حسن الترابي، إن زيارة الرئيسين مبارك والقذافي إلى الخرطوم مؤخراً تأتي في إطار تيار عالمي «هما يمثلانه»، يدعو إلى أن يمر الاستفتاء بسلام، وألا تعقبه أي توترات بين الشمال والجنوب، ولذلك جاءا إلى الطرف الذي يأتي فيه القرار على غير ما يريدون، وهو الطرف الشمالي. وحول أجندته في المرحلة المقبلة قال الترابي: «أولاً مع الجنوب رجعة إن شاء الله بعد طلقة أصبحت يقيناً ولو بعد حين، ومع بقية البلد نتعظ بهذه التجربة أن لا نتورط في ذات الأزمة». وعن آمال وحدة السودان في الوقت الراهن قال الترابي في تصريحات خاصة ل(الأهرام اليوم): «تؤسس البلاد على حكم شوري حر، الشعوب يمكن أن تتحد لكن الحكام لا يتحدون، كل واحد منهم يريد أن يعلو على الآخر، والانفصال في السودان صار أمراً واقعاً، والمريض الذي لا أمل منه لا بد أن يقول له الطبيب أنه سيمضي بعد ساعات إلى رحمة ربه»، وأكد د. الترابي أن السودان لو بقي موحداً سيبقى الشمال والجنوب فيه متوازيان، وأضاف: «إن الجوار مع الجنوب سيكون جواراً حيوياً، وسيكون أوسع جوار، على عكس الجوار مع مصر، الذي به صحراء واسعة». مبيناً أن تداعيات الانفصال ستكون مستمرة على كل أجزاء السودان. وقال د. الترابي: «إذا حَسُن الجوار واستدركت دارفور لربما اتعظ الناس، ولكن الحكومة مستمرة في طغيانها، ومعروف أن الوحدة للترابط، والمواطنة عقد، ولا خير في زواج لا عقد فيه». ورفض الترابي فكرة حكومة علمانية بالسودان، قائلاً: «لا أشارك في حكومة علمانية بالمنهج الغربي»، مضيفاً أن الحكومة الموجودة في السودان الآن غير إسلامية، مبيناً أن التسلط ليس من حكم الإسلام، وقد جاءت التوجيهات الربانية بإقامة الشورى بالنيابة وليس بالتعيين وعدم خيانة العهود والمواثيق. وتساءل د. الترابي: «هل الإسلام هو ضرب البنات المسكينات؟». وفي معرض تعليقه على التجمع المسلح لمتمردي دارفور بين عبد الواحد نور ومناوي ود. خليل إبراهيم، قال د. الترابي: «كنت دائماً أتمنى أن يجتمع كل أهل دارفور ليكونوا جبهة واحدة، يقدمون ورقة واحدة حتى لا ترتبك المفاوضات بينهم والسلطة، هذا هو الذي يَسَّر للجنوبيين التوصل إلى اتفاق»، مضيفاً أن رأي المقاتلين من أهل دارفور وغيرهم واحد في المطالبة بقضاياهم العامة وتتركز في توفير الحريات ليقرروا من يحكم دارفور ومن يرسلونه نائباً، لأن الشعوب هي من تقرر ذلك.