{ بديهي أن تتباطأ حركة (التحرير والعدالة) في التوقيع على اتفاق سلام مع الحكومة، فجميع القوى السياسية والحركات المتمرِّدة تنتظر مآلات تقرير مصير جنوب السودان.. وهل ستبقى (الإنقاذ) قويَّةً وراسخةً.. أم ستحملها ريح الاستفتاء إلى المجهول؟! الانتهازيَّة السياسيَّة تجعل (المعارضين) في خانات الترقُّب والترصُّد والتآمر، و(الشماتة)..! ولهذا كان أوْلى أن يقرأ الدكتور «غازي صلاح الدين»، مسؤول ملف دارفور، وكبير المفاوضين الدكتور «أمين حسن عمر»، هذا المشهد، وهما من أذكى رجال (الإنقاذ)، فيعلمان أن حركة التحرير والعدالة أو غيرها من الحركات، لن توقِّع على أي اتفاق انتظاراً للقادم!! الوساطة القطريَّة والأفريقيَّة والأمميَّة أيضاً كان ينبغي أن تعلم أنها لا تتعامل مع (حركات) تحرِّكها أجندة (وطنيَّة)، بل تدفعها عقليَّات صغيرة، محدودة الخبرة، ضعيفة التجربة، حديثة عهد بالسياسة، واستناداً إلى ذلك فلا أمل في توقيع اتِّفاق سلام قبل أن يتيقَّن (المتمرِّدون) من أنَّ الحكومة باقية.. وراسخة.. وقويَّة، حتى بعد انفصال الجنوب. { احتفلت الإذاعة السودانيَّة بعيدها (السبعين) بحضور نائب الرئيس الأستاذ «علي عثمان محمد طه».. تحيَّاتنا الصادقة للإداري الخلوق، والمدير الأمين، الإذاعي المحترف الأستاذ «معتصم فضل»، فكم استمعنا إلى «معتصم» مقدِّم البرامج الرائع في (ألحان).. وكم أدهشنا «معتصم» مخرج روائع الدراما الإذاعيَّة.. ومخرج برامج المنوعات.. وكم يدهشنا الآن وهو يدير الإذاعة بحكمة ومسؤوليَّة.. مبروك للإذاعة السودانيَّة.. لرعيلها الأول من الأحياء.. لمخضرميها وكبار مذيعيها ومذيعاتها.. ولفنيِّيها.. وعقبال الشمعة (الميَّة). { لا تعجبني نبرة تحميل المسؤوليَّة عن الكثير من الأخطاء في الساحة السياسية والاقتصاديَّة، وحتى الاجتماعيَّة، للصحافة السودانيَّة.. البعض يريد أن يجعل من الصحافة شمَّاعة لأخطاء الحكومة وضعف السياسيين.. و(كفوات) الاقتصاديين، وانتشار عصابات المجرمين وتطوُّر الجريمة في المجتمع.. القتلة.. والمحتالين.. ولصوص الليل والنهار!! على السادة عشَّاق البحث عن (شمَّاعات).. أن يبحثوا بعيداً عن الصحافة.. حتى أولئك (المحبطين) من داخل الوسط الصحفي. أحد رؤساء التحرير تحدَّث في برنامج (حتَّى تكتمل الصورة) الذي يقدِّمه الزميل الأستاذ «الطاهر حسن التوم»، وألقى باللائمة على رؤساء التحرير، معتبراً أن بعضهم (غير مؤهل) لرئاسة التحرير..!! مع أن سيادته (المؤهَّل الوحيد) فشل في إدارة عدَّة صحف على التوالي.. وصحيفته الآن لا توزِّع أكثر من (ألف) نسخة فقط!!! رغم الدعم الحكومي المستمر عبر الوزير (الفلاني) والوالي (العلاني)!! واتفرَّج يا تأهيل..! { قناعتي التامَّة، ومعرفتي وزياراتي للعالم، تؤكد أنَّ هناك رؤساء تحرير وصحفيين يعملون الآن في السودان، يفوقون الكثير جداً من رؤساء تحرير وصحفيين عرباً في «مصر» و«لبنان» و«قطر» و«الإمارات» وغيرها من الدول العربيَّة، من حيث الخبرات.. المقدرات.. والثقافة، وامتلاك ناصية اللغة وأدوات المهنة.. ربما يتفوَّق بعض أولئك علينا بقدرتهم على تضخيم أنفسهم وإجادة (ربطات العنق)!! { على الإخوة (المحبطين) في وسطنا أن يغادروا المسرح ويفسحوا المجال.. افسحوا.. يفسح الله لكم. { بطاقة تهنئة رقيقة أبعثها من هنا إلى كافَّة قُرَّاء (الأهرام اليوم) فرداً.. فرداً.. رجلاً وامرأةً.. شاباً.. وشابة.. شيخاً وشيخة.. حاجَّاً .. وحاجَّةً.. أُمَّاً.. وأباً.. عمَّاً.. وعمَّة.. خالاً وخالة.. جدَّاً.. وجدَّة.. طفلاً.. وطفلة.. إليكم جميعاً من «حلفا» إلى «نمولي» - وسنظل نقول إلى «نمولي» حتى موعد إعلان النتيجة (المضروبة) للاستفتاء.. المزيفة مقدَّماً، تحت سمع وبصر أقمار عميل «الموساد» الجديد «جورج كلوني» - إليكم جميعاً يا أهل السودان.. أهل الحارَّة.. ديل أهلي محل قبَّلت ألقاهم.. معاي.. معاي.. زي ضُلِّي.. إليكم التهاني شلالات من الفرح الأخضر.. تهدر مع النيل.. وتمتدُّ بامتداد البوادي.. و(الضهاري).. . والصحاري.. { كل سنة وإنتو طيبين.. تامين.. سالمين.. كل سنة والسودان شعب شامخ.. مهما تكاثرت عليه المصائب.. وتلاحقت عليه الأزمات.. { كل سنة وإنتو سودانيين.. حتَّى ولو رحل الجنوب.. وأخذه «سلفا» و«مشار» و«باقان» إلى التهلكة.. والمحرقة.. سنظل نحن وأنتم.. سودانيين.. شامخين بالعزة.. باقين بالأمل .. ممتلئين باليقين. { عام جديد.. وعمر مديد.. وبلد حديد.