ارتبطا بصرح الإذاعة السودانية فصارا من رموز العمل الإداري بها وقبل ذلك كانا من مبدعي العمل فيها. ولا تذكر دراما الإذاعة إلا وذُكر الكثيرون من الممثلين وكتابها ومخرجيها ولكن سيظل هذا الجيل الذي سبقه يتذكر جيداً الاثنين صلاح الدين الفاضل ومعتصم الفاضل. بدأ صلاح الفاضل عمله بالإذاعة في العام (1968م) في وظيفة مساعد مخرج بقسم الدراما والذي كان رئيسه الإذاعي محمد طاهر. اشتُهر صلاح الفاضل أولاً بمسلسل (خطوبة سهير) الذي أخرجه في بداية السبعينيات. الاثنان ارتبطا ببعضهما عبر العمل الاذاعي فصارا من رموزه الباهرة والمبدعة. فعلاقتهما بدأت في السبعينيات بقسم الدراما وصارت من العلاقات التي لا فصام لها. فمعتصم فضل حين بدايات وجوده بالإذاعة كان صلاح الفاضل أحد الراسخين في عالم الدراما الإذاعية فعملا مع بعضهما بقسم الدراما. أما معتصم فضل فهو من الذين عملوا كمتعاونين بها قبل أن يعمل بها رسمياً في بدايات العام (1972م). ومن خطة أنه التقى أولاً في فترة تعاونه مع الإذاعة بالإذاعي محمد خوجلي صالحين عبر برنامج (جرب حظك) فاستفاد من قربه من هذا الرقم الإذاعي. كذلك من محطات عمله بالإذاعة تلقيه تدريبًا على يد الرقم الإذاعي أحمد قباني. اشتُهر معتصم فضل بعمله بقسم الدراما فكانت فتوحات درامية مازالت على كل لسان للذين عاصروها وهما مسلسلا (كشك ناصية) و(حكاية النعمة بت وراق). كذلك من محطات حياتهما الإبداعية إخراج صلاح الفاضل لمسلسل (ترحيل النبض) لعز الدين هلالي مع إخراج معتصم فضل لبرنامج الأطفال الأسبوعي الذي يبث كل جمعة صباحاً زائداً كماً مقدراً من المسلسلات الإذاعية. الاثنان من الذين حباهم الله بميزة القبول والمحبة لدى الآخرين. وفي هذا ما من موقع ذهبا إليه إلا ووجدا كل احترام وتبجيل. الاثنان كذلك لهما ما لم يحظَ به مدير إذاعة منذ انشائها في (1940م). فصلاح الدين الفاضل هو الوحيد بين مديري الإذاعة الذي يحمل درجة بروفيسور في حين أن معتصم فضل هو المدير الوحيد للإذاعة بين جميع المديرين الذي كرمته منظمة عالمية عبر برنامج إذاعي، وكان ذلك في مارس (1985م) وهي منظمة اليونسيف وبرنامج (رحلة السعادة) الذي كان هدفه صحة الإنسان والمجتمع. التحية لهما في موقعيهما تدريساً للإعلام (صلاح الفاضل) وإدارة مقتدرة لصرح الإذاعة الصديق (معتصم فضل).