وصف رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، الرئيس عمر البشير ب«المتحمس» ورفض أن يكون «متطرفا» وقال المهدي: «البشير يحمل مزاج أبناء البلد في السودان، لا أعتقد أنه متطرف، وأنا دائما أقول هذا الكلام، ولكنه قابل للحماس. ووارد جدا هناك جماعات ضغطت في هذا الاتجاه، وهو تجاوب معها، ولكن مزاجه الشخصي في اعتقادي مزاج ابن البلد السوداني العادي، وليست فيه هذه النزعة، وفي هذه الموضوع لا شك أنه تحدث بلسان تيَّار متطرف، وليس من الضروري أن يكون هذا التيَّار داخل المؤتمر الوطني. وحول تاريخ السادس والعشرين من يناير المقبل الذي حدده الصادق موعدا نهائيا لقبول الخيارات التي طرحها على المؤتمر الوطني بتشكيل حكومة قومية؛ قال رئيس حزب الأمة القومي: «الدلائل تشير إلى الرفض، وأنا أعتقد أن في داخل المؤتمر الوطني وعلى مستويات مختلفة هناك وطنيون وعقلاء، ولكن الأمور في رأيي في أيدي أشخاص أجهضوا من قبل اتفاق التراضي الوطني، وأجهضوا اتفاق نداء الوطن، وما داموا موجودين فسيغلقون الباب أمام هذا التفكير، ولكن على أي حال نحن لا نعتبر أنفسنا في مباراة بيننا وبين المؤتمر الوطني، ولكن بيننا الشعب السوداني، وبيننا الأسرة الدولية، وبيننا العالم، ليحكم، لأننا عندما نقول كلاما معقولا مثل هذا، يرفض أولا، وحتى إذا رفض من قبل الصقور سيكون مقبولا لدى عقلاء في المؤتمر الوطني». وبخصوص التفكير الدولي لأحوال السودان قال المهدي في حوار مع صحيفة (الشرق الأوسط) أمس (الجمعة): «أعتقد أن في الولاياتالمتحدة خللا أساسيا؛ السياسات الخارجية ترسمها «لوبيات»، وما تراه هذه «اللوبيات» يؤثر على سياسة الإدارة. «اللوبيات» الموجودة الآن مهتمة بأن يجرى الاستفتاء وتولد دولة الجنوب دون اهتمام كافٍ بما يحدث لدولة الشمال، بينما أي تفكير عاقل يرى أنه من الضروري جدا أن تكون دولة الشمال نفسها راشدة حتى لا تكون فيها نزعات لتخريب دولة الجنوب.» وأضاف: «والآن الكثيرون في الولاياتالمتحدة ينظرون من زاوية ضيقة جدا؛ فهم أولا لم يهتموا أبدا بالانتخابات وهذا دليل على عدم الاهتمام بالديمقراطية. وعن ضرب ابنته مريم وسجن رباح قال الصادق: «هذا ليس بجديد عليهما؛ فأمهما كانت كذلك وأبوهما كذلك، هذا طريق مسلوك، أنا سُجنت وأمهما سُجنت، والمرض الذي ماتت به جاءها من السجن، وهذه ضريبة الوطن، نحن مستعدون لها، وأنا لم أحرض أحدا ولم أقل له اذهب أو لا تذهب، لكن أعتقد أن وطنيتهما دفعتهما للتعبير عن مصلحة وطنهما ودفعتا ثمن ذلك، وهذا ثمن الوطنية في السودان ما دام هناك نظام قمع وقهر.