حزب الأمة و\" كمّادات الإنقاذ\"! فايز الشيخ السليك [email protected] لست طبيباً؛ ولكن من التجارب العادية أعرف شيئاً اسمه \"الكمّادات\"، يستخدم في العادة في الإسعافات الأولية، لكنّها ليست علاجاً ناجعاً، وهي قد تخفف من درجة الحرارة عندما ترتفع بسبب الحمى، ومناسبة \"الكمادات\" هي علاقة \"المؤتمر الوطني\" بحزب \"الأمة القومي\" حيث يلجأ \"الانقاذيون\" إلى المناورة عن طريق الحوار عندما تشتد الأزمات، ويحكم الحصار حولهم، وهو ما يبدو اليوم بسبب \" تسونامي الثورات العربية\" المتنامي، والذي تزداد درجات ضرباته مع مرور الأيام، وكلما كان النظام الحاكم\" أكثر شمولية\"، أو كان الزعيم أكثر تمسكاً بالكرسي، وقبل الخوض في تفاصيل أكثر؛ أعيد هنا أسئلة من حوار كنت قد أجريته مع زميلي صالح عمار في نهاية العام الماضي مع المهدي، وكان سؤالي # لديكم تجارب طويلة مع نظام الإنقاذ منذ عام 1989م ودخلتم معه في حوارات كثيرة واتفاقات، فهل أنتم متفائلون بقبولهم حكومة قومية وحل دارفور والحريات وما وضعتموه من خيارات؟ - الدلائل تشير إلى الرفض، وأنا أعتقد أنّ في داخل المؤتمر الوطني وعلى مستويات مختلفة هناك وطنيون وعقلاء، ولكن الأمور في رأيي في أيدي أشخاص أجهضوا قبل هذا اتفاق التراضي الوطني، وأجهضوا اتفاق نداء الوطن، وما داموا موجودين فسيغلقون الباب أمام هذا التفكير، ولكن على أي حال نحن لا نعتبر أنفسنا في مباراة بيننا وبين المؤتمر الوطني، ولكن بيننا الشعب السوداني، وبيننا الأسرة الدولية، وبيننا العالم، ليحكم، لأننا عندما نقول كلاما معقولا مثل هذا، يرفض أولا، وحتى إذا رفض من قبل الصقور سيكون مقبولا لدى عقلاء في المؤتمر الوطني. * هل تعتقد أنّ هناك عقلاء داخل المؤتمر الوطني؟ البعض لا يرى ذلك.. - نعم أعتقد أنّ هناك عقلاء. وكثير منهم غير راضين عمّا يحدث. وربما يكون هناك \" عقلاء\" لكنا لم نسمع لهم صوتاً فيما يتعلق بموضوع الحوار، والحكومة القومية، بل على العكس تماماً، نسمع أصواتاً مثل أصوات الدكتور نافع علي نافع، والدكتور مندور، وهي أصوات؛ تتوعد بسحق المعارضين، وربما \" جرذنتهم\" على الطريقة القذافية، وهي التي أدخلت زعيم ليبيا إلى موسوعة المحكمة الجنائية، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ودفعت بتدخل المجتمع الدولي من أجل \"حماية المدنيين\"، ورغم ذلك لا يزال \"الأمة\" يحاور\" برغم تجارب\" نداء الوطن\"، و\"التراضي الوطني\"، في أوقات عصية، وبلا نتيجة، سوى أن يكون\" كمادة\" للمؤتمر الوطني حال ارتفاع درجة حرارته، وما أن تنخفض حتى يعود إلى \"عادته القديمة\"، ومن \"خلّى عادتو قلت سعادتو\"، أو كما يقول المثل \" يموت الزمار وايدو بتلعب\". وشخصياًً؛ لست ضد \"الحوار\" لكن؛ أي حوار؟. وعلى أية أسس؟. ولماذا؟. ومتى؟. وهي الأسئلة التي يبدو أن حزب الأمة القومي \"يسقط\" عند الجلوس للإجابة عنها، فلا يحصد سوى \"الريح\"، ولا يلقى سوى \" ضعف ثقة القواعد الجماهيرية، وحماس الشباب\"، و\" شكوك الحلفاء\"!. والغريب أن من يقود الحوار هذه المرة، هو ذات الرجل الذي قاد حوار \" التراضي الوطني\"، أو \"حصاد الهشيم\"، وهو الأمين العام السيد صديق اسماعيل، والذي أكد للصحف\" اتفاق «المؤتمر الوطني» و«الأمة القومي» على خمس نقاط تضمنت الاتفاق على تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية على أساس جغرافي وليس شخصيا، والاتفاق على الشريعة والعرف كمصادر للتشريع، والمواطنة أساس للحقوق والواجبات، والشعب مصدر السلطة يختار الرئيس والجهاز التشريعي، وأنّ الهيئة المنتخبة هي التي تشرع، ثم يقول «تجاوزنا في الاجتماع كل نقاط الخلاف، واتفقنا على 85 في المائة من الأجندة الوطنية»!. والرجل برغم المنصب الذي يشغله، ظل بعيداً عن فعاليات قوى الإجماع الوطني، لكنّه هو نجم التفاوض مع الحكومة!، وهو ما يثير التساؤلات حول \"الأجندة\"؟. وما يزيد الاستفهامات علامات أخر، هو حديث نائبه الدكتور عبد الرحمن الغالي، والذي رأى أنّ هذه \" التسريبات ليست صحيحة، وربما كانت تخمينات\". إلا أنّ حديث إسماعيل ينسجم مع مثل هذه \"التسريبات \"والتي ينفيها الغالي!. ونخشى أن يقود الحوار في نهاية المطاف إلى \" خلافات بين قيادات الحزب، مثلما يبدو بين الأمين العام ونائبه، وهو ما يهدف إليه \"المؤتمر الوطني\"، وذلك بقسمة الحزب، ما بين مشارك، ورافض للمشاركة، وبالتالي إضعاف دوره في المعارضة، مع ازدياد مساحة الشك بينه، وبين قوى الإجماع الوطني، وقوى \"التغيير\"، وعندما يدرك المؤتمر الوطني ذلك، ويشعر بالأمان، واستباب الأمن، سيكون حزب الأمة ؛ أول ضحايا \"الانقاذ\" ما بين تكميم أفواه، وسخرية صحف عنصرية موالية للنظام\"، وما بين \" معتقلات\" وضرب يعتبره السيد المهدي \" شروعاً في القتل\" مثلما حصل لمريم الشجاعة!